كمين خان يونس ومعركة رفح
مَن يسمع رئيس حكومة الاحتلال وهو يتشدّق بحتمية معركة رفح، يظن أن ما يمنعه من التنفيذ هو ما يقوله المسؤولون الأميركيون عن شروط يضعونها للموافقة على المعركة، وما يتصل بتأمين نقل النازحين وتأمين إيوائهم قبل بدء المعركة.
جاء الفيديو المسجل الذي بثته قوات القسام مساء أمس، عن الكمين العبقريّ الذي استهدفت خلاله جنود الاحتلال وآلياته، ليظهر بصورة قاطعة لا تحتمل الالتباس حجم التفاوت في القدرة على مواصلة الحرب بين جيش الاحتلال والمقاومة، وقد ظهر من الإعداد الذي سبق العملية سواء لجهة فن الاستدراج أو مهارة تمويه الكمين المركب والمتعدد أو لجهة إتقان التصوير ووضح الصورة التي قد تظنها لدرجة وضوحها مقطعاً من فيلم سينمائي وليس لصور حيّة من ساحة معركة.
الكمين في منطقة الزنة شرق خان يونس التي اضطر جيش الاحتلال الى سحب قواته منها بعد الكمين، بينما قادته يثرثرون لغواً عن معركة رفح. والصورة تتحدّث وحدها، عن الفارق بين مقاومة تخطط وتنظم كل تفاصيل حربها بأعصاب هادئة، وتدير مواردها بكفاءة وتملك مهارات فردية استثنائيّة في الرمي والشجاعة والتصوير، وبين جيش متهالك يسير متثاقلاً منهكاً عاجزاً عن القتال، فاقداً للحس الاستخباري يسهل اصطياد جنود وآلياته كأنهم فراخ البط.
بعد ستة شهور من الحصار والدمار والقتل والمجازر، تحتفظ المقاومة بغرف عملياتها ورباطة جأشها وقوة بأسها، بينما يفتقد من يفترض أنه المتحدّث عن النصر توازنه، ويقع في الأخطاء القاتلة، ولم تعد أكاذيب الناطق العسكري لجيش الاحتلال كافية لستر الفضائح.
التعليق السياسي