الكيان تحت النار والمقاومة مستمرة…
أحمد عويدات
مع استمرار الحرب العدوانيّة على الشعب الفلسطيني، وفي ظل الغطرسة الإسرائيليّة التي تتجاهل كلّ دعوات إيقافها، وفي الوقت الذي يشنُّ جيش الاحتلال غاراته على المدنيين دون تمييز، ويواصل قصفه لأماكن توزيع المساعدات، ويستمرّ باقتحام وحصار المشافي، والتي تفتقد إلى كلّ مقوّمات العلاج والإسعاف من تجهيزات ومستلزمات طبيّة وأدوية؛ تردّ كتائب القسّام برشقة صاروخيّة تستهدف بها أسدود المحتلة، بعد مرور شهرين على آخر استهداف لها، وتقصف سرايا القدس بصواريخها عسقلان وزيكيم، كلّ ذلك يأتي بعد مرور 171 يوماً على الحرب الفاشيّة لنتنياهو؛ ليحمل هذا التطوّر اللّافت معه دلالات ورسائل أهمّها:
1 ـ تأكيد قدرة المقاومة على فتح جبهات متعدّدة في آنٍ معاً في الوقت الذي تخوض فيه معارك فك الحصار عن مشفى الشفاء المستمرّ منذ أكثر من ثمانية أيام، ومعارك عبسان وقرارة في خان يونس، وتل الهوى والرمال وحي الزيّتون ودير البلح.
2 ـ الفشل الإستخباري بعدم تمكّن القوات الغازية من الحصول على معلومات حول المنظومة الصاروخيّة للمقاومة.
3 ـ عجز قوات النّخبة الإسرائيلية من تفكيك قدرات المقاومة وبنيتها العسكريّة التي أثخنت العدو بالخسائر في المعدات والأرواح.
4 ـ صمود المقاومة وتفانيها بالميدان، وإمساكها بزمام الأمور، وفرض إيقاع المعركة والتحكّم بمكانها وزمانها.
5 ـ فشل كلّ عمليّات التمشيط والمسح الهندسي لكافة المناطق التي سبق أن غزاها جيش الاحتلال وانسحب منها تحت ضربات فصائل المقاومة الموجعة.
6 ـ التّأكيد بأنّ المقاومة لا تزال تحتفظ بالقدرات العسكريّة واللّوجستيّة اللّازمة، وأنها خططت لمعركة طويلة الأمد.
7 ـ تعزيز فشل منظومة القبة الحديديّة الإسرائيلية باعتراض سيل صواريخ المقاومة.
8 ـ تكذيب ادّعاءات وافتراءات جيش الإحتلال الصّهيوني الذي زعم بأنّ مشفى الشفاء مركز للتحكم والسيطرة ولقيادة المقاومة.
9 ـ توظيف المناورة العسكريّة في خدمة المناورة السياسيّة، وتعزيز وتقوية دور المقاومة في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
10 ـ كسر غطرسة وصلف العدو أمام الصّمود الأسطوري للمقاومة، وثبات أهل غزة أمام جرائم الإبادة الجماعيّة والتطهير العرقي، وسياسة التّجويع بهدف التّركيع. ورفع معنويات شعبنا في أماكن تواجده.
في نهاية المطاف، أياً كانت الرسائل التي تريد المقاومة إيصالها، وبالتزامن مع قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن، الذي لن تحترمه دولة الكيان ولن تمتثل له؛ فإننا نقرأ أنّ يد المقاومة لا تزال على الزّناد، واليد الأخرى تواري الشهداء الأبرار الثرى، وتضمّد الجراح المثخنة، وتطعم الأفواه الجائعة، وتروي العطاش، لينعم أطفالنا ونساؤنا بنومٍ هادئ بما تبقّى من شهر رمضان الكريم بكلّ شيء.
شتوتغارت ـ ألمانيا