آخر الكلام
تحية إلى الراهبة المقاومة
في عيد المعلّم
الياس عشّي
تعليقاً على موقف «البعض» من الراهبة مايا زيادة التي وقفت إلى جانب غزّة، وأعطت لتلاميذها دروساً في الوطنية، أحيل هذا «البعض» إلى ما كتبه محمد يوسف حمود في كتابه «ذلك الليل الطويل».
قرأت لمحمد يوسف حمود:
علّموا أولادكم مادة الحساب كما يلي:
أنّ صهيونياً مجرماً + صهيونياً مجرماً = صهيونين مجرمين. وأنّ لصّاً صهيونياً سطا على بستان فلسطيني، فاقتطع خمسين شجرة، فكم شجرة تبقى إن كان في البستان ثلاث وخمسون شجرة؟
وأمامكم مادة اللغة:
علّموا الفاعل بقولكم (خدع صهيونُ العربَ) والمفعول به بقولكم (لعن الله صهيونَ)
وعلّموا المجرور بقولكم (يجب أن نقضي على صهيونَ)، وصهيون ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، ولا بأس من أن تضيفوا: ويجب أن يمنع من الحياة لأنه وحش بربريّ شرير.
أجل علّموا هذا كتابةً وقراءةً وإلقاءً وإنشاءً… ولتكن دروس الرياضة البدنية في الملاعب تمارين وتدريباً للقتال والنزال…
كتبت:
والآن جاء دوري:
أبشرْ أيها الصحافي البارع،
وأيها المبدع شعراً، وفكراً،
أبشر يا حضرة الأمين، لقد تبنى العرب توجيهاتِك التربوية، وطبقوها بحرفيتها،
مثال على ذلك: كتاب التاريخ في مصر، وفي المرحلة المتوسطة في التعليم الرسمي، عنوان يقول:
«القدس عاصمة إسرائيل»!
أرأيت، يا حضرة العميد، مثل هذا الصعود إلى الهاوية؟ أيمكنك أن تسمعني وأنا أهمس في أذنك:
قتلوا الزعيم ليصلوا إلى هذه المعادلة، ونجحوا؟
ولولا المقاومة التي وضعتَ نشيدها ورحلتَ، لما بقي حلم العودة إلى فلسطين يقضّ مضاجع صهيونَ.
وحدها الراهبة المقاومة، المعلّمة البارعة مايا، احتفلت بعيد المعلّم على طريقتها، فاستعارت أبجديتك، واتخذت من أسلوبك منبراً يبشّر بوقفات العزّ…