الاستهداف الإرهابي لموسكو: السر في التوقيت
الطريقة التي تم اعتمادها في تنفيذ الاستهداف الإرهابي لموسكو، عبر اللجوء الى مجموعة مسلحة تقوم بإطلاق النار عشوائياً على رواد مجمع تجاري تقول إن الجهة التي تقف وراء الاستهداف ليس معها وقت لانتظار ترتيب استخباري لتفجير لا يظهر خلاله أثر للمنفذين، وإن هذه الجهة استخدمت للتنفيذ تشكيلات إرهابية تملك هذا النوع من الوحوش القتلة. وهذا يوصل إلى أن المنفذين ينتمون الى أحد نمطين، نمط تشكيلات متفرعة من تنظيم القاعدة، ونمط تشكيلات متفرعة من النازيين الجدد.
في التوقيت يتزامن الاستهداف مع تطورين كبيرين، الأول الانتخابات الروسية الرئاسية التي حملت مشاركة واسعة وتتويجاً لزعامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيادة روسيا في النهوض الاقتصادي والنصر في الحرب مع الغرب، وقد أنجز مقدمات الاثنين فاستحق ولاية وأكثر لإتمام المهمة. أما التطور الثاني فهو ما يقوله زعماء الغرب عن قرب انهيار الجدار الأوكراني، وما يقولونه عن استحالة منع هذا الانهيار بالقوة العسكرية، سواء لضعف البنى العسكرية الغربية على مستوى القدرة على تحمل كلفة الدماء بعدما تمّ إنهاء الجيش الأوكراني كقوة تتحمل الدماء عن الغرب كله، أو بسبب ما يعترفون به من نفاد ذخائر حلف الناتو مجتمعاً، وكذلك في دول الناتو منفردة كل على حدة، بما فيها أميركا.
استهداف روسيا لإنهاكها بالتفجيرات الداخلية، وإشغالها عن الهجوم الكبير المتوقع صيفاً، كما تقول أوكرانيا، واستهداف روسيا لتنغيص فرحة الإنجاز الرئاسي وفرحة الإنجازات العسكرية في جبهات الحرب، وفرحة الإنجازات الاقتصادية، والقول للروس لا تستعجلوا الاحتفال بالانتصار، لأن المنازلة لم تنته بعد ولا يزال أمامكم الكثير. وهذا ما أراد هجوم موسكو قوله.
موسكو التي قطعت الأشواط الكبرى نحو نصرها المركب، تعلم أن المخابرات الأميركية التي تقود مخابرات دول الغرب والمخابرات الأوكرانية تقف وراء الاستهداف، وأن ذراع التنفيذ وراءه قيادة ميدانية موجودة في أوكرانيا أو في مناطق سيطرة الجماعات الإرهابية في سورية، تحت الحماية التركية، ولذلك فإن الردّ لن يتأخر على الجبهتين سياسياً وأمنياً وعسكرياً، بالتوازي مع الإجراءات الوقائية لمنع وقوع المزيد.
التعليق السياسي