«خميس الأسرى 260» في بلدة العباسية عند أضرحة الشهداء بدعوة من بلديتها وجمعيات ومنتديات لبنانية وفلسطينية
عضو هيئة منفذية صور في «القومي» علي فياض: الأسرى المحرّرون يقاومون داخل الزنازين ويلتحقون بالمقاومة فور انتزاعهم حريتهم
أقيم «خميس الأسرى 260» في بلدة العباسية عند أضرحة الشهداء، بدعوة من بلدية العباسية واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وجمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية، والمنتدى الثقافي في العباسية، وجمعية التواصل اللبناني الفلسطيني، في ذكرى العدوان الصهيوني 1978 على جنوب لبنان وتخليداً لشهداء مجزرة العباسية، وتضامناً مع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني ونصرة لقضية فلسطين.
حضر اللقاء وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس هيئة منح رتبة الأمانة عباس فاخوري وناظر العمل والشؤون الاجتماعية في منفذية صور علي فياض، رئيس بلدية العباسية علي عز الدين وأعضاء مجلسها البلدي والمخاتير، رئيس جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية الدكتور عمداد سعيد، وشخصيات سياسية وثقافية ونقابية وممثلون عن الأحزاب والفصائل والجمعيات اللبنانية والفلسطينية وأهالي المنطقة.
وقد تحدّث في الاعتصام رئيس البلدية وممثلون عن حركة “أمل” وحزب الله ومنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني وجمعيّة التواصل اللبناني الفسطيني.
حيّا المتحدثون بلدة العباسية وبلديتها “المجاهدة والمناضلة والشاهدة على مجازر العدو الصهيوني”، مؤكدين “أن المقاومة باتت قادرة على قلب المعادلات وخلق توازن الردع، وأن تحرير فلسطين الذي كان بعيداً في السياسة والجغرافيا قد أصبح قريباً في الواقع والميدان بخاصة بعد حرب تموز 2006 في جنوب لبنان، وعمليّة “طوفان الأقصى” و”وحدة الساحات” التي جعلت العدو الصهيوني يفكر ألف مرة قبل أن يُقدم على أي حرب مع لبنان”.
ورأى المتحدثون “أن الإنجازات والانتصارات للمقاومة في فلسطين ولبنان وكل أرض عربية وإسلامية خيار لا بد منه، حيث نجد أن بارقة أمل تعطي الشعب الفلسطيني حقه في المقاومة بكافة أشكالها من أجل انتزاع الحرية والاستقلال”. ووجهوا التحية إلى “الشعب الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة وعموم فلسطين وأكناف فلسطين على إصراره على مواجهة قوات الاحتلال رغم الدمار والمحارق والمجاعة، ونقول للمقاومين في فلسطين لستم وحدكم بل كل الأمة معكم”.
وطالب المتكلمون الصليب الأحمر الدولي “بالاطلاع على أوضاع الأسرى البواسل الذين أذهلوا العالم أيضاً بصمودهم وتصدّيهم وثباتهم ونضالهم وشجاعتهم”، كما طالبوا “المؤسسات الدولية والعربية وخاصة تلك التي تُعنى بشؤون الأسرى إلى التحرك الفوري والعمل على إطلاق سراح أسرانا”.
كلمة الحزب
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها فياض الذي قال:
نلتقي اليوم في وقفة انتصار جديدة لأبطال أقلّ ما يُقال فيهم أنهم أركان أساسيّون في حربنا الوجوديّة التي نخوضها ضد كيان عصابات الاحتلال.
فكما يخوض المقاومون الأفذاذ المعركة العسكرية في ساحات الصراع على اختلاف جبهات القتال مع العدو اليهودي، ها هم أسرانا البواسل يُصرّون على وضع بصمتهم الواضحة ليؤكدوا تمسكهم بمواجهة العدو الغاصب حتى لو كانوا لا يزالون في الأسر.
لقد سجل الأسرى الأحرار في سجلات أمتنا العظيمة بطولات حُفرت في ذاكرة شعبنا، فشكلت دفعاً معنوياً إضافياً لكل مقاوم.
فها هو الشهيد الرفيق عاطف الدنف قاد عملية التحرير الكبرى لثمانين أسيراً من معتقل أنصار- جنوب لبنان في العام 1983. في بطولة تلتها بطولات لم تكن آخرها عملية نفق الحرية التي أذلّت العدو في معتقل جلبوع داخل فلسطين المحتلة في العام 2021.
لقد أثبتت التجارب اليوميّة أن الغالبية العظمى من الأسرى المحرّرين يلتحقون بالمقاومة فور انتزاعهم حريتهم من معتقلات العدو، حتى وصلت نسبة الملتحقين بالعمل الجهادي 90% منهم. فيما النسبة البسيطة الباقية لا يحول بينها وبين استئناف عملها المقاوم إلا الإصابة أو تقدم السنّ.
قبل انطلاق ملحمة طوفان الأقصى، كانت معتقلات العدو تعجّ بخمسة آلاف ومئتي أسير من ضمنهم 36 ماجدة، و170 شبلاً، و1264 معتقلاً إدارياً.
من بين هؤلاء الأبطال 554 أسيراً محكومون بالمؤبدات، و400 أسير قضوا أكثر من 20 عاماً في الأسر.
إلا أن ما قبل الملحمة ليس كما بعدها. فقد عمدت عصابات الاحتلال إلى اعتقال ما يقرب من 7500 من أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وحدَها. وهذا الرقم لا يشمل الأسرى في قطاع غزة الذين لا توجد عنهم أية معلومات دقيقة وواضحة.
فضلاً عن ذلك، فمنذ العام 1967 وحتى اليوم، ارتقى من الأسرى الأفذاذ 248 شهيداً، 12 منهم منذ تاريخ السابع من تشرين الأول 2023. فيما لا تزال الجثامين الطاهرة لإثنين وعشرين شهيداً محتجزة في ثلاجات العدو، علماً أن هذا العدد لا يشمل الجثامين الموجودة في ما تسمى «مقابر الأرقام».
يعاني الأسرى البواسل من ارتكاب مجرمي العدو فظاعات ليست أقلها سياسة الإهمال الطبي التي تعتبر اللفظ المخفَف لجريمة الإعدام البطيء بدم بارد للأسرى والتي أدت مؤخراً إلى ارتقاء الأسير عاطف الرفاعي شهيداً.
نؤمن جميعاً أن الوسيلة الوحيدة الناجحة لتحرير الأسرى هي عمليات التبادل التي تعقب مفاوضات غير مباشرة. ولكم في آخر عملية تبادل حصلت خلال الهدنة في تشرين الثاني الماضي خير دليل على ذلك. فليعلم ساسة الاحتلال أن كافة أحزاب وفصائل وحركات المقاومة عقدت العزم على «تبييض» كل معتقلات العدو مهما كان عدد الأسرى فيها.
ختاماً، من صور التي أذلّت المحتل، نوجه التحية إلى عميد الأسرى في معتقلات الاحتلال الرفيق يحيى سكاف بطل عملية الشهيدة دلال المغربي، إلى الرفيق الصامد في السجون الفرنسية والرافض أي اعتذار عن فعله المقاوم جورج إبراهيم عبد الله، إلى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، إلى القائد مروان البرغوثي، إلى أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وإلى كل أسير باسمه، نعاهدهم على الاستمرار في المقاومة حتى انتزاع حريتهم وتحرير الأرض من دنس الاحتلال.
وتكريم رئيس حزب «الوفاء اللبناني»
كما جرى في الاعتصام تكريم رئيس حزب «الوفاء اللبناني» أحمد علوان، الذي تسلم درعاً تقديريّة.