نقص الذخائر معقول؟
لم نكن في يوم نتوقّع أن نسمع أن أحد أسباب التردّد الإسرائيلي في سلوك الخيار العسكري عائد الى تحذيرات رئاسة الأركان من نقص الذخائر. ونسمع اليوم أن التقارير العسكرية التي يتداولها الخبراء في الصحف الإسرائيلية تقول إن التفكير بحرب على لبنان ومثله بمعركة رفح سوف يبقى كلاماً بكلام لأن الجيش لا يملك الذخائر الكافية لأيّ من الحربين، فكيف لكلتيهما؟
تقول التقارير ما سبق وكنا نقوله وحدنا خلال شهور الحرب الخمسة، ومضمونه أن أميركا استنفدت ما لديها من مخزون من قذائف الـ 155 ملم وقذائف الدبابات 120 ملم، وقد أرسلت معظمها إلى أوكرانيا بما في ذلك ما سبق وكانت تخزّنه لدى جيش الاحتلال، وما بقي لديها ضئيل وقد أرسلته أول أيام الحرب وتمّ استهلاكه خلال أسابيعها الأولى، واستهلك لاحقاً مخزون جيش الاحتلال، وقدرة الإمداد الأميركي محدودة لأن حجم الإنتاج في زمن الخصخصة وتخلّي الجيش عن مسؤوليّة إنتاج ذخائره، أصبحت دون الحاجة الراهنة لأنها صُمّمت لأيام الحرب الباردة، وما بعدها كانت حروب تُحسَم من الجو كما في العراق وأفغانستان، ليس لفترات الحروب البريّة، كما قالت حرب أوكرانيا. وأن صواريخ الباتريوت هي الأخرى في حال شحّ لا يتيح التفكير بمواجهة أمطار صاروخيّة كتلك التي سوف ترافق شنّ حرب على لبنان.
يقول الخبراء العسكريون في وسائل إعلام الكيان إن أحد أسباب الضغط الأميركي طلباً لمخرج هو نقص الذخائر والقلق من هزيمة إسرائيليّة مدوّية في حال العناد والمكابرة والذهاب إلى معركة رفح فكيف بحرب على لبنان. وأن أركان الجيش في الكيان يضغطون طلباً لمخرج للاعتبار نفسه. وسقف الجاهزية الأميركيّة هو المساهمة بالتلويح بالحرب لتحسين شروط التفاوض.
ما يفعله محور المقاومة هو أن يدرك موطن الجرح، ويضغط عليه. وعلينا مراقبة درجة جدّية التوجّه نحو معركة رفح لنعرف درجة الحاجة للتفكير بجدّية الحديث عن شنّ حرب على لبنان.
التعليق السياسي