مقالات وآراء

نتنياهو يواصل الحروب للإفلات من المحاسبة

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
يبدو أنّ رئيس وزراء العدو نتنياهو يخطط لنقل الحرب العدوانية من غزة الى شمال فلسطين على تخوم الجنوب اللبناني تحت شعار «اليوم لبنان بعد اجتياح رفح» وهو يدرك ان لا سبيل أمامه الا بتمديد الحرب للإفلات من محاكمته او إنهاء حياته السياسية في أحسن الحالات. وقد لجأ الى ما يشبه الاستفزاز تصعيداً الى توسيع رقعة اعتداءاته ورفع وتيرة القصف ليطال البقاعين الغربي والشمالي، في ضوء قلق أميركي من تصعيد «إسرائيلي» لا تريده واشنطن، وأفادت القيادة الشمالية للعدو أنّ الجيش أجرى مناورة لاختبار الاستعدادات الشاملة مع لبنان.
ولا نتحدث عن موقف المقاومة من هذه «الحركات»، ولا عن حقيقة الموقف الأميركي من هذه التطورات سوى ما قاله منسق الاتصالات الاستراتيجية لدى مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي من انّ استعادة الهدوء على طول الحدود مع لبنان أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس بايدن وللإدارة ونعتقد ان ذلك يجب ان يكون أيضاً الأولوية القصوى لكلّ من لبنان و»إسرائيل» .
وترى أوساط متابعة انّ الإدارة الأميركية جادة في موقفها لعلمها انّ حزب الله ليس لوحده في الميدان وانّ اتساع الحرب تشمل أطرافاً جديدة لا تريدها الولايات المتحدة ولا إيران.
وكان لافتاً ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» انّ الولايات المتحدة سحبت مخزوناً من الأسلحة والذخائر التي كانت موجودة في «إسرائيل» للاستخدام في أوكرانيا في حربها ضدّ روسيا، وأكد مسؤول «إسرائيلي» لـ «رويترز» انّ الولايات المتحدة ليست بحاجة الى موافقة «إسرائيل» بشكل رسمي.
ومن أبشع مظاهر الحقد والإجرام وانعدام الضمير ما كشفت عنه «سي أن أن» الاثنين الفائت عن عضو الكونغرس عن ولاية ميشيغن تيم والبيرغ بعد ان سئل عن الخطط الأميركية لبناء رصيف عائم قبالة ساحل غزة ما فُهم منه الاقتراح بإلقاء قنبلة ذرية على غزة، ما أثار موجة من الانتقادات العنيفة.
هذا في السياسة أما في الممارسة، فالدول ليست جمعيات خيرية، بل تقدّم مصالحها على ما عداها من شعارات ومبادئ وعناوين أخلاقية! وهذه الولايات المتحدة رأت وترى انّ الكيان الصهيوني في فلسطين حاجة أميركية غربية للغرب عامة بدليل دعمها المتواصل لـ «إسرائيل» منذ اندلاع الحرب على غزة واستخدمت الفيتو أكثر من مرة في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار، وسكتت او طنّشت عن قرار مجلس الأمن الأخير الذي ينص إنشائياً على وقف إطلاق النار، غير قابل للترجمة كما نرى! وقالت صحيفة «واشنطن بوست» في عددها الصادر يوم الأحد الفائت «انّ إدارة الرئيس بايدن وافقت بشكل صامت على تزويد اسرائيل بـ 1800 قنبلة «ام كي» التي يبلغ وزنها ألفي رطل، وقنبلة «أم كي» التي يبلغ وزنها خمسماية رطل، والتي استخدمتها «إسرائيل» خلال المجازر التي ارتكبتها في غزة.
ورغم انّ واشنطن غير راضية عن طريقة إدارة نتنياهو للحرب في غزة، فانّ وزارة الدفاع الأميركية صادقت على تزويد «إسرائيل» بـ 250 مقاتلة جوية من طراز 35 اي ومحركات بقيمة مالية تقارب 2,5 مليار دولار.
ولا نستغرب مثل هذا الانحياز الغربي وتبريره لجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، ولا سيما في قطاع غزة وصولاً الى درجة القبح الشديد الذي استنفر حتى العاملين في المؤسسات الإعلامية، وتواصل خروج المظاهرات الشعبية المندّدة بالجرائم الصهيونية في المدن الأميركية والعواصم الأوروبية! وقد حذفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قبل أيام قليلة رسماً كاريكاتورياً بعدما واجهت انتقادات حادة على خلفية التصوير العنصري وغير الإنساني للفلسطيني الذي يتماهى مع خطاب الاحتلال «الاسرائيلي».
ونرى ان تهديد نتنياهو بغزو الجنوب لن يكون قبل اجتياح رفح التي تحتضن ما يزيد عن مليون ونصف المليون فلسطيني، وهو ما سيضع العالم امام استحقاق انساني، ولا ننتظر فرجاً لهذه الملحمة من ذوي القربي المطبّعين تصديقاً لقول الله العليم «وَقَد مَكَرُواْ مَكرَهُم وَعِندَ اللَّهِ مَكرُهُم وَإِن كَانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبَالُ (46) فَلَا تَحسَبَنَّ اللَّهَ مُخلِفَ وَعدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيز ذُو انتِقَام (47) ابراهيم»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى