طبخة بحص
عمر عبد القادر غندور*
يتواصل الاشتباك الكلامي بين الأفرقاء اللبنانيين لا يمنعه مانع ولا يدفعه دافع ولا يردعه رادع في السلم والحرب والسياسة والاقتصاد والمال، وتمثيل المكونات، وهو ما سبّب حرجاً في أروقة اجتماعات بكركي عندما طالبت «القوات اللبنانية» «التيار الوطني الحر» بإعلان موقف صريح بشأن علاقاته بحزب الله ودعوته الى المطالبة صراحة بنزع سلاح المقاومة !
وتحاول بكركي بسلاح «المونة» ان تبعد المكونات المسيحية عن المطالبة بأكثر مما تستطيع، خشية من انفخات الدفّ وتفرّق العشاق، بينما يرى رئيس «القوات» انّ الوقت بات سانحاً لتأكيد ثوابته، ولا يتفق معه رئيس «الكتائب» سامي الجميّل بالكامل!
في حين قال وزير الإعلام زياد المكاري بعد زيارته لمتروبوليت بيروت الروم الأرثوذكس «كلنا نعلم انّ لبنان لا يمرّ في أحسن ظروفه، وأنّ الأمور التي تؤثر على النسيج الوطني الذي نراه مهدّداً ما ينعكس على وحدة النسيج اللبناني». ورداً على سؤال قال الوزير المكاري: «الذين شاركوا في لقاء بكركي قالوا إنه طبخة بحص، ونعتقد أنّ وجهة نظرنا كانت صحيحة عندما لم نشارك، ولا أجد تسريعاً في استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية»!
ولذلك، نرى انّ حالة المواقف السياسية المتضاربة اليوم هي امتداد لحالة المراوحة التي تختزل أبشع فصول الكذب والدجل والتضليل والضلال وتذكرة لمن اعتبر ولا يعتبر بالأمس واليوم وغداً!
وسبق ان ذكّرت في مقال سابق بما قاله الأديب الراحل سعيد تقي الدين منذ ستة عقود: «في لبنان موالاة ومعارضة والذين هم على حق»…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي