مديرية المريجة في «القومي» أحيت عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده
إبراهيم نعسان آغا: احتفال بولادة الإنسان المجتمع الذي انتصر على العصبيات الهدامة التي تحول دون تقدم المجتمع وارتقائه
يوسف كسار: ثابتون على إيماننا لننتصر بالعقيدة التي وضعها زعيمنا والحزب الذي أسسه حركة نهضة وصراع
بمناسبة الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، أقامت مديرية المريجة التابعة لمنفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، احتفالاً في مكتب المنفذية، حضره منفذ عام المتن الجنوبي ربيع جابر، مدير مديرية الغبيري/عين الرمانة فارس غندور، هيئة مديرية المريجة، وجمع من القوميّين والمواطنين.
عرف الاحتفال ناموس مديرية المريجة خضر الأحمد بكلمة من وحي المناسبة.
كلمة المواطنين
ألقى كلمة المواطنين يوسف كسار، فأشار إلى أن الأول من آذار ميلاد الوعي القومي والفكر العظيم، ميلاد نهضة وزعيم بحجم الأمة.
وقال: في هذا اليوم العظيم، نجدد عهدنا للزعيم بأننا ثابتون على إيماننا، ننتصر بالعقيدة التي وضعها والحزب الذي أسسه حركة نهضة وصراع لتحيا سورية.
كلمة المديرية
وألقى كلمة المديرية إبراهيم نعسان آغا فقال:
إن احتفالنا بذكرى مولد سعاده هو احتفال بولادة رجل بحجم أمة، هو احتفال بولادة الإنسان الجديد، الإنسان المجتمع الذي انتصر على العصبيات الهدامة التي تحول دون تقدم المجتمع وارتقائه إلى رحاب الأمة والوطن.
أضاف: الأول من آذار هو محطة دستورية قومية أدى فيها مؤسس الحزب قسم الزعامة المثبت في دستور الحزب. وبموجب ذلك القسم، وقف حضرة الزعيم نفسه على أمته السورية ووطنه سورية عاملاً لحياتهما ورقيهما.
أقسم سعاده معطياً للأمة ما يخصّها، مؤكداً أن كل ما فينا من حق وخير وجمال هو من صميم العظمة الواسعة، التي هي عظمة المجتمع السوري، وعظمة الأمة السورية التي ننتمي إليها ونحميها ونفتديها بأرواحنا ودمائنا.
في الأول من آذار حوّل سعاده ذلك التاريخ من حالة فردية خاصة إلى منصة قوميّة جامعة يلتفّ حولها السوريون القوميون الاجتماعيون، ويتعلّم منها أبناء الأمة كيف ترتقي فكرة الزعامة من المفهوم التقليدي المهترئ إلى المفهوم القومي الاجتماعي الراقي والحضاري.
وتابع قائلاً: آذار هو الإيمان المطلق بما نملك من قدرات، وإننا في صراع الأمم ستبقى أمتنا سيدة مستقلة، لأنها أمة تستحق الحياة طالما فيها من ينادي بأننا أحرار ومن أمة حرة وأن مكاننا القمم ولن نتخلى عن مكاننا ولن نتخلى عن حقوقنا وعن طريقنا، فنحن النواة الأولى في درب الصراع لن ينفصل الأول من آذار في دلالاته عن نهج المؤسس وتأصيل الفكر والعقيدة. هذا النهج الذي يمتدّ من تشرين التأسيس الى تموز الشهادة والتلبية بثقة عندما تطلبنا أمتنا للدفاع عنها، لأن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها. فنحن أمة لا ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس، لأن الحياة ما هي إلا وقفة عزّ فقط.
