ما جدية التباين بين واشنطن وتل أبيب؟
عمر عبد القادر غندور*
تكرر قتل الفلسطينيين في بحر غزة أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية عبر المظلات الأميركية بعد منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من الوصول لشمال القطاع! وقتل 21 جائعاً فلسطينياً بنيران قوات العدو خلال سعيهم للوصول الى المظلات التي تحمل المساعدات (ولا ندري ما هي) ويعاني 300 ألف إنسان مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي ما يشكل خطراً على حياتهم، ولا يستطيع أحد تأمين الوصول الى هذه المساعدات غير وكالة الأونروا، وأوقفت عدة دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا تمويلها للانروا بعد ان وجه العدو اتهامات مزعومة بضلوع 12 من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة بالاشتراك بعملية «طوفان الأقصى» يوم 7 تشرين الأول الماضي.
والمعلوم انّ العدو يفرض حصاراً شديداً على غزة منذ بداية حرب الإبادة على القطاع ومنع دخول الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية التي تصل بشكل رئيسي من مصر عبر معبر رفح بكميات غير كافية بالنظر الى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون إنسان .
ويجيب وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت انه بحث مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن مواصلة «إسرائيل» عملها العسكري وانّ القتل في غزة لن يتوقف في البر والبحر، وعلى صورة استهداف منزل يؤوي نازحين برفح أدّى الى سقوط 19 رجلاً وامرأة بينهم تسعة أطفال!
وقتل الفلسطينيين وخاصة الأطفال في البر والبحر سواء. وقد بلغ عدد الشهداء الى نحو 35 ألفا وعدد الجرحى أكثر من 75 ألفاً، ويسقط من الشهداء يومياً في معدل وسطي يبلغ مئة شهيد يومياً، على مرأى ومسمع العالم!
وفي السياق تتمسك حماس بضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب العدو من غزة، ويقول العدو انه لن يوافق على مطالب حماس وسيواصل القتل! فيما ألغت «إسرائيل» اجتماعاً مقرّراً في العاصمة الأميركية احتجاجاً على عدم استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور القرار الداعي لوقف إطلاق النار في غزة.
ويقول محرر الشؤون الدولية في «بي بي سي» جيرمي بوين «انّ الرئيس بايدن قرّر انّ الكلمات القوية مع إسرائيل ليست كافية».
وعلينا ان نصدّق او لا نصدّق انّ التصدّعات الأميركية مع نتنياهو بدأت تتسع وتتسع وانّ ملاحظات بايدن قابلة للتطبيق.
خلاصة القول انّ العدو الصهيوني من خلال إبادة الفلسطينيين وخاصة الأطفال من شأنه ان يؤسّس، أو أسّس بالفعل، لاستحالة التعايش بين الفلسطينيين أصحاب الأرض واليهود المحتلين لفلسطين والديار المقدسة للمسلمين والمسيحيّين، ويخشى في الساعات المقبلة ان تنتقل الولايات المتحدة التي ترعى الحرب الظالمة على الفلسطينيين من تحت الطاولة الى فوقها… وصدق رب العالمين عندما أنبأنا بحقيقة من لعنهم وغضب عليهم «وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) الاسراء»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي