الأميركي يريد غزة شرق فرات آخر
بخلاف كل كلام عن سعي أميركي لإنهاء حرب غزة والدخول في مسار استقرار، تقول الوقائع الميدانية والسياسية أن الأميركي في مناخ آخر، وأن كل كلام عن تهدئة لا يجب أن يعني الاستنتاج بوقف الحرب او إنهاء الوضع الحالي في غزة.
العودة الى الدور الأميركي في الحرب على سورية يلقي الضوء على ما يفكر به الأميركي تجاه غزة، فهو لا يريد انتصار العدو الذي تمثله المقاومة حكماً، لكنه لا يثق بقدرة الوكيل على الإنجاز، وهو هنا كيان الاحتلال. كما كان لا يريد انتصار سورية ولا يثق بقدرة التركي والخليجي على الإنجاز بعد سنوات من الحرب.
الحديث الجاري من بوابة ربط المساعدات الإنسانية لغزة ببناء ميناء أميركي هو في الحقيقة قاعدة عسكرية لخمسة آلاف جندي أميركي، تشبه القواعد الأميركية التي أقيمت في سورية. وفي سورية حملت القواعد معها تنظيماً لجماعات سورية مناوئة للدولة السورية، لكنها أيضاً غير مقبولة من الوكيل الفاشل. ومثلما كانت الميليشيات الكردية هي العنوان تتجه واشنطن لتشكيل حالة فلسطينية تقودها شخصية محسوبة مباشرة على الأميركي تتولى إدارة توزيع المساعدات ووضع اليد على شمال غزة أو الجزء الغربي منه على الأقل.
القاعدة البحرية الأميركية في غزة تفتح ملف الغاز في ساحل غزة وتحاكي مصالح الشركات المهتمة التي يقال إنها تولت تمويل مشروع القاعدة ونفقات إنشاء ميليشيا فلسطينية مساندة تكون عدائيّة تجاه المقاومة، لكنها مستقلة عن كيان الاحتلال، رغم تواصلها مع مخابرات الكيان وتأييدها مسار التطبيع الخليجي واعتمادها على تمويله.
لا يرى الأميركي فرصة لإنهاء الحرب على غزة بصيغة تريح كيان الاحتلال، وهو يضع خطاً أحمر بوجه اي صيغة تتضمن أي بعد يؤشر لهزيمة الكيان. والمشروع الراهن والمستقبلي هو استبدال الاحتلال الإسرائيلي لغزة بسيطرة أميركية وفي كنفها ميليشيا تشبه وضع شرق الفرات يتيح التفاوض من موقع مختلف مع الكيان ومع المقاومة حول مستقبل الصورة الإجمالية للمنطقة والقضية الفلسطينية في قلبها.
قد تكون المقاومة معنية بالتفكير جدياً في إعلان اعتبار أي وجود عسكري على أرض غزة احتلالاً يشكل هدفاً مشروعاً لأعمال المقاومة، خصوصاً أن الأميركي يعلن تمسكه بتصفية المقاومة ولم يناقش معها حتى عبر الوسطاء صيغة نشر قواته على ساحل غزة.
التعليق السياسي