الأخت مايا زيادة
– الأمر أبسط من بسيط لولا الضجة التي أثارها فريق لبناني مهووس بإقامة الجدران الطائفية بوجه المقاومة، هاله أن تخرج راهبة بثوب الرهبنة وهي تعلّم الأطفال لتدعوهم للصلاة لحفظ لبنان والجنوب وأهل الجنوب ورجال الجنوب وأطفال الجنوب، لأن هناك عدواً وهناك من يدافع عن لبنان بوجه هذا العدو.
– الحدث ليس ما قالته الراهبة مايا زيادة الجزيلة الاحترام، لأنه تعبير طبيعيّ صادق من قلب طاهر وعقل وطني وإنساني وديني صادق ونظيف، لم تنجح بتلويثه الهلوسات المريضة، التي تريد التسلّط مثلها مثل أي مشروع فاشي بقوة التهويل والتهديد والقهر والقمع، فهبّت جماعة “ما بيشبهونا” لاستنكار أن يشكل ثوب الرهبنة تعبيراً عن أصالة الوحدة الوطنية بين اللبنانيين في آلامهم وآمالهم، كما هو التعبير الطبيعي عن الهوية الوطنية.
– الحملة التي استهدفت الأخت مايا زيادة لم تكن تقصدها بذاتها، بل استهدفت الهوية الوطنية اللبنانية، للقول إن ليس بين اللبنانيين من مشترك جامع يجمعهم، ولفرض الإرهاب بدلاً من النقاش الوطني طريقاً للتعبير عن الاختلاف، طالما أن هؤلاء يعبرون عن آرائهم بكل حريّة ولا يتعرّضون لمنع من العمل في وظائفهم ولا للتشهير في بيئتهم ولا للنيل من كرامتهم الشخصية.
– حسناً فعلت قوى فاعلة في الساحة المسيحية مثل التيار الوطني الحر بشخص رئيسه النائب جبران باسيل، وعدد من الشخصيات الوطنية في البيئة المسيحية، بأن انتبهت إلى أن الحملة على الأخت مايا زيادة هي استهداف لمفهوم الوطنية اللبنانية وليست من مفردات الخلاف السياسي في النظر للحرب، لأن التضامن الواجب مع الأخت مايا زيادة هو تعبير عن التمسك بأن لبنان وطن يجمع بين أبنائه، ويفرض عليهم أن يكونوا معاً في السراء والضراء، وأن يناقشوا بعيداً عن الإرهاب والفاشية ما يختلفون عليه وحوله، وهم يصلون ليحفظ الله بلدهم ويحمي شبابه والرجال والنساء والأطفال في كل مناطقه، خصوصاً أشدها حاجة للصلاة بفعل ما تتعرّض له وما تعانيه.
– الأخت مايا زيادة أيقونة لبنانية وطنية نقية تستحق التكريم من وزارة التربية ومنحها وسام المعارف، لأنها ابتكرت نصاً لكتاب تربية وطنية عجزت الوزارة عن وضعه، إن كانت الوزارة تعتبر أنّها المرجع الصالح للبتّ بمفهوم التربية الوطنية.
التعليق السياسي