«الحملة الأهليّة» اجتمعت عند «أمَل» وزارَت بلباقي «القوميّ»: للجزائر حصّةً وازنةً في تحرير فلسطين
عقدَت «الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» اجتماعها الأسبوعيّ في مقرّ قيادة حركة «أمَل» في بيروت، في «الذكرى 46 لعمليّة الليطاني الإسرائيليّة في جنوب لبنان، والذكرى 46 لاستشهاد البطلة الفدائية دلال المغربي ورفاقها، والذكرى 46 لأسر المناضل اللبناني يحيى سكاف أحد أبطال عمليّة مجموعة دلال المغربي، وتحيةً لشهداء غزّة وفلسطين وجنوب لبنان، مع دخول ملحمة «طوفان الأقصى» شهرها السادس، وتحيّةً لأنصار الله باليمن، وتفاعلاً مع التحوّلات الدوليّة الجارية لصالح المقاومة في فلسطين وأكناف فلسطين».
ورأى المجتمعون في بيان، أنَّ «المناسبات التي ينعقد في ظلّها هذا الاجتماع، هي مناسبات تأسيسيّة لما نشهده اليوم في إطار الصراع العربيّ الصهيونيّ».
وتوقّفوا أمامَ «التطورات الميدانيّة والسياسيّة المحليّة والإقليميّة والدوليّة والتي تشي بأنّنا أمام انتصار كبير على الاحتلال الذي بدأ كيانه معزولاً حتى عن العديد من حلفائه ولا سيّما في كندا التي انتقلت حكومتها من موقف الدعم غير المحدود للعدوان الصهيونيّ على غزّة إلى اتخاذ قرار يوقف إرسال المساعدات العسكريّة لهذا الكيان، وبتصريحات زعيم الشيوخ الديمقراطيين في الولايات المتحدة شاك شومر المعروف بدعمه التاريخيّ للكيان الصهيونيّ والذي هاجم بقوّة العدوان على غزّة مطالباً بوقف النار فوراً، وصولاً إلى قيام المندوب الأميركيّ في مجلس الأمن للمرّة الأولى بتبنّي اقتراح بوقف فوريّ ودائم لإطلاق النار انطلاقاً من قناعة الإدارة الأميركيّة بأنَّ استمرار تل أبيب بهذه الحرب يؤذي مصالحها ومصالح الولايات المتحدة بالدرجة الأولى».
وعلى الصعيد الإقليميّ، لفتَ المجتمعون إلى أنَّ «وصولَ الصواريخِ اليمنيّة اليوميّة إلى المحيط الهنديّ ورأس الرجاء الصالح يأتي ليؤكّد أنَّ هذه الحرب في فلسطين والمنطقة بدأت تأخذ أبعاداً دوليّة، وتكشف عجز دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهم عن التصدّي لقوّات بلدٍ محدود الإمكانات كاليمن الذي يسطر أبناؤه في القوّات المسلّحة و»أنصار الله» بطولات يفتخر بها كلّ عربيّ وكلّ مسلم».
وتوقفوا أمام ذكرى استشهاد كمال جنبلاط، فحيّوا «دور الرجل الوطنيّ والقوميّ والإنسانيّ»، واعتبروه «بحقّ شهيد فلسطين والعروبة وقدوة للعديد من القادة الوطنيين العرب الذين يقدّمون حياتهم فداءً لقضايا شعوبهم وأوطانهم»، داعين «كلّ القوى الوطنيّة في لبنان إلى التلاقي في إطار عمل وطنيّ جامع يصون لبنان ومقاومته في وجه ما يتعرّض له من أخطار».
كما توقّفوا أمامَ «يوم التاسع عشر من آذار/ مارس 1962، يوم الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الثورة الجزائريّة وقوّات الاستعمار الفرنسيّ تمهيداً للإعلان عن استقلال الجزائر بعد أسابيع في 5 تموز/ يوليو 1962»، فهنّأوا «الجزائر شعباً وأحزاباً وقوّات مسلّحة ورئيساً بهذه المناسبة الوطنيّة»، ورأوا فيها «نموذجاً سيتم الاقتداء به مع النضال الفلسطينيّ المعاصر حيث يدرك المحتلّ الإسرائيليّ ومن وراءه أنَّ وقف إطلاق النار في غزّة اليوم هو مقدّمة لانتصار كبير على الاحتلال خصوصاً أنَّ ثورة الجزائر كانت على الدوام مساندة لثورة فلسطين وداعمة لها على المستويات كافّة».
زيارة سفير الجزائر
وبعد اختتام الاجتماع توجّهَ عددٌ كبيرٌ من أعضاء الحملة إلى سفارة الجزائر حيث تقدموا من السفير الجزائريّ رشيد بلباقي وأركان السفارة بتحيّتهم باليوم الوطنيّ للجزائر (19 مارس) واستمعوا إلى كلمة السفير الذي أكَّدَ فيها موقف الجزائر الثابت في دعم قضيّة فلسطين ومبادرات الرئيس عبد المجيد تبون في هذا الإطار.
وتحدّثَ باسم الحملة منسّقها العام معن بشور ومحفوظ منوّر (حركة الجهاد الإسلاميّ)، اللذان نقلا للسفير تحيّات أعضاء الحملة للجزائر شعباً وجيشاً ورئيساً مع مواقفها الداعمة والملتزمة بفلسطين وقضايا الأمّة.
كما كانت كلمة لناموس المجلس الأعلى في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ المحامي سماح مهدي الذي قال «عندما نكون في سفارة الجزائر نشعرُ أنّنا في بيتنا وبين أهلنا وناسنا. فما قدّمته الجزائر على امتداد السنوات الماضية يؤكّد أنّها خيرُ عضدٍ وسندٍ لقضيّتنا ونضال شعبنا المستمرّ منذ عقود».
وتابعَ «لقد أثبتت الجزائر أنّها فلسطينيّة من الدرجة الأولى، من احتضانها للمقاومة الفلسطينيّة وتقديمها كلّ المساعدات اللازمة في غير مجال، إلى عرضها تزويد قطاع غزّة، مجاناً، بكلّ احتياجاته من المشتقّات النفطيّة، وصولاً إلى استضافة ملاعبها لكلّ مباريات المنتخب الفدائيّ، منتخب فلسطين. فالجزائر حسمت أنَّ أرضَها هي أرضُ فلسطين، وهي حاضرة في كلّ الساحات والميادين لنصرتها في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وهو إنجازُ التحرير».
وختم الأمين مهدي بتوجيه التحيّة إلى السفير بلباقي، وبواسطته إلى الرئيس تبون وكلّ الشعب الجزائريّ الشقيق على كلّ التضحيات التي قدموها، مؤكّداً «أنّ التاريخَ سيذكُر أنَّ للجزائر حصّة وازنة في تحرير فلسطين».