جنين والتاريخ
يكاد يكون تاريخ المقاومة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بوجه الاحتلال ومشاريع الاستيطان مرتبطاً الى حد بعيد بمدينة جنين ومخيم جنين، ودائماً عندما تكون هناك أحداث فلسطينية كبرى يحضر اسم جنين في موعد مع التاريخ، ومَن يرتبط سلوكه بصورة سلبيّة بحق جنين ومقاومة جنين يكون قد وضع في التاريخ بصمة سوداء تلاحقه على مدى السنين كلعنة لا فكاك منها. وقد رحل أرئيل شارون مطارداً بلعنة جنين منذ مجازره في المخيم عام 2002.
خلال حرب طوفان الأقصى سجلت جنين مخيماً ومدينة ملاحم بطولية وسجل شرف وقدّما عشرات الشهداء وخاضا عشرات المعارك، وأذلا الاحتلال واربكا مخططاته، وتسببا له بمأزق واستعصاء في العديد من المواجهات التي انتهت برحيل الاحتلال.
من حق كل فلسطيني وكل عربي حر أن يسأل السلطة الفلسطينية عن سر إقحامها لنفسها مراراً في حالات تصادم مع جنين ومقاومة جنين، وصولاً لتحمل عبء إراقة دماء شهداء منذورين لقتال الاحتلال، بصورة ترسم علامات استفهام مؤلمة حول موقع السلطة وأجهزتها، بين الشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة، والاحتلال وأجهزته وأدواته من جهة مقابلة.
ما جرى أمس، وانتهى بسقوط شهداء على أيدي أجهزة السلطة، بينما مواكب تشييع شهداء جنين في المواجهات مع الاحتلال لم تنطلق بعد، مؤلم وسبب لرسم علامات سؤال كبرى تنتظر إجابات بحجم الأذى الذي سبّبته لصورة وحدة وراء خيار المقاومة، هي حق الفلسطينيين على كل من يدّعي وصلا ًبالقضية الفلسطينية، فكيف بمن يعتبر أنه أبو القضية وأمها؟
التعليق السياسي