أخيرة

دبوس

تهديد وجودي…

لقد أخرج الكيان القاتل ومن ورائه كلّ داعميه أقصى ما يستطيعون من جعبهم، ولم يعد بإمكانهم ان يخرجوا أكثر من ذلك، هذه هي الخلاصة التي استدعت، قعدة على رواق، في طهران، لتقييم الموقف من قبل محور المقاومة، لاستشراف الخطوة التالية، بعد الضربة القاضية الفنية التي أطاحت بهذا الكيان في صميم وعيه، وأيقظته من أوهامه في السابع من اكتوبر، فأخرجته من أحلام يقظته، وأرسلت رسالة عبر الأثير، الى كل من يريد ان يرى الحقيقة، انّ الأضرار الماحقة التي ألحقت بالعدو، والذي اعترف هو بلسان قادته أنها شكّلت تهديداً وجودياً، انّ هذه الأضرار التي لا يمكن ترميمها، والتي تسبّب بها فصيل متواضع في محور المقاومة، قد ابتعدت بالمعركة الى أبعاد أخرى،
لقد ألقى السحرة في معسكر الشر الصهيو ـ انجلوساكسوني الأعرابي بكلّ ما لديهم من الأفاعي، واستنفذوا كلّ ما في جعبتهم، وكان في معظمه تقتيل للأطفال والنساء، وكمية من النيران تعادل أربعة قنابل ذرية، لقد ركبوا أعلى ما في خيلهم، وآن الاوان بالنسبة لنا ان ننتقل الى مرحلة أخرى أكثر إيغالاً في إلحاق الهزيمة بهذا العدو المارق، سيسجل التاريخ انّ أحد الإنجازات الفوق عادية والتي ترتبت على الطوفان في السابع من أكتوبر هو انعتاق العقول على مستوى كوني، وتحرّرها من هيمنة السردية الأوليغارشية الصهيو ـ انجلوساكسونية والتي سيطرت على العقول وعلى الإدراك الإنساني لما يربو على قرن من الزمان، ولربما تحتفل الإنسانية في الآتي من الزمان، بيوم السابع من اكتوبر كيوم التحرر العقلي من الاوتوقراطية السردية الاستعمارية…
الحمقى عادةً هم من يبدأون الحروب، ونفس هؤلاء الحمقى هم من يخسرونها في نهاية المطاف، كنتيجة لخياراتهم المزرية، لقد ظنّ هتلر حينما شنّ عملية برباروسا ضدّ روسيا بأنه انْ تمكّن من إرضاخ روسيا فستؤول الأرض مطواعةً بين يديه، ولم يكن يعلم بأنه خطا خطوةً عملاقةً نحو نهاية امبراطوريته بهذا القرار،
انّ حماقة العدو، وامتلاء عقله بالترّهات هو في ما أظن واحداً من تلك الجنود التي لا نراها، والتي تحدث عنها الله في القرآن الكريم، وكذلك الشعور الكاذب بالانتصار والتفوّق من خلال الإمعان في قتل الأطفال والنساء هو جندي آخر من تلك الجنود التي لا نراها،
أخيراً وليس آخراً لا أرى شخصياً غضاضة في ان تنتقل جموع المدنيين الجائعين المطاردين بنيران العدو القاتلة في رفح الى منطقة آمنة داخل الحدود المصرية، فنحن بذلك ننزع من هذا العدو الجبان، الورقة التي يستطيع من خلالها ممارسة الضغوط الهائلة على محورنا، وهي اللجوء الى تقتيل الأبرياء من الأطفال والنساء، ولتصبح غزة بعد ذلك ساحةً يصول فيها أبطالنا ويجولون خلال جنود العدو، ومن تحتهم وعن أيْمانهم وعن شمالهم ليلحقوا به أكبر كمية ممكنة من الخسائر، دونما خوف من انتقامه من الأبرياء من شعبنا من الأطفال والنساء.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى