تحررت برادفورد فمتى تتحرر عواصم العرب؟
أعلن النائب البريطاني المنتخب عن مقاطعة برادفورد جورج غالاوي صديق فلسطين ومناصر قضيتها، “أن الإسرائيليين ليسوا موضع ترحيب في برادفورد، وأعلن المدينة منطقة حرّة من “إسرائيل”، ولا نريد فيها أي سلع وبضائع إسرائيلية، ولا نريد فيها أية خدمات إسرائيلية”. وأضاف النائب البريطاني عن حزب الاحترام المعارض “نحن لا نريد أي أكاديميين إسرائيليين في جامعات وكليات برادفورد، ولا نريد أن يأتي إليها حتى السياح الإسرائيليين، ونرفض هذه الدولة الهمجية والوحشية التي تُطلق على نفسها اسم “إسرائيل””.
ما فعله غالاوي هو شاهد حيّ على ما يمكن فعله لنصرة فلسطين وغزة دون القيام بشنّ حرب، ودون الحاجة لأي فعل يحتاج إمكانات مالية أو عسكرية، والسلاح الوحيد الذي استخدمه هو سلاح الموقف، وهو سلاح متاح لكل الشعوب في العالم وفي طليعتها الشعوب العربية. وقد أظهرت تجارب العرب وغير العرب أنه لا وجود لحاكم قادر على إدارة الظهر لمشيئة شعبه مهما علا كعبه ومهما كان نظامه قوياً وكانت مخابراته شديدة القسوة. وقد أظهرت الشعوب خلال الربيع العربي أنها لأجل أهداف وهميّة استطاعت أن تفرض مشيئتها، فكيف لا تستطيع لأجل أهداف حقيقيّة مثل نصرة فلسطين؟
السؤال للحكومات العربية التي لم تخجل أمام مواقف دول مثل كولومبيا وتشيلي وبوليفيا التي قطعت مبكراً علاقاتها بكيان الاحتلال وأقفلت سفاراته في عواصمها. ومن ثم لم تشعر بالحرج من مبادرة جنوب أفريقيا بملاحقة حكومة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، وشاهدت ما جرى بين الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا وحكومة بنيامين نتنياهو وكيف انتصر دي سيلفا بشهامة لفلسطين رغم الانقسام الداخلي المرهق الذي تعيشه البرازيل. هل يمكن أن نأمل خيراً من خجل أو حرج يسببهما موقف نائب بريطاني يقول إن بمستطاعكم أن تجعلوا عواصمكم خالية من أي وجود للاحتلال وكيانه سياسياً واقتصادياً وثقافياً وسياحياً فلا تتردّدوا بالفعل؟
من حقنا التطلع لأن تتأثر الشعوب بما فعله غالاوي، وأن يُشعرها بالحرج لتقوم بدورها بالضغط على حكوماتها، خصوصاً حيث تستضيف العواصم العربية سفارات لكيان الاحتلال وتقام بينه وبين الحكومات مستويات متعدّدة من التعاون، ومع الحكومات العربية السؤال موصول لتركيا؟
التعليق السياسي