هذه حقيقتنا التي نحياها وهذا ما نحن، شاء من شاء وأبى من أبى، نخوض معاركنا بشرف وننتصر بمبادئنا، نواجه النكبات شامخي الجبين مدركين أن في حملنا حقاً، وأننا بناة هذه الأمة وعزّها، حملنا أمانة الدماء فكانت أكتافنا أكتاف جبابرة وسواعدنا سواعد أبطال على قدر ثقة صاحب الدماء التي ما نضبت منذ الثامن من تموز 1949، حتى يومنا هذا وتلك الشرايين التي انتفضت منها تلك الدماء باتت ينبوعاً من الفداء. لذلك ومن هنا نؤكد أن دورنا هو الاستمرار في الصراع والمقاومة ونشر ثقافتها وروحها في الشعب، وكذلك محاربة الفساد الداخلي والنهب والهدر والاستغلال وعلة العلل الطائفية والعمل لبناء الإنسان الجديد الواعي المنتج والمجتمع القومي الجديد.
ما الذي جلب على أمتي كل هذا الويل؟ ومن نحن؟ وهل نحن أمة حية لها حقها في الحياة؟
هي أسئلة مصيرية طرحها مؤسس حزبنا أنطون سعاده على نفسه، وسعاده لم يكن يريد المعرفة من أجل المعرفة فحسب، فالعلم الذي لا يفيد كالجهل الذي لا يضرّ.
إن فقدان السيادة القوميّة وعدم تحديد هويتنا واستفحال الأمراض الاجتماعيّة التي مزّقت جسم الأمة إلى دويلات طائفية ومذهبية ورسمت بينهما حدوداً مصطنعة ووضعت حواجز بين أبناء الأمة الواحدة مما أدّى إلى حالة انحطاط تعيشها أمتنا بعدما كانت هادية للأمم، أمة أعطت العالم مثلث الحضارة الشرائع والدولاب والأبجدية، وجاء الجواب بعد بحث علمي دقيق ومضنٍ: إننا أبناء سورية الطبيعية التي يعبر عنها بلفظ عام الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص، لقد استشرف سعاده باكراً الخطر اليهودي على أمتنا وأدرك أن صراعنا معه هو صراع وجود لا صراع حدود وأن الخطة اليهودية المنظمة التي تستهدف وجودنا لا يمكن مواجهتها إلا بخطة نظامية معاكسة أكثر دقة وإمعاناً. فكان لا بدّ من تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي لإعداد جيل جديد، يضع نصب أعينه مصلحة الأمة فوق كل مصلحة، جيل أيقن أن النصر حليفه ما دام العزّ مطلبه والشهادة من أجل نصرة الأمة شرف لا يعلو عليه مقام لإعداد رجال بحجم وطن لتنكّب المهام القومية الصعبة لإيماننا العميق وقناعتنا الراسخة بأن معركتنا مع العدو اليهوديّ وحلفائه ما زالت قائمة فهي لم ولن تنتهي إلا بزوال كامل الاحتلال عن كامل تراب الوطن.
الأول من آذار ليس يوماً عادياً، إنه اليوم الذي أبصر فيه سعاده الحياة، إنه يوم صوت الحق الذي شق طريق الحياة لتحيا سورية، وليتخلّص مجتمعنا من آفات الطائفية والفساد والمصالح الخصوصيّة، الأول من آذار رسم طريق التجدد للحياة بالعطاء الفكري، حياة العز المتجدّدة بدم سعاده في الثامن من تموز، ودماء كل الشهداء.
نحتفل بعيد ميلاد سعاده الهادي الذي نحبّه ونؤمن بتعاليمه، سعاده الذي قال «لم آتكم مؤمناً بالخوارق بل أتيتكم مؤمناً بالحقائق الراهنة التي هي أنتم، أتيتكم مؤمناً بأنكم أمة عظيمة المواهب، جديرة بالخلود والمجد، نحن لسنا أمة صغيرة قليلة العدد نحن ننتشر بعددنا وفكرنا ومساحة أرضنا، فإذا فعلنا فإننا سنغيّر التاريخ وسننتصر لأننا نؤمن أن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ»، وها هي فعلت.
في هذه المناسبة الجليلة تحية إكبار وإجلال لأبطال نسور الزوبعة ولكل الشهداء والبواسل، الذين بعطائهم وثباتهم ومقاومتهم يعلموننا كل لحظة درساً من دروس العز والكرامة والشرف.
تخلّل الاحتفال جلسة قسم لمنتمٍ جديد، ثم اختتم الاحتفال بقطع قالب الحلوى.