أنشطة قومية

منفذية المتن الأعلى في «القومي» احتفلت بمولد أنطون سعاده في بزبدين.. و«وسام الثبات» للأمين الراحل أنطون دحدوح.. وللرفيق عبدو خوري

بطرس سعادة: أنطون سعاده وضع عقيدة محيية وفكراً وقاداً وأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي حركة نهضة وصراع ومقاومة في سبيل قضية تساوي الوجود
الأمم الحرة لا تنهض بلا فكر وعقيدة ولا تحقق سيادتها بلا صراع ولا تصون قضيتها بلا مقاومة
هشام خوري: مئة وعشرون سنة مرّت على ولادة رائد نهضة الأمة وما زالت تعاني ما تعانيه وبحاجة إلى فكره الوقّاد لينتزع طائر الفينيق من الرماد
دارين دحدوح: يموتُ القوميَّ الاجتماعيَّ إذا تنازَلَ عن عَقيدتِهِ وعقليّته الأخلاقيّة ومعاني البطولةِ والفداءِ ووقفات العز وإذا تنازلَ عن الصراعِ واستسلمَ للأمرِ المفعول

أحيت منفذية المتن الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، مولد باعث النهضة أنطون سعاده، باحتفال في بزبدين حضره وفد مركزي ضمّ عميد الخارجية غسان غصن، عميد العمل والشؤون الاجتماعية سلطان العريضي، عضوي المجلس الأعلى بطرس سعادة وربيع الأعور، منفذ عام المتن الأعلى أسعد الدنف، الأمينان الياس خوري وسليم الأعور، عدد من أعضاء هيئة المنفذية، مدراء مديريات بزبدين، قرنايل، رأس المتن وعدد من أعضاء هيئات المديريات، رئيس بلدية بزبدين بيار بعقليني وجمع من القوميين والمواطنين.
استهلّ الاحتفال بكلمة من وحي المناسبة ألقاها الأمين الياس خوري.
وتخلل الاحتفال تكريم الأمين الراحل أنطون دحدوح بذكرى مرور أربعين يوماً على وفاته، بحضور بناته وتسلمت ابنته السيدة دارين دحدوح «وسام الثبات» الممنوح من رئاسة الحزب للأمين الراحل.
كما تمّ تسليم الرفيق عبدو خوري «وسام الثبات» الممنوح له، وألقى كلمة وجدانية شرح فيها ظروف انتمائه، مضيئاً على مسيرة النضال القومي.
دحدوح
وألقت دارين دحدوح (إبنة الأمين الراحل أنطون دحدوح) كلمة قالت فيها:
دَعوا الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، أمّا أبناءُ الحياةِ فلا يَموتون لأنَّ كلَّ ما فيهم هو من أمّةٍ ولأمّةٍ خالدة…
أتعلمونَ كيف يُروِّضُ النَسرُ الموتَ؟ يُحلِّقُ إلى أعلى سماءٍ يَصِلُ إليها جَناحٌ ثمَ يَحتَضِنُ جَسَدَهُ بِجناحيه… هكذا يرحلُ السّوريُّ القوميُّ الاجتماعيُّ مُحتَضَناً بِزَوبعةِ العزِّ والكرامة.
نرحل، منّا من يتركُ فراغاً ومنّا من يتركُ فراغاً ممتلئاً…
فأيّ فراغ ممتلئ يتركه من جمع في شخصه، رقيّ الفكر، ونضج الفلسفة، وعمق الحكمة، وروح الشباب، ونظافة الكفّ، وإنسانيّة القيم، ورفعة الأخلاق، والأبوّة الحقيقيّة وثورة العدالة والحق وعشق الأرض والطبيعة…
قرَّرَ الأمين أنطون أن يَرحَلَ دونَ أن يحنيَ رأسَهُ، حتّى لدخولِ الباب المربَّع.
رَحَل ثابتاً على مَبادئِهِ، مُتَجَذّراً في فكره، واقفاً كالسنديانِ في بِلادنا، مُتحدّياً كلّ العواصفَ، بالعزّةِ مُنتصراً على الموت.
