ثلاثية الخميني النضالية وحتمية زوال «إسرائيل»
محمد صادق الحسيني
انطلاقاً من مقولات :
اليوم إيران وغداً فلسطين،
وإعلان يوم الجمعة الأخير من رمضان يوماً عالمياً للقدس،
وتأسيس قوة القدس في الحرس الثوري جيشاً لتحرير القدس،
انطلق الإمام الخميني بنضاله بعد نجاح الثورة الإسلامية، بمنطق جديد للنضال، في العهد العتيد…
لم يكن طوباوياً يوماً ولا عدمياً وهو يتقدّم الخطى بثبات وتؤدة ويقين باتجاه تحقيق النصر على سلطة القمع الشاهنشاهية الرجعية منذ العام 1963 حتى تحقق نصره المظفر في العام 1979.
بل كان ثورياً واقعياً عملياً وعلمياً، وبتدبير منقطع النظير وهو يقود عملية التغيير الكبرى ليس فقط في بلاده بل وعلى مستوى الأمة.
في زمن كان فيه الفكر الغالب في التحليل والعمل والنضال ما كان يسمّى «الفكر الاشتراكي العلمي «
والذي عُرف وانتشر وشاع آنذاك بالماركسية اللينينية، والذي كان حجر الرحى فيه مقولة إنجلز الشهيرة: «المادية الديالكتيكية»، وهي فلسفة العلم والتاريخ والطبيعة بمنظار أوروبيّ والتي تقوم على أهمية ظروف العالم الواقعي.
والذي تحوّل في ما بعد الى شعار: «الواقع كما هو»،
فإذا بإمام الثورة والاحتجاج الديني الإمام روح الله الموسوي الخميني العظيم ينفرد من بين علماء الساحة الإسلامية آنذاك بأسلوب متميّز وفريد من نوعه في النضال، معتمداً الأسلوب الواقعي العلمي الملموس ذاته، طريقاً لإسقاط أعتى العتاة في الإقليم، أي شاه إيران، والذي كان يومها اللاعب الإقليمي الأهمّ والأخطر باعتباره كلب الحراسة الأميركي، وشرطي المنطقة، عند الإمبريالية الأميركية، مقدمة لإسقاط شريكه «الإسرائيلي»، لينتهي الأمر بهزيمة سيدهم الأميركي،
متخذاً من حديث شريف للرسول الأعظم، وهو النبي العربي محمد بن عبد الله:
«اللهم أرني الأشياء كما هي، ثم أرني الحق حقاً وارزقني اتّباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه».
نهجاً للتغيير والعمل الثوري…
ويمضي فيه بكلّ ثبات واستقامة دون كلل او ملل او تراجع او ضعف، ما أفرز عملياً منظومته النضالية الثلاثية التي سيسجلها التاريخ باسمه، لتنتهي بسقوط الطاغية وصعود قوى التحرر التقدمية الإيرانية ومن ثم الإقليمية والعالمية.
نجاح الإمام الخميني داخلياً، جعله ينتقل فوراً الى مشروع تحرير العالم بالأسلوب والطريقة نفسهما، فكان مشروعه الفريد والمتميّز أيضاً والذي تلخص بالآتي:
رأس الشر لا يكفي أن نصفه بالإمبريالية فقط، بل يجب وصفه كما هو أيّ الشيطان الأكبر،
ورأس الحربة في مشروعه الإقليمي، لا يكفي ان نسمّيه بالقاعدة المتقدمة للامبريالية الأميركية، بل علينا أن نصفها كما هي أيضاً أي: الغدة السرطانية.
وحتى تنجح خطة اقتلاع الغدة السرطانية وهزيمة الشيطان الأكبر، فلا يكفي أن يقاتل المسلمون او الاسلاميون وحدهم، بل لا بدّ من حشد كلّ الطاقات اي: حشد المستضعفين في كلّ مكان،
وهكذا تكون الأمور قد استوت باتجاه تغيير كلّ معادلة الظلم العالمي انطلاقاً من اقتلاع أمّ المنكر أيّ «إسرائيل»، واستعادة أمّ المعروف حقها، ايّ استرجاع فلسطين حقها المغتصب.
في هذه الأثناء سيتسنى للمستضعفين في العالم حشد الطاقات للقضاء على الشيطان الأكبر.
وهكذا كانت قوة القدس،
وكان قاسم سليماني،
وهكذا نشأ محور المقاومة،
برعاية الإمام الخامنئي،
وقيادة السيد نصر الله،
الى ان تبلورت في ما يمكن تسميته هيئة أركان جيش تحرير فلسطين المتشكلة عملياً من ستة جيوش تحاصر الكيان الصهيوني، وهي جيوش إيران، سورية، لبنان، العراق، اليمن، وفلسطين…
في هذه الأثناء وعندما وصلت محطة نضال المنظومة الثورية الخمينية الى مآلاتها ومع طوفان الأقصى الفلسطيني، ها هو العالم يتماهى عملياً مع مشروع تحرير فلسطين،
ما يمكن ان يؤدي في المستقبل القريب الى بروز قوة عالمية (قطب جديد) جديدة تمثل تحالف الصين وروسيا وإيران، ضد الفاشية والنازية وامبراطورية الغرب الجماعي الأميركية.
انها استراتيجية قيام الخير كله ضدّ الشر كله، ما سيعني بالجيو استراتيجيا انتقال مركز ثقل العالم عملياً من الغرب الى الشرق، وهي صيرورة نضالية ستمضي بقوة السنن الكونية الى هدم العالم القديم، ايّ انهيار عالم الاستعمار الظالم القديم منه والجديد رويداً رويداً فيما سينهض بالمقابل عالم الخير والقسط والعدل ويتقدّم رويداً رويداً،
انها الثلاثية الذهبية التي أطلقها إمام الثورة والاحتجاج الديني من بوابة الثورة الإسلامية الإيرانية لترى النور قريباً تحت عنوان:
تحالف المستضعفين المتمثل بثلاثي الشرق الصاعد الآنف الذكر، ضد المستكبرين المتمثل بالشيطان الأكبر الأميركي وحلف الناتو والغدة السرطانية الآيلة الى التدمير والزوال.
عالم ينهار، عالم ينهض.
بعدنا طيّبين قولوا الله…