لقاءٌ لبنانيّ فلسطينيّ عند «القوميّ» في زحلة: الكيانُ الموقّت يعيشُ القلقَ الوجوديَّ ومخاوفَ الزوال
استعرضَ لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة والفصائل الفلسطينيّة خلال اجتماعه الدوريّ في مكتب منفذيّة زحلة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، شؤونَ وشجونَ الساعة، ولا سيّما العدوان الصهيونيّ على غزّة والقضايا ذات الصلة.
وصدرَ عن المجتمعين بيانٌ دانوا في مستلّه «همجيّة منفّذي الهجوم الإجراميّ بحقّ المدنيين الروس الأبرياء في مركز (كروكوس سيتي هول) في ضواحي موسكو وما عكسه هذا المشهد اللاإنسانيّ من سلوك ترفضه شرائع السماء وقوانين الأرض»، معتبرين أنَّ «أبرزَ دلالاته هو أنَّ الارهابَ لا دينَ له ولا هويّة إنّما هو حالة ذهنيّة مشوَّهة مبرمَجة غبّ الطلب تحرّكها اجهزة استخباراتٌ عالميّة بغرضِ تحقيقِ مآربٍ سياسيّة».
ورأوا أنَّ «توسيعَ العدوّ الصهيونيّ دائرةَ الحربِ في لبنان عبرَ كسر قواعد الاشتباك لتطالَ استهدافاته العمقّ اللبنانيّ وآخرها اغتيال عامل سوريّ في بلدة الصويري في البقاع الغربيّ، ليس سوى محاولة يائسة للهروب إلى الأمام والظهور بمظهر القادر صاحب اليدِ العُليا للتملّص من شعور الخذلان والخيبة والارتباك والإنهاك الذي يعيشه جيش الاحتلال وقيادته السياسيّة جرّاء الفشل المتعاظم في غزّة تحتَ ضربات المقاومة الفلسطينيّة البطلة التي صمدَت وأثخنَت العدوّ وعطّلت آلتَه وأفشلَت خططَه وحالت دون تحقيق أهدافه بعد شهور ستّة من العدوان».
وشدّدوا على «أنَّ الوقتَ من دم ووحدة الهمّ والهدف والرؤيا الفلسطينيّة لكلّ الطيف الفلسطينيّ أمضى الأسلحة المؤازرة لبطولات الميدان الإعجازيّة وأنجع الوسائل لردعِ العدوّ الصهيونيّ وإفشالِ خططِه وتقويض مشاريعه وهزيمته، ومن دون ذلك خراب وهلاك للبيت الواحد وضياع للمنجزات وهدر للتضحيات».
وأكّدوا «أنَّ الكيانَ الصهيونيّ يترنّحُ بعدما فقدَ وظيفتَه الردعيّة وأخفقَ في حماية قطعان المستوطنين، فيما المشروعُ الإحلاليّ مهدَّدٌ في صميم غاياته بالهجرة العكسيّة وتراه محاصَراً بتحوّلات الرأي العام العالميّ وبداية تبلور منظور غير مسبوق لدى بعض النُخب الحاكمة في العالم، لجهّة ممارسات الحكومة الفاشيّة التلموديّة ودمويّتها وإجرامها وبدء ترسّخ قناعة تقول أنّ الكيان الموقّت يعيشُ سكرات القلق الوجوديّ ومخاوف الزوال في حين تتجلّى عبقريّة المقاومة في المناورة العسكريّة كما التفاوضيّة من خلال الإمساك بناصية الشروط التي وضعتها لوقف الحرب العدوانيّة على الشعب الفلسطينيّ وتحقيق المطالب التي تتساوَقُ مع صبرِ وجراحات هذا الشعب العظيم».
وأكد المجتمعون أنَّ «مفهوم وحدة الساحات في محور المقاومة من اليمن إلى العراق وسورية ولبنان كلٌّ بوظيفته الإسناديّة، جسَّدَ على أرض الواقع وحدةَ المصير القوميّ بأبعاده الإستراتيجيّة وقوميّة الصراع بأبعاده الإنسانيّة الحضاريّة».
وحيّوا «حزبَ الله وتضحياته الجِسام على طريق القدس، حيث الاستنزاف البنيويّ اليوميّ للعدوّ الصهيونيّ على طولِ الحدود مع فلسطين المحتلّة وما يترتّبُ على ذلك من تداعيات على المستوى العسكريّ لجهة جهوزيّة الجيش العبريّ المتآكلة وحركيّته المتهالكة ناهيك عن تعطيل قبَب الحماية ومنظومات الرصد وتحطيم المواقع الأماميّة والفتك بالجنود الصهاينة كلّ يومٍ بدلالة الأعداد التي كشفتها مشافي العدوّ عما يزيد عن 2500 جنديّ صهيونيّ بين قتيل وجريح ومعوَّق ناهيكَ عن أعباء نزوح المستوطنين».
ولفتوا إلى أنَّ «شهداء حزب الله الذين يسقطون كلّ يوم دفاعاً عن حياض الجنوب من المستهجَن لا بل المعيب وصمهم بغير كونهم شهداء لأجل وحدة وسيادة وعزّة واستقلال لبنان وأن برَكَة هذه الدماء كفيلة بتحرير ما تبقّى من أرضٍ لبنانيّةٍ مغتصبةٍ والحديثُ عن قرارات أمميّة في هذا الصدَد حديثُ خرافة وأوهام».
وشدّدوا على «ضرورة رصد ومكافحة كلّ أشكال العمالة الظاهرة والمستترة للعدوّ الصهيونيّ ولا سيّما أنَّ العدوَّ لا يكتفي بما توفّره التقنيّات الحديثة من وسائط تجسسيّة فاعلة، إنّما يلجأُ إلى الأساليب التقليديّة في تجنيد ضعاف النفوس لتحقيق غاياته ومقاصده التآمريّة العدوانيّة».
كما ندّدوا بـ»المساعي الدؤوبة التي يبذلُها العدوّ الصهيونيّ ومعه أميركا والغرب الجماعيّ، للإجهاز على منظّمة أونروا، الشاهد على اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم والأخذ بسرديّات وتلفيقات عن ناشطين فلسطينيين في أونروا بغرضِ تعطيلِ هذه المؤسَّسة وحرمان آلاف الفلسطينيين من خدماتها وأنشطتها التربويّة والإنسانيّة بغرضِ مضاعفة الضغوط الحياتيّة على الفلسطينيين للتسليم بالأمر الواقع على حساب حقّ العودة الذي يجهدُ الكيانُ الصهونيّ لشطبه كمعطى ثابت في الوجدان الفلسطينيّ كما في أيّ حلّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة».
وحدّدوا سلسلةَ أنشطة أبرزُها «توجيه رسائل للمنظّمات الدوليّة العاملة في البقاع لشرحِ معاناة فلسطينيي الشَتات وإعلان التضامن مع أمين عام الأمم المتحدة الذي يتعرّض لهجمة شرسة من قادة الكيان الغاصب ولا سيّما وزير خارجيّة الكيان العبري الذي وصفه بأقذعِ العبارات مشكّكاً بمصداقيّته وانحيازه للحقّ الفلسطينيّ. كما إقامة ندوات متخصِّصة حولَ طبيعة الصراع مع العدوّ الصهيونيّ ومآلاته والتحوّلات العميقة التي أحدثها طوفانُ الأقصى في المشهدِ الإقليميّ والدوليّ».