رسالة مفتوحة إلى بايدن «زعيم» واشنطن المترنّح…
} محمد صادق الحسيني
بصراحة ومن دون رتوش نقولها لحاكم دولة عظمى تترنّح مملكته بين داخل يغرق وخارج يتخبّط، وماضٍ مليء بالعار، ومستقبل مجهول اسمع ما يلي :
بعد كلّ الذي رأيناه منك من هلع وهروع مثير للاشمئزاز لنجدة قاعدتك المنهارة «إسرائيل»، ومن إصرار على حربك الوحشية ضدّ أهلنا في غزة، وإظهار حقدك الدفين كصهيوني بامتياز تهدّد وترعد وترسل الأساطيل مرة، وتتوسّل إيران وحزب الله مرة أخرى بضرورة الامتناع عن الدخول في المواجهة لدعم اخوانهم في غزة، وبعيداً عن الدخول بالتفاصيل نقول لك ما يلي:
1 ـ إنّ إيران التي أمامك اليوم لا تشبه أي بلد آخر في العالم، فخذ علماً بهذا، وخذ حذرك أيضاً من أي تهور قد تُدفع اليه مكرهاً.
لا تحلم ولا تراهن على أيّ صفقة جديدة مع إيران الإسلام بقيادة الإمام القائد للثورة الإسلامية، مطلقاً ولن يفيدك المتبرّعون من المحللين والسماسرة المكلفين او المتطوعين بشيء أبداً.
وانّ إيران الإسلام هذه لن تفاوضك في يوم من الايام لا على منظومتها الصاروخية الدفاعية ولا على واجبها وحقها في الدفاع عن كلّ المقاومين في العالم، وليس فقط في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وهي إن تواجدت في أيّ مكان تواجدت فيه انما بطلب من أهلها، وهي لن تخرج منه إلا الى فلسطين لأنّ منظومة أمتنا تقول بذلك، ومن يهمس في أذنك بغير هذا فقل له إنك كذّاب ولا تعرف المنطقة ولا إيران الإسلام ولا الإمام السيد علي الخامنئي.
2 ـ الحرب الكونية على سورية خسرتها بلادك وقد ركع سلفك من قبل على بوابات الشام، هو ومن معه من أذناب ومجموعات هاغانا وشتيرن «الإسلام الأميركي» (التكفيريين)، وما عليك الآن إلا أن تجدول انسحابك وتلملم جراح جماعاتك وتنتظر الاستحقاقات البوتينية الخامنائية القادمة التي ستكرّس سورية الأسد رئيساً وقائداً منتصراً نصراً عزيزاً، شاء من شاء وأبى من أبى.
3 ـ وأما العراق فلقد خاضت بلادك كلّ أنواع الحروب الهمجية ضد بلاد حمورابي والرافدين والحسين، وحان وقت جدولة انسحابك منه ايضاً، قبل ان تركلك صواريخ مقاومة الكرار كما فعلت في العام 2011، وننصحك بحزم أمرك سريعاً وعدم المراهنة على من تبقى من عملائك الصغار الإقليميين او المحليين فهؤلاء يبحثون عن ملاذات آمنة لهم وليس عن مصالحك!
4 ـ أما اليمن المنصور بالله فهو ينتظر الآن بكله وكليله، إشارة القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ولن يسأل أحداً ولن يفاوض أحداً على هذا الأمر المحسوم. وأمامك فرصة تاريخية ذهبية لتلملم أنت ومن معك ممن جنّدتهم من تحالف العدوان، بقايا عدّتك وعتادك لتخرجوا بخسائر أقلّ، من هذا اليمن العزيز الذي سيذلّ قبائل الصحراء المتوحشة وبقايا قراصنة الساحل..
ولا فائدة من التحايل والمراوغة أو محاولة الالتفاف على الحقائق من خلال أممك المتحدة او أي أسلوب آخر مخادع قد تلجأ إليه من تمديد هدن ظالمة ومترنّحة..
احزم أمرك قبل فوات الأوان فموازين القوى اليمنية تقول بوضوح إنّ كلّ أعداء اليمن سيخرجون أذلاء، ووحده شعب اليمن سيبقى، ليوحد جهوده ويعيد لليمن مجده ويطهّر الجزيرة من الطارئين والغزاة الوهابيين، والسيد الحوثي هو حامي الحرمين الجديد وناصر فلسطين الى يوم الدين.
