أخيرة

دبوس

الأناكوندا الأميركية
والباثون الصهيونية

سيفعلون ما فعلوه دائماً، مراراً وتكراراً، في ظلّ ارتهان جنوبي عربي إسلامي للغرب وللصهيونية العالمية، سيفعلون ما فعلوه دائماً عندما استخلصوا من الشريف حسين، قائد الثورة العربية المضحكة، فتوىً تحلّل قتال المسلم للمسلم لمصلحة امبراطورية الأفعى مع تباشير القرن الماضي، حتى يمنح الرضى الإلهي والتفويض الربّاني لسبعمائة ألف مقاتل مسلم في الجيش البريطاني لقتال الدولة العثمانية، وتماماً كما ابتعثوا صدام حسين لقتال إيران الإسلامية لمصلحتهم ومصلحة «إسرائيل» والأعراب، وتماماً كما دفعوا بمئات آلاف المجاهدين في سبيل الشيطان لبذل ضريبة الدم نيابة عنهم في سورية، وقبل ذلك في الجزائر، وهم يتفرّجون…
يبدو أنهم يعدّون العدة الآن للزجّ بمقاتلين من بلاد الأعراب لدفع ضريبة الدم مرة أخرى في حرب أميركا والغرب و«إسرائيل» ضدّ المقاومة، ممثلةً هذه المرة في حماس ومحالفيها في قطاع غزة…
الرصيف البحري المزمع إنشاؤه قبالة شواطئ غزة هو حصان طروادة، سيكون رأس جسر في المعنى العسكري للقذف بقوات أعرابية في أغلبها نحو غزة لقتال حماس بحجة المساعدات الإنسانية، ويُراد لها مستقبلاً ان تلعب دوراً في سرقة غاز غزةّ! من داخلنا يستخرجون نقيضنا لنعمل في بعضنا تقتيلاً وهم يتفرّجون، هذا هو ديدَنهم دائماً، ينجحون في استئصال ذاتٍ لامنتمية يدغدغها حب المنافع الأنانية من المال والنفوذ، وفي حالتنا هذه، سلطة أوسلو والممالك السبعة، ودولة مصرية مثخنة بالجراح الاقتصادية، نتيجة لإدارة سيئة قاصرة، ستتصدّى مزوّدة بكلّ مقومات القوة لأيّ ذاتٍ مقاومةٍ لا ترضى الاستتباع، ومصادرة القرار والاستباحة والظلم والجور، فنشتبك مع بعضنا والغرب الشيطاني القاتل جالس يتفرّج ويدير هذا الصراع حتى يحقق أهدافه، نفس التكتيك، استئصال النقيض من النقيض، وجعل من يتصدّى لكلّ من يعارضهم ويبذل الدم نيابة عنهم من ذات الجسد…
مشكلتهم هذه المرة انّ هذه المقاومة وُلدت لتبقى، وإذا كانت قوى الاستتباع جاهزة لبذل قطرات من الدم، فإنّ هذه المقاومة جاهزة لبذل أنهار منه، من دون ان تكلّ أو تملّ، ولن يثنيها عن عزيمتها المطلقة إلا نصر أو استشهاد، فهذه هي بقية الله في الأرض، وهي شعارها الحسيني سيبقى يبلغ عنان السماء، هيهات منّا الذلّة…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى