وقفة للقاء الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية في طرابلس تضامناً مع فلسطين
عطية: غزة العزة بعنفوانها وثباتها مصدر إلهام حي وحقيقي لشعوب العالم
نظم لقاء الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية في طرابلس، وقفة تضامنية مع فلسطين، انتصاراً للمقاومة في غزة وجنوب لبنان، في شارع الجميزات في مدينة طرابلس، شاركت فيها أحزاب وقوى اللقاء والشخصيات المنخرطة فيه، وبمشاركة جميع فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال، بالإضافة إلى فاعليات طرابلسية وحشد شعبي.
استهلت الوقفة بكلمة تقديم ألقاها ناظر الإذاعة في منفذية طرابلس عزار الشامي فقال: نلتقي اليوم في وقفة تضامنية مع شعبنا الصامد المقاوم لنقول لكلّ العالم انّ أمتنا هي وحدها صاحبة الحق الطبيعي والشرعي في فلسطين وانه ليس لغيرها ان يقول الكلمة الأولى والأخيرة في مصيرها ليس من حق جمعية الأمم المتحدة ولا ايّ جهة أخرى ان تفرض على الأمة مقرّرات تنزع سيادتها عن وطنها او حقها في أرضها ليس لأيّ هيئة دولية ان تلغي حق الأمم في تقرير مصيرها بنفسها .
كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها أمين سر الفصائل في منطقة الشمال أبو فراس ميعاري، فقال: “156 يوماً من الصمود والثبات على أرض الوطن وشلال الدماء يروي ترابها، وسنبقى ثابتين فى أرضنا لن نخرج منها مهما غلا الثمن وكبرت التضحيات”.
وأشار إلى المفاوضات التي تُدار برعاية مصرية قطرية من جهة وأميركية إسرائيلية من جهة أخرى، مؤكدا ألّا وجود لهدنة إلا بشروط المقاومة أوّلها وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال من غزة، يليها عودة النازحين وإدخال المساعدات، وأخيرا تبادل للأسرى.
وتابع: “أما للمعتوه بايدن الذي يذرف دموع التماسيح على أهل غزة، يريد إنشاء ميناء عائم لإدخال المساعدات، فنقول له أوقف دعمك العسكري والمادي للكيان الصهيوني، ونحن كفيلون بإلحاق الهزيمة بهذا الكيان وإدخال جميع المساعدات إلى أهلنا”.
ورحب ميعاري باجتماع الفصائل في موسكو، ومخرجات هذه اللقاءات التي أكدت على الوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية تحت سقف منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكذلك أشار إلى استقالة حكومة اشتية لإفساح المجال أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على وقف العدوان وإدخال المساعدات وعودة النازحين وإعادة إعمار غزة، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في كل فلسطين.
وفي يوم المرأة العالمي، توجه بالتحية إلى المرأة الفلسطينية المناضلة، فهي الأسيرة والشهيدة والطبيبة والمُدرّسة، وهي الأم والأخت، وبالتحية للمعلم في يومه، وللأمّ.
ثم تقدم بالتحية إلى المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، التي وقفت إلى جانب غزة ونصرتها منذ اليوم الأول للعدوان، كما حيّا جنوب أفريقيا التي جاءت بإسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، وإلى اليمن السعيد الذي أغلق البحر الأحمر دعما لغزة وفلسطين.
وختم بتوجيه التحية إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أشرف على هذه الوقفة نصرة لفلسطين، معاهدا الشهداء أن تستمرّ الثورة حتى النصر.
كلمة الأحزاب والقوىالوطنية
وألقى عميد الثقافة والفنون الجميلة – منفذ عام طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور كلود عطية كلمة الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس، وقال:
ما عادَ للكلامِ مكان، فغزّةُ اليومَ صارت هي الأبجديةَ، وهي اللهجةَ، وهي الساحةَ اليتيمةَ لحربٍ تخوضُها عن كلِّ العربِ من المحيطِ إلى الخليج .
نلتقي اليوم، في واحدةٍ من ساحاتِ طرابلس لنصرة غزّةَ، معيدينَ إلى الذاكرةِ يومَ كانت شوارعُ طرابلسَ المكانَ الأرحبَ للوطنيينَ الذين ما راهنوا يوماً إلا على عروبةِ طرابلس، وخطِّها القومي، ودورِها الأساسِ في محاربةِ الانتداب، وفي مشاركتِها الحربِ ضد الصهاينةِ لاسترجاعِ فلسطين.
كلُّ ذلكَ نجسّدُهُ اليومَ بهذه الوقفةِ إلى جانبِ الغزاويينَ الذينَ صاروا همُ الشهداءَ، وهم القدوةَ، وهم الطريقَ إلى النصر، وهم الذين يجسدون قولَ سعاده: إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ .
وقال: منذ 7 تشرين وغزةُ الأبيةُ تواجهُ عصاباتِ الاحتلالِ وتقاوم!
منذ 7 تشرين وغزةُ العزةِ بعنفوانِها وثباتِها مصدرَ إلهامٍ حي وحقيقي لشعوب العالم، التي انتفضت في وجه حكامِها وفي وجهِ السلطاتِ الصهيونيةِ المجرمةِ من أجلِ فلسطين.. ولا ننسى قلبَ كلِّ يمني وعراقي وشامي ولبناني نابضاً بالحقِّ والمواجهةِ والصراعِ والمقاومة.. باسم الدماءِ والترابِ ودموعِ الأمهات.. وبإسم الأنبياءِ الشهداءِ وعرشِ السماوات..
منذ 7 تشرين وغزةُ العزةِ، هي جرحُنا الدامي، وقلبُنا المليءُ دائماً وأبداً بالإيمانِ بالقضيةِ الفلسطينيةِ حتى دحرِ آخرِ جندي صهيوني.. وروحُنا القوميةُ المشعّةُ التائقةُ المتطلعةُ إلى وحدةِ الأمةِ في الفكرِ والجغرافيا والسياسةِ كما في توحيدِ صفوفِ المقاومةِ وتوحيدِ الجبهاتِ والساحات؟
علنا ندوسُ بوحدتنا القناعَ العربيَ الغربيَ الزائف… ونعيد ما يسمّى بالنخوةِ العربيةِ المفقودةِ التي طالَ سُباتها! فأصحابُ القرارِ العربي التطبيعي تائهون من أجل مصالحِهم وصفقاتِهم ومعابرِهم البحرية الاستخرابية الاستعمارية، لأنهم غارقون في وحولِ الدمِ وحقولِ الغازِ وسماءِ الانزالاتِ الوهميةِ للمساعدات..
نأسفُ عليكم وقد كشفت أطماعُكم حربَ غزةَ وجنوبِ لبنان.. نأسفُ عليكم وقد فرقتكم الولاياتُ المتحدة وفرّقت أهدافَكم.. وشوّهت فكرةَ الانتماءِ لديكم.. وحَدَّت بجبروتِها وحقدِها وأطماعِها من امتدادِ ظلالِ الأمةِ الواحدة.. أقله في هويتها الوطنية والقومية.
هذه الوقفةُ الأخلاقيةُ من طرابلس الوفيةِ هي وقفةُ عز ورسالةُ وفاء مكتوبةٌ بحبرٍ من دمٍ وماءٍ الى أرواح الشهداء..
كما هي رسالةُ تنديدٍ بهذا التآمرِ الدولي الأممي العربي على غزةَ وبحرِها وحقوقِ أطفالها.. علنا نلتقي بهذه الصورةِ الحضاريةِ مع ما ترسمُهُ شعوبُ العالمِ أجمعِ من لوحاتٍ عزيزةٍ مشرّفةٍ وهي تصرخُ في وجهِ حكامِها و تنددُ بالجريمةِ الصهيونيةِ النكراء..
كما هي رسالتُنا الى الداخلِ الفلسطيني الواحدِ الموحدِ فوق الأرضِ وتحتها وفي كلّ حبةِ ترابٍ من فلسطينَ كلِّ فلسطين .
وختم: أما بالنسبةِ الى لبنانَ الجريحِ في السياسةِ والغارقِ في الفراغِ نراه يقدمُ الشهداءَ في الجنوبِ بينما الإعلام الطائفي يصوّب النارَ على المقاومين.. وينزعُ التكلفةَ في تسميةِ فلسطينَ المحتلةِ بـ “إسرائيل”! فمن هنا من طرابلس الوفية الأبية.. ألف تحيةٍ الى كلِّ طفلٍ وأبٍ وأمّ فلسطينية، كما التحيةُ الأكبرُ الى الأنفاقِ وأنفاس المقاومي..
عشتم وعاشت فلسطين حرة أبية…