قليل من الحياء…
} عمر عبد القادر غندور*
يواصل العدو الإسرائيلي حربه الإجرامية على الفلسطينيين في غزة في أبشع صور العذاب والتنكيل والانتقام والنقمات والشدائد العظام، حتى فاق عدد الضحايا المئة ألف معظمهم من الأطفال والنساء. وتقول الامم المتحدة انّ أطفال غزة ممن بقوا على قيد الحياة يعانون الهزال وسوء التغذية لا بل انعدامها، وانّ ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة جراء التوغل العسكري الفاشل في القطاع الذي بات من تبقى على قيد الحياة ان يكون «فشة خلق» لإخفاقات «الجيش الذي لا يُقهر»!
وما يشهده قطاع غزة من نكال وتطهير عرقي وانتقام لم يحرك ضمائر المسؤولين في الدول «الراقية» التي تتظاهر تعاطفاً مع هرة سقطت في حفرة ولم تستطع الجهات المعنية انتشالها في غضون ساعة من الزمن!
ولا نتحدث عن غفلة «ذوي القربى» الذين نسيء الظن فيهم والذين لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم، وقد صحّ فيهم قول الشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري :
إذا تخاذل أهل الرأي فافترقوا
فاستنهض الجنّ ان الجنّ معوانُ
وفي إحصائية رسمية أصدرتها هيئة الأمم المتحدة ان «إسرائيل» أدارت ظهرها لـ 69 قراراً أممياً ضربت بها عرض الحائط، تتضمّن قرارات تحضّ «إسرائيل» للالتزام بالقانون الدولي، ومن بين هذه القرارات القرار 1322 الصادر عام 2000 يوم دخل أرييل شارون الحرم القدسي الشريف عنوة وسقط يومها 80 شهيدا فلسطينياً، وأدان مجلس الأمن «إسرائيل» بوصفها القوة المحتلة الى التمسك بالتزاماتها القانونية.
اليوم يكثر الحديث عن نوايا الصهاينة لاقتحام المسجد الأقصى والتضييق على الفلسطينيين خلال شهر رمضان المبارك،
ونتذكر ولا ننسى عشرات القرارات الأممية ومن بينها قصف مركز قيادة الفيجي التابع للأمم المتحدة في بلدة قانا الجنوبية والذي لجأ إليه 108 من المدنيين اللبنانيين الذين تحصّنوا فيه هرباً من القصف الصهيوني واستشهدوا جميعاً في العام 2016.
كلّ ذلك حصل ويحصل على مسمع ومرأى العالم، ولا سبيل لردع المعتدي، تماماً عندما امتنع مجلس الأمن عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار وعارضته الولايات المتحدة «الفيتو»، وهو ما يؤكد انّ العالم تحكمه القوى العظمى التي حمت وتحمي «إسرائيل» منذ قيامها عام 1948.
ومع ذلك… يتعامى «الكثيرون» عن جرائم العدو! ولولا القليل من الحياء لطالبوا بل طالبوا بالتطبيع وقد فعلوا!
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي