دردشة صباحية
«سناء» قايضت حياتها بحياة أمة…
يكتبها الياس عشي
في التاسع من نيسان قبل تسعة وثلاثين عاماً، بدأ العدّ العكسي لمرحلة أخرى من مراحل الصراع مع الكيان اليهودي المسترخي في جنوب لبنان.
وما حدث أن صبيّة في السابعةَ عشرة من عمرها، اسمها سناء، آمنت بقضية تساوي وجودها، قايضت حياتها بحياة أمة، ترجمت ما قاله المعلم: «إنّ لم تكونوا أحراراً من أمةً حرة، فحرّيّاتُ الأمم عارٌ عليكم»، قادت سيارة مفخخة… اقتحمت تجمّعاً من جنود صهاينة… قتلت من قتلت، وصارت أيقونة الجنوب.
يومها كتبت:
رحيلُ «سناء» لغةٌ لم تعرفْها، من قبلُ،
أجسادُ الصبايا،
«سناء» لبست عباءةً
من ريش العصافيرْ
ورحلت في المستقبلْ
***
بعد خمسين عاماً…
بعد مئة عامْ…
وحدها «سناء» تعود
لتسكنَ إلى الأبدْ
في ذاكرة الأشياء الجميلةْ:
الورودْ
العصافيرْ
شقائق النعمانْ
والأطفالْ.
***
بعد ألف عامْ
وحدها الأشجار تمشي
على رؤوس أصابعها
لتستقبل «سناء» ومعها
كلُّ أطفال الجليلْ
***
«سناء» كتبت لحظةَ رحيلها:
«لن يبقى يهوديّ»
نبوءة «سناء» وشمٌ في الذاكرةْ
وقنديلٌ لا ينتهي زيتُهْ.