تفانى الأمين أنطون من أجلِ مجتَمَعِهِ لتصبحَ حياتُه حقلاً يَزرَعُ فيه الحبَّ والحقَّ والخيرَ والجمال. وبعدَ رحيلِهِ يبقى حاضراً في غِيابِهِ خالداً في أعظمَ المَعاني التي زرَعَها.
هم يعيشونَ في المَقابرِ ويَخافونَ الموتَ، أمّا نَحنُ فتجَاوَزنا مَعاني الموت، على أنَّه فِعلُ فَناءٍ وانتهاء، نحن أبناءُ الحياة ونُقدِمُ على الموتِ متى كانَ طريقاً للحياةِ الحرَّةِ الكريمةِ لأبناءِ شعبِنا كلِّه.
إنَّ القوميَّ الاجتماعيَّ يموتُ موتاً بالمعنى الماديِّ المعروفِ إذا تنازَلَ عن عَقيدتِهِ وعقليّته الأخلاقيّة ومعاني البطولةِ والفداءِ ووقفات العز… يموتُ القوميُّ الاجتماعيُّ ويندَثِرُ إذا تنازلَ عن الصراعِ، واستسلمَ للأمرِ المفعول.
دَعوا الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، أمّا أبناءُ الحياةِ فلا يَموتون لأنَّ كلَّ ما فِيهم هو من أمّةٍ ولأمّةٍ خالدة.
كلمة المنفذية
بعدها ألقى ناظر الإذاعة هشام خوري كلمة المنفذية وفيها قال: مئة وعشرون سنة مرّت على ولادة رائد نهضة الأمة، وما زالت هذه الأمة تعاني ما تعانيه، وما زالت هذه الأمة بحاجة إلى فكره الوقّاد لينتزع طائر الفينيق من الرماد.
نلتقي اليوم وفي جنوب الأمة شهداء وجيّاع، نساء وأطفال وشيوخ في غزة الأبية يواجهون آلات الدمار والموت والاندثار.. والعرب يتفرّجون، وأهل الغرب يبرّرون الجريمة، والخبثاء الأميركيون يرسلون صندوق غذاء بالطائرة، وألوف صناديق الذخيرة والأسلحة والطائرات لربيبتهم الأفعى «إسرائيل».
اسمح لنا يا فتى آذار أن نضيف الى تعبير «سوى اليهود» تعبير المتهّودين، وما أكثرهم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية وكلّ حلفائها المخصيين.
«إنّ أزمنة مليئة بالصعاب تمرُّ على الأمم الحية..»، والحقيقة أنّ هذا الزمن لهو من أصعب الأزمنة التي تمرُّ على أمتنا. فأعداؤنا لم يكتفوا بتمزيق وشرذمة أمتنا في اتفاقية سايكس ـ بيكو المشؤومة، بل هم يحاولون اليوم تقسيم المقَسَّم وزيادة الشرذمة، ففي شرق الأمة احتلوا أجزاء من العراق ودعموا الانفصاليين في شماله، وفي الشام احتلّ الأميركيون والأتراك مناطق في شمالها بينما لا تزال «إسرائيل» تحتلُّ جولانها، ولا تزال الشام تواجه أشرس حربٍ كونيّة وأوقح حصارٍ اقتصادي.
كذلك لبنان يواجه شللاً مصطنعاً وحصاراً خانقاً. أما في فلسطين فنشهد أفظع جرائم القتل والتهجير، مجازر بحق المدنيين أطفالاً ونساءً وعجائز. وهذه قِمّةُ بطولات أتباع يهوه العقيم. وفي نجمة الهلال السوري قبرص نواجه التغريب.
هذا قدر الأمة التي حكم عليها موقعُها أن تكون مُلتقى قارّات العالم القديم آسيا وأوروبا وأفريقيا.
هذا ما كان يشرحه لنا الأمين المرحوم أنطون دحدوح (عمي طوني كما كنّا نناديه، عندما كنّا صغاراً).
ما مرَّ يومٌ إلا وزارنا أو زرناه، فقد عاشت عائلاتنا حياة صداقة وأخوّة ورفقة حقيقيّة، وكان رحمه الله يحمل لنا الحلويات كما لأولادي من بعد، ويروي لنا الروايات الجميلة يُضمّنها دوماً بعضاً من تعاليم سعاده، وكم كنّا فخورين عندما مثّل الحزب مع رفيقه الدائم في لجنة عودة المهجّرين، كما افتخرنا عندما مثّلنا معاً حزبنا العظيم في البلدية.
وإن طلابه الذين يُعَدّون بالمئات لَيَذكرون دوماً ذلك المربي المتفاني، والمدير الحازم والجاهز دوماً لأداء الواجب.
فألف تحية لروحِهِ، ونقول أخيراً، ننزف دمعاً ودماً، ولكننا لا نيأس، فتى آذار قدوتنا: «أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ» نحن نموت أما أمتنا فلها الحياة. هذا الشتاء على وشك الانقضاء، والربيع آتٍ لا محالة. وسوف تحيا سورية.
كلمة مركز الحزب
وألقى كلمة مركز الحزب عضو المجلس الأعلى بطرس سعادة، مؤكداً أن ميلاد باعث النهضة أنطون سعاده شكل بزوغ فجر جديد لأمة حرة، عاث فيها الاستعمار والاحتلال تجزئة وتفتيتاً مستهدفاً تجهيل تاريخها وطمس هويتها وتشويه حضارتها.
أضاف: أنطون سعاده، وضع عقيدة محيية وفكراً وقاداً وأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي حركة نهضة وصراع ومقاومة، في سبيل قضية تساوي الوجود، ذلك لأن الأمم الحرة لا تنهض بلا فكر وعقيدة ولا تحقق سيادتها بلا صراع، ولا تصون قضيتها بلا مقاومة.
وتابع: إن حزب سعاده، وبالرغم من كل التحديات والصعاب التي واجهته، لم يغادر ساح الصراع دفاعاً عن الحق والحرية. ففلسطين التي هي جوهر القضية القومية، شكلت بوصلة القوميين الاجتماعيين الذين خاضوا معاركها ضد العصابات الصهيونية منذ العام 1936 إلى يومنا هذا. ولم يتأخر حزبنا عن القيام بواجبه القومي فكان طليعياً في مقاومة العدو الصهيوني على أرض لبنان وفي مواجهة الإرهاب والتطرف على أرض الشام. وإننا نعتز بمسيرة حزبنا، المعمدة بدماء الشهداء وتضحيات أبطاله.
ولفت إلى أن مؤسس حزبنا أنطون سعاده حذّر من الخطر اليهودي في عشرينيات القرن الماضي، ودعا إلى مواجهته، وأعّد القوميين لهذه المواجهة، وبأن صراعنا مع هذا صراع وجودي لن ينتهي إلا باجتثاث الاحتلال من أرضنا.
واعتبر بطرس سعادة أن حرب الإبادة التي يشنها العدو اليهودي ضد شعبنا في فلسطين، وخصوصاً في قطاع غزة، متواصلة منذ احتلال فلسطين، وثبت أنّ التسويات ومسارات التفاوض زادت العدو الصهيوني غطرسة وإجراماً وها هو اليوم، يقتل الأطفال والنساء والشيوخ بمجازر يندى لها جبين الإنسانية.
وحيا مقاومة شعبنا في غزة وجنوب لبنان مؤكداً أنّ المقاومة هي الخيار الأقلّ كلفة في صراعنا المصيري من أجل تحرير أرضنا واستعادة حقنا.
وتحدّث بطرس سعادة عن الأمين الراحل أنطون دحدوح فقال: عرفناه أميناً مؤتمناً جسد خلال مسيرة حياته النضالية قيم النهضة ومبادئها، فكان مثالاً للمناضل القومي الذي يعمل في سبيل قضية آمن بها، وقد استحق وسام الثبات. فلروحه السلام، والعهد أن نبقى على الطريق ذاتها عاملين لتحيا سورية.
كما حيّا الرفيق عبدو خوري، المناضل القومي الذي استحق اليوم وسام الثبات.
واختتم الحفل بقطع قالب حلوى على وقع الأغاني الوطنية، وقدمت الطالبتان ضياء وسناء الدنف عزف مقطوعات موسيقية وطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى