ميقاتي طلبَ من مجلس الوزراء المزيدَ من الدرس لتعيين خفراء الجمارك
طلبَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مجلس الوزراء إجراء المزيد من الدرس بشأن تعيين الخفراء الناجحين في المباراة التي أجريت للتطويع لصالح الضابطة الجمركيّة، مع تأكيد قرار المجلس السابق، داعياً «الجميع إلى مقاربة الملف بموضوعيّة بعيداً عن الاستغلال الطائفيّ البغيض».
وكان ميقاتي ترأس أمس جلسةً لمجلس الوزراء في السرايا، وقال في مستهلّها «نشهدُ حاليّا تحرُّكاً لكتلة الاعتدال واللجنة الخُماسيّة، وكما نقدِّر اهتمام اللجنة الخُماسيّة من السفراء وأصدقاء لبنان بالحرص على إنجاز الاستحقاق الدستوريّ وانتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة، فإنّي أؤكّد باسمي وباسم مجلس الوزراء، وجوبَ الإسراع باستكمال عقد المؤسَّسات الدستوريّة»، معتبراً «أنَّ المسؤوليّة الأولى والأساسيّة في هذا الاستحقاق، تبقى علينا نحنُ اللبنانيين ولا يجوز أن تُعيق الخلافات الداخليّة أولويّة العمل على اكتمال عقد المؤسَّسات الدستوريّة بانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للبنان».
وتابع «نحنُ على استعداد للقيام بالإصلاحات المطلوبة، ولكنّ المشكلة أنَّ هناك تيّارات سياسيّة عدّة في البلد، منها من يُريد انهيار الدولة كليّاً، وبعضها ربّما يسعى للمساعدة في إعادة بناء الدولة والبعض الآخر يسعى للحفاظ على الدولة ومؤسّساتها». وقال «انشغالاتنا الداخليّة لا تنسينا أهوال الحرب على غزّة والإعتداءات الإسرائيليّة على الجنوب وسقوط الشهداء وتدمير البلدات والمنازل وحرق المحاصيل وتهجير الأهالي. وسنظلّ نعمل للاتفاق على هدنة وإيقاف حرب التدمير والإبادة وعودة أبناء الجنوب إلى بلداتهم وقراهم رغم كلّ ما يحصل. وإننا على ثقة بأنَّ الهدنة التي يجري العمل عليها في غزّة ورغم نبرة التهديدات العالية التي تطلقها إسرائيل، ستشمل دول المنطقة ونشهد استقراراً طويلَ الأمَد».
وأكّدَ أنَّ «وحدتنا هي بقوتنا»، داعياً القيادات والمرجعيّات والكتل والأحزاب إلى «أن تتبصّر بما كان عليه لبنان من ازدهار وتقدّم، وما نحن عليه اليوم، وأن نضعَ أيادينا معاً لإنقاذ بلدنا والارتقاء به من جديد، رغم كلّ الظروف و التحدّيات التي تواجهنا».
وأعلنَ وزيرُ الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري أنّه «في خلال الجلسة، ولدى طرح البند المتعلّق بطلب وزارة الماليّة بت الخلاف الحاصل في المجلس الأعلى للجمارك بشأن تعيين الخفراء الناجحين في المباراة التي أجريت للتطويع لصالح الضابطة الجمركيّة، قال رئيس الحكومة: لا أسمحُ بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الأعلى للجمارك إلى مستوى الوزراء. كما لا أسمح باستغلال هذا الموضوع من أيّ طرف كان أو أيّ تيّار سياسيّ بلغة شعبويّة سعياً لتحقيق مكاسب وتسجيل النقاط. إنّني الأحرص على معالجة هذا الموضوع من منطلق الحرص على الجميع، وعلى الوحدة الوطنيّة، وتجنّباً لحصول أي خلاف على أيّ مستوى داخل مجلس الوزراء، خصوصاً أنّ الموضوع له خلفيّات طائفيّة. طلبتُ المزيد من الدرس مع تأكيد قرار مجلس الوزراء السابق». ودعا الجميع «إلى مقاربة الملفّ بموضوعيّة بعيداً عن الاستغلال الطائفيّ البغيض».
وبعد الجلسة قال وزير الأشغال العامّة والنقل علي حميّة «أخيراً وبعد طول انتظار بالنسبة إلى نفق شكا الذي أصابه الانهيار والذي تم اتخاذ قرار في العام 2019 لصيانته وهذا لم يحصل نتيجة تدهور قيمة العملة الوطنيّة، لذلك، وبناءً على ما تقرَّر في مجلس الوزراء ستقوم وزارة الأشغال العامّة والنقل بتمويل المشروع بالكامل من المبالغ المتوافرة لصيانة الطرُق، وسنقوم بتحويل الأموال إلى الهيئة العليا للإغاثة وإن شاء الله، تبدأ الأعمال الأسبوع المقبل لمعالجة الانهيار في النفق».
وأضاف «أمّا بالنسبة إلى مطار رفيق الحريري في بيروت فهناك تشويش على كامل الأجواء في شرق المتوسط ومن ضمنها الأجواء فوق مطار الرئيس رفيق الحريري في بيروت، واتُخذَ القرار في مجلس الوزراء بإرسال شكوى بشأن هذا الموضوع إلى الأمم المتحدة». ولفتَ إلى «إقرار اعتماد ماليّ للجيش اللبنانيّ لمؤازرة المديريّة العامة للطيران المدني بالنسبة للمراقبين الجويين، وسيتم تزويد الملاحة الجويّة بنحو 15 ضابطاً من الجيش اللبنانيّ وتم تأمين التمويل اللازم له».
من جهته، قال وزير الزراعة عباس الحاج حسن «وضعتُ مجلس الوزراء اليوم في آخر الإحصاءات التي نقوم بها كوزارة زراعة في ما خصّ الاعتداءات الإسرائيليّة على جنوب لبنان وعلى كلّ لبنان».
وأضاف «كما وضعت المجلس في مسألة الأمن الغذائي وتحديداً من بوابة القمح وتخزين القمح، وأتحدث عن الشقّ المختص بوزارة الزراعة».
وأكّدَ وزير الشباب والرياضة جورج كلّاس أنّه يحتكم إلى ضميره ومسؤوليتّه الوطنيّة «في مقاربة ومعالجة أي قضيّة يتم طرحها، وأنَّ مواقفه تأتي في نطاق احترام العيش التفاعليّ الذي تتكامل معه قيَمُ الجماعات».