منفذية المتن الشمالي في «القومي» أحيت ذكرى شهداء مجزرة عينطورة بمسيرة واحتفال
العميد فادي داغر: مرتكبو مجزرة عينطورة هم أنفسهم يطالبون اليوم بنزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من عناصر قوّته والدفع مجدّداً إلى الفتنة بين أبناء الشعب الواحد
المنفذ العام أنطون بعقليني: ذكرى شهدائنا خالدة في ذاكرة أجيال النهضة… لتأكيد إيماننا بالمقاومة كخيار أوّل لتحرير أرضنا واستعادة حقوقنا
الطالبة بتول علوه: رحم النهضة السورية القومية الاجتماعية سيظلّ يعطي أمثال شهداء عينطورة حتى يتحقق النصر
عبير حمدان
حين تسير في شوارع وأزقة عينطورة ترافقك أطياف أناس صانوا انتماءهم وعقيدتهم بالدماء، وكأنهم يحرسون البيوت التي تضمّ الكثير من القصص على مدى عقود. تلك القصص تلمحها في عيون الناس الذين خرجوا لملاقاة مسيرة القوميين إلى ضريح الشهداء. وتبحث عن كل تفاصيلها الدقيقة في ساحة الكنيسة الشاهدة على دمويّة القتلة الذين يريدون التقسيم وإرساء الطائفيّة وتهميش مفهوم المواطنة.
في عينطورة أجيال أدركت قراءة التاريخ المعمَّد بالشهادة وتمسّكت بالثوابت القوميّة، أجيال عرفت أن الأوطان لا تُبنى إلا برصّ الصفوف ضد المحتلّ ومَن يخضع له، ضدّ منطق الكانتونات والمتاريس ومنطق النأي بالنفس عن ما يحصل حولنا في الميادين المشتعلة.
ثمانية وأربعون عاماً على ارتكاب مجزرة عينطورة ولم يزل القاتل مصرّاً على خطابه الهدّام الداعي إلى التخاذل والخنوع والتمسّك بالباطل في مواجهة الحق، لكن أرواح مَن امتزجت دماؤهم بالتراب في تلك القرية حاضرة بقوة وكأن صورهم تؤكد ثباتهم وتحاكي الرايات التي رفرفت في ذكراهم، وتتلقّف الأكاليل البيضاء والحمراء.
في ذكرى شهداء مجزرة عينطورة هذا العام، عبرت في عينطورة غيمة بللت الساحات وكأنّ السماء أبت إلا أن تشارك القوميين وأهالي الشهداء إحياء الذكرى بما فيها من رمزيّة للزمان والمكان.
ومن أمام الكنيسة الشاهدة على المجزرة وساحتها انطلقت مسيرة قوميّة، تقدّمها حملة الأكاليل وأعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي.. ثم الفرقة الموسيقية ثم المشاركون في إحياء الذكرى باتجاه أضرحة الشهداء، لوضع الأكاليل وإلقاء التحية الحزبية.. بعدها تجمّع المشاركون في صالون كنيسة مار نهرا حيث ألقيت كلمات مجّدت الشهداء الخالدين في نفوس القوميين.
أحيت منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الـ 48 لشهداء مجزرة عينطورة، فنظمت مسيرة انطلقت في ساحة كنيسة السيدة ـ عينطورة مكان ارتكاب المجزرة، إلى أضرحة الشهداء حيث وضع نائب رئيس الحزب الأمين وائل الحسنية وعدد من المسؤولين الحزبيين إكليل زهر باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان وباسم منفذية المتن الشمالي.
وأقيم احتفال في صالة كنيسة مار نهرا، حضره الحسنية وعدد من العمُد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين. وقد استهلّ بالنشيد اللبناني ونشيد الحزب الرسمي، ثم وقف الحضور دقيقة صمت تحية لأرواح شهداء المجزرة وشهداء الحزب الأمة.
عرّفت الاحتفال بالذكرى الطالبة بتول علوه فأكدت أنّ رحم النهضة السورية القومية الاجتماعية أعطى وسيظلّ يعطي أمثال شهداء عينطورة حتى يتحقق النصر ويسلم شرف الأمة.
أضافت: الاستشهاد في مفهوم الحركة السورية القومية الاجتماعية ظاهرة من ظواهر تجدّد الحياة والمجتمع، وشهداء الحركة القومية لا يأتون من وراء الغيم، بل هم من صميم الشعب، لتحقيق عزة وكرامة الشعب.
والاستشهاد كما عرّفه سعاده هو انتصار على الباطل في معركة إنسانية من أجل التحوّل بالأمة من وهدة الانحطاط الى قمم النهضة والعز لكي تعي الأمة حقيقتها في معترك الحياة.
بعقليني
وألقى منفذ عام المتن الشمالي أنطون بعقليني كلمة المنفذية فأكد أنّ شهداء عينطورة كما كلّ شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، واجهوا الخنوع والخوف والجبن ولم تضعفهم الصعوبات بل رحبوا بالموت طريقاً للحياة، فكلّ واحد منهم أدّى قسم اليمين بكلّ إخلاص وعزيمة صادقة واعتنقوا العقيدة القومية الاجتماعية واتخذوها إيماناً لهم ولعائلاتهم مقتنعين بصحتها المفعمة بقيم الحق والخير والجمال، فكانت وقفة العزَ وضريبة الدم.
وشدّد على أنّ ذكرى شهداء مجزرة عينطورة وكل شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي ستبقى حية خالدة وستظل أجيال النهضة تحيي ذكراهم طالما هناك دماء تجري في عروقهم. لافتاً إلى أنّ الإيمان والالتزام بحمل رسالة النهضة والعمل لتحقيقها وانتصارها، فعل إرادة وبطولة والتزام وتعبير جليَ عن شرف الواجب والتضحية والوفاء، ونحن بهذه الارادة وهذا الايمان مستمرون.
وقال: نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نؤكد إيماننا بالمقاومة كخيار أول لتحرير فلسطين وكلّ الأراضي المحتلة، نحن مع شعبنا في فلسطين ولبنان والشام وعلى كامل ارض الوطن السوري. مع شعبنا في فلسطين ومقاومته، ومع لبنان ومقاومته والشام ومقاومتها، نخوض معركة وجودية ضد العدو الصهيوني ومشروعه الاستيطاني الإرهابي.
وأشار إلى مواقف بعض رجال الدين والسياسة الذين تحت شعار “الحرية والسيادة والاستقلال” يحاولون عزل لبنان عن محيطه الطبيعي.. مؤكداً أن نظريات الحياد والنأي بالنفس والضعف، نظريات بائدة، فلولا خيار المقاومة وفعل المقاومة لما حرّر لبنان معظم أرضه عام 2000، ولما انتصر عام 2006. واليوم فإنّ إسناد غزة واجب الوجوب وتأكيد بأنّ المقاومة ماضية لتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة.
داغر
وألقى عميد العلاقات العامة في “القومي” الدكتور فادي داغر الكلمة المركزية وفيها قال:
في ذكرى مجزرة عينطورة، اليوم، كما كلّ عام، يتداعى القوميون الاجتماعيون إلى ربوع المتن إلى عينطورة في موعد مع ذكرى مجزرة لن تطويها الذاكرة لأنها حاضرة في وجدانهم، خالدة بخلود شهدائهم.
هي ذكرى أليمة عميقة الجراح، مثقلة بالآلام، كيف لا وساحة عينطورة وكنيستها وجدرانها شاهدة على بشاعة الجريمة وهول مآسيها.
شهداء مجزرة عينطورة قربان على مذبح الوطن، دماؤهم الطاهرة ضريبة دفعها الحزب السوري القومي الاجتماعي والمنتمين إليه ثمن خياراتهم الوطنية الوحدوية العابرة للطوائف ومشاريعها، مشاريع التجزئة والكانتونات المذهبية.
حزبنا لم يبخل يوماً ولم يتوان عن كبير التضحيات في سبيل الأمة ووحدتها وحقيقتها وانتصارها. والقوميون أبناء مدرسة سعاده، هم جماعة لا تتخلى عن مبادئها، عملاً بقول المعلم “عليّ أن أنسى جراحي النازفة لأضمّد جراح أمتي البالغة”. وجراح الأمة اليوم عميقة دامية من النزف في فلسطين، بليغة باستشهاد شيوخها وأطفالها ونسائها، وتدمير حجرها ومحاولة كسر إرادتها وكيّ وعي أبنائها بإخضاعهم وتغريبهم وتبديد حقهم في الحياة والكرامة والحرية. ولكن، إرادة الصمود أقوى وإرادة الحياة أبقى.
وقال: نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وبهدي تعاليم سعاده، الرؤية عندنا واضحة، وراهنية الفكر جلية، وأدوات الصراع بيّنة، خيارنا هو المقاومة، لتثبيت الحق وتحقيق النصر، واننا ملتزمون بهذا النهج، ثابتون عليه لتحقيق النصر.
وشدّد داغر على ضرورة تحصين الوحدة الوطنية في لبنان وإعلاء الخطاب الوطني الجامع، والعمل الدؤوب على إنجاز الاستحقاقات بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية يعمل على تطبيق مندرجات اتفاق الوحدة الوطنية، أي تطبيق الدستور بكامل مندرجاته، بدءاً من إقرار قانون للانتخاب يحقق تكافؤ الفرص والمساواة بين المواطنين. وكذلك إنجاز الإصلاحات لتحقيق الازدهار والخروج من الأزمات نتيجة قصور السياسات المعتمدة في إدارة شؤون البلد.
وأكد داغر على ضرورة المقاومة وحمايتها وسلاحها كخيار لا بدّ منه لتحرير الأرض والحفاظ على الحقوق وتحقيق السيادة. ولفت إلى أنّ الذين ارتكبوا مجزرة عينطورة هم أنفسهم يطالبون اليوم بنزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من عناصر قوّته والدفع الى الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
كما أكد بأنّ ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة أثبتت جدواها في حماية لبنان وموارده، وهي اليوم ضرورة حتمية لا بدّ من التمسك بها للغد الآتي.
وقال داغر: نحتاج أن نكون موحّدين لأنّ التحديات كثيرة، والصعاب جسام، ورهان شهيدنا ومعلمنا أنطون سعاده علينا كبير ولسنا بمتخاذلين لتحقيق إرادته.
وختم محيياً الشهداء وعائلات الشهداء في عينطورة.