«الوفاء للمقاومة»: فداحةُ العدوان على غزّة لا يتناسَب معه النأيُ المطلَق بالنفس
أكّدت كتلة الوفاء للمقاومة «فاعليّةَ خيارِ المقاومة الإسلامية وأدائها المتضامن والمساند لغزّة وأهلها وضغطها المؤثِّر على العدوّ بُغيةَ حماية المصالح الوطنيّة للبلاد»، كاشفةً عن بحثها مبادرة «تكتُّل الاعتدال الوطنيّ» للوصول إلى انتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة.
جاء ذلك في بيان للكتلة بعد اجتماعها الدوريّ في مقرّها المركزيّ في حارة حريك برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. وبعدَ تدارس «تطوّرات العدوان الصهيونيّ المجرم على غزّة وفلسطين والتحرّكات السياسيّة الجارية ومآلاتها»، شدَّدَت على أنّ «العالمَ مدعو للتحرُّك الجادّ من أجل الضغط على الكيان الصهيونيّ لوقف عدوانه وجرائمه التي يستبيح بها الإنسانيّة. وعلى شعوب منطقتنا أن تحسمَ قناعتها بأن الإدارةَ الأميركيّةَ هي شريكةٌ كاملةٌ مع الصهاينة في العدوان والتآمر على قضيّة فلسطين، واستباحة الحياة بمظاهرها كافّة، في غزّة المدمَّرة، وهذه الشراكة تُسقطُ أيَّ ترقب أو أمل بنزاهة أو صدقيّة دورها أو وساطتها لوقف الظلم وكبح العدوان».
ورأت أنَّ «الدعوةَ إلى إطالة أمد العدوان على غزّة ومنح العدوّ الصهيونيّ المهل الزمنيّة تلو الأخرى من أجل تحقيق أهدافه الموهومة في ترحيل أبناء غزّة عن أرضهم وإفراغ القطاع من سكّانه والقضاء على تشكيلات المقاومة واسترداد أسراه بالقوّة، هي دعوة كاشفة عن التواطؤ والكيد الأميركيّ، لا يبرّرها حسب فهم المقاومة في غزّة، المسعى المنافق إلى إقرار وقف موقّت للعدوان خلال شهر رمضان المبارك، لا يستجيبُ إلى موجبات العدل والإنصاف ويُبقي أبوابَ التهديد والعودة إلى استئناف العدوان الصهيونيّ مفتوحة ومن دون أيّ كوابح أو ضمانات جديّة».
وحيّت «شجاعةَ وتضحيات أبطال المقاومة الإسلاميّة في لبنان»، مؤكّدةً «فاعليّة خيارهم وأدائهم المتضامن والمساند لغزّة وأهلها وضغطهم المؤثِّر على العدوّ بُغيةَ حماية المصالح الوطنيّة للبلاد من جهة وتعقيد سُبل تحقيق أهدافه وعرقلة مشروعه العدوانيّ من جهة أخرى».
ورأت في هذا التضامن الميدانيّ المسؤول «تعبيراً إنسانيّاً ووطنيّاً راقياً، ينبغي أن ترقى إليه أو تُلاقيه في الحدّ الأدنى، مواقف كلّ دعاة حقوق الإنسان والمنادين برفع الظلم وإدانة الظالمين في لبنان والمنطقة والعالم، إذ إنّ فداحة العدوان لا يتناسب معها إطلاقاً موقف النأي المطلق بالنفس أو التحفّظ عن التضامن، ولا إنسانيّاً ولا موضوعيّاً، وهو ما يرفضه شعبُنا اللبنانيّ الأبيّ ولا سيّما أبناء المناطق الحدوديّة الذين يرتضون طوعاً نصرةَ المظلومين رغمَ كلّ التضحيات ويحتضنون المقاومين الشرفاء».
وأشارت إلى أنّها عرضَت الكتلة مداولات رئيسها مع وفد «تكتُّل الاعتدال الوطنيّ» النيابيّ الذي طرحَ مضمون مبادرته «للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة يُمارس صلاحيّاته الدستوريّة في إدارة شؤون البلاد». وإذ أبدت الكتلة حرصَها على التوصل إلى مخرج وفاقيّ للأزمة الرئاسيّة، ناقشت موقفها المفترض إبلاغه لاحقاً إلى تكتُّل «الاعتدال» ليُبنى على الشيء مقتضاه.