5 ـ وأما لبنان المقاومة فهو عصيّ على الكسر او حتى على ليّ الذراع، فهو في أعلى عليّين وفي أرقى وأعلى وأغنى أوقاته، ويملك من الأسلحة الدفاعية والهجومية التي إنْ قرّر أحد أيّ أحد اختبار صبره او تجويعه او تهديده او منعه من القيام بواجبه تجاه بلده وأهله في فلسطين، فإنه سيعمي بصره وبصر سيده ويحسم المعركة بإزالة الغدة السرطانية من الوجود، وهو الأمر الذي سيحصل إنْ عاجلاً او آجلاً وعندها سيتحوّل لبنان للمرة الأولى في تاريخه الى دولة عظمى إقليمية ولاعب أساسي في إعادة كتابة التاريخ ورسم الجغرافيا وليس تابعاً ومرآة عاكسة لتناقضات الإقليم والوضع الدولي كما فكرتم ساعة أنشأتموه في ظلّ موازين مختلة.
6 ـ وأما فلسطين المركز وأمّ المعارك وقبلة الأحرار وسيدة الحرب والسلام فإنها لم تعد تلك البلاد المستضعفة التي تآمرتم يوماً ضدها وزرعتم شجرتكم الخبيثة فيها قاعدةً غربيةً امبريالية لكم في قلب أمتنا وأسطولاً ومعسكراً متوحشاً على يابستها ومياهها الطاهرين، بل هي كبرت ونمت وتسلّحت بكلّ ما يلزم للمنازلة الكبرى، هي ومعها من اخوتها التي ذكرنا أعلاه ومعهم آخرون لم نقصص عليك، سيظهرون لك من بين ثنايا الأرض وتضاريس شعوب الأمة الصاعدة، لخوض المنازلة الكبرى التي نعدّ لها منذ سنين وقد حان وقت خوضها بانتظار اللحظة التي تقرّرها غرفة عمليات المقاومة المشتركة. ويومها لن تنفعك لا تحليلات معاهدك الاستراتيجية ولا تهويلات اسطولك الإسرائيلي بقيادة بقايا «مملكة» دُحر ملوكها وتصدّعت هياكلها وتهشمت صورتها بالعباس وراغب والعماد ولم تعد تقوى على الحرب، بل تنتظر *الخراب الثالث*.
لذلك نصيحتنا لك ولهم أنْ ارحلوا بالسفن والقوارب، قبل ان يأتي يوم لا مفر لكم فيها الا التحوّل الى هشيم تذروه الرياح او الغرق في مياه البحار وأنتم تحاولون الفرار، وسيكون ما رأيته في طوفان الأقصى ليس إلا مقدمة لاقتلاع شجرتك الخبيثة وغدتك السرطانية مرة والى الأبد…
هذا الذي كتبناه لك تعرف جزءاً منه يا زعيم واشنطن المترنح، لكنك تكابر…
ولكنك لا تعرف كثيراً مما لم نقله لك لأنّ بعض بيادقك لا يزالون يتمنون عليك أن تغامر…
وهي دعوة قد تحرك لديك غريزة الكاوبوي المعجونة في روحك والتي تربيت عليها أيها اليانكي المنكسر..
نلفت عنايتك أخيراً بالقول بأنّ موازين القوى العالمية تغيّرت أيضاً يا زعيم واشنطن الجديد، والعالم في تحوّل متسارع ومركز ثقل العالم قد انتقل منذ هزيمتك في بحر الشام الى الشرق، لم يعد في الغرب ابداً. فها هي الشمس عادت تشرق من المشرق كما أراد لها الله دوماً، من قبل أن تُفسد علينا أنت ومن سبقوك، السنن الكونية الربانية وتلوّثوا سماءنا وأرضنا أنت وكل من معك من ارباب النيوليبرالية المتوحشة…
ما عرضناه لك آنفاً ليس أحلاماً وردية لمتحمّس من طهران او بيروت او دمشق او بغداد او صنعاء او غزة…
انها موازين القوى التي تغيّرت كثيراً ايها الامبراطور المنكسر والمهزوم، ومعادلة القوة الجديدة التي صارت تقاس بجغرافيا آخر الزمان، وليس بزمن كولومبس وسائر حمقى تاريخك الأسود، ممن لا يزالون يفكرون بأنهم في طور الرحلة الاستكشافية الى طريق توابل الهند وانّ بانتظارهم سكاناً طيبين لا حيلة لهم ولا قوة يمكن أن يُبادوا من جديد بالسكاكين الطويلة لمستعمريكم ومستوطنيكم او بالحروب البيولوجية!
كلّ العلائم والمؤشرات وبيئة الحرب والسلام تفصح بأنّ عزيزنا الأكبر الذي يقود المعركة اليوم مُلهم ومسدّد وصاحب بصيرة، ومنصور بقوة لا قِبَلَ لك بها فهي خليط من عالم الغيب والشهادة وسيظلّ قائماً بكلّ بأسه حتى ظهور القائم.
بعدنا طيبين قولوا الله…