صدور “الموسوعة في التراث الشعبي الأردني” سارة السهيل: للحفاظ على تراثنا الشعبي وصونه
شاركت الكاتبة والأديبة والباحثة سارة طالب السهيل في حفل الإعلان عن صدور “الموسوعة في التراث الشعبي الأردني” للباحث الدكتور أحمد شريف الزعبي الذي أقيم برعاية وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة هيفاء النجار في مقرّ رابطة الكتاب الاردنيين في عمّان.
وأشارت الوزيرة النجار في كلمة لها إلى أهمية الاهتمام بتوثيق التراث الأردني وتنوّعه وتماهيه، بهدف حمايته من الضياع، مقدّرة الجهد المبذول في الموسوعة ومؤكدة استعداد وزارة الثقافة الدائم لدعم البحث العلمي والثقافي الأردني وتقديمه إلى العالم.
ورأت الكاتبة سارة السهيل أنّ موسوعة الدكتور الزعبي تزخر بكلّ معطيات التراث الشفوي الأردني، من أغانٍ وحكايا وسواليف وصناعات وحرف يدوية ولهجات محكية، وغيرها من المعارف الشعبية القديمة من تراث الأجداد.
وقالت: الجهد المبذول في الموسوعة، هو ثمار طرق جمع متعدّدة قدّمها الباحث بدءاً بوالده، مروراً بمقابلة كبار السنّ في الأردن، والتعاون مع المراكز الريادية للطلبة، كما تغذت الموسوعة أيضاً بالكثير من المراجع والمصادر الموثقة، ممن كتبوا عن التراث الأردني الشعبي من الكتّاب والمؤرّخين والجغرافيين والأدباء، ما جعل توثيق التراث بدقة علمية ملحوظاً في الموسوعة في ترتيبها الأبجدي وتوثيقها بالصور الداعمة .
وأكدت السهيل أن من لا ماضي له فلا حاضر له أيضاً، وحاضرنا لا بدّ ان يرتكز على ثوابتنا الحضارية والشعبية التي هي محض أصالتنا وسر بقائنا وخصوصيتنا، ونحن نقدّر التطور واستخدام التكنولوجيا ولكن ليس بشكل يجعلنا متخلفين عن عاداتنا وأخلاقنا التي تجمعنا وتؤكد على هويتنا وانّ أولادنا لن يهاجروا للخارج، ولديّ كثير من الصديقات والجيران والأقارب أولادهم دائماً يفكرون في الهجرة والسفر لأنهم درسوا في مدارس لم يكن فيها الحميمية الاجتماعية او المرتبطة بالأرض الوطن والسلوك والحضارة العربية.
أضافت: مع حاجاتنا الضرورية لمواكبة عصرنا التكنولوجي الفائق السرعة، وضرورة الانفتاح أيضاً على ثقافات العالم بهذه القرية الكونية التي نحياها معاً يجب ان نكون متطوّرين وفي الوقت نفسه مطالبين بالحفاظ على تراثنا الشعبي وصونه وتصديره للأجيال المتعاقبة، حفاظاً على هويتنا الوطنية من الذوبان في الفضاء الكوني الفسيح الذي يفترس بقوة العادات والتقاليد للشعوب بسرطان فتاك لمن لم يحفظ تراثه.
وأشارت الى وجود كثير من العادات القبلية العشائرية الجيدة والمفيدة بمعناها الإيجابي وليس السلبي، يمكن نحن لأننا من عشيرة لدينا أصول حياة العشيرة وكيف كانت تلمّ أفراد المجتمع في بيئات منظمة تصبّ في مصلحة الوطن والانتماء للبلد وتطبيق القانون وليس الشرود عنه، حيث توجد المحبة والتكامل والتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع الذي فيه قيم لا بدّ ان نرجع لها، يمكن زمان الواحد لو عمل غلطة كان يحاسَب ويعاقَب وقد يُتخذ قرّر بطرده خارج العشيرة، حالياً لا يوجد ولا نرى هذا العقاب الجماعي حتى التربية كان الحي كله يربّي الأطفال كما ذكرت. وكل ما هو موجود بهذا الكتاب أغلبه موروث شعبي أو تراثي أو في زمن ما وبعض الظواهر التي نراها ونتمنى أن تستمرّ، مؤكدة أنّ توثيق هذا التراث الشعبي مهم جداً.
وتحدث أيضاً الدكاترة مجدالدين خمش وزهير توفيق والشاعرة فيلومين نصار ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين المحامي أكرم الزعبي الذي أهدى في ختام الحفل وزيرة الثقافة منجلاً نسائياً قديماً ورثه عن والدته، حيث يعدّ المنجل أحد عناصر التراث الشعبي غير المادي، والذي يعكس مدى ارتباط السيدة الأردنية بالأرض.