كلمة

حوار الصديق وقت الضيق…
وشكراً باسيل

ناصر قنديل

في مقال يوم السبت الماضي 6 نيسان من «نقاط على الحروف» تحت عنوان «حوار الصديق وقت الضيق… نقاش مع جبران باسيل»، عرضت الدور الذي تؤديه جبهة لبنان بقيادة حزب الله في حرب غزة ووظائفها في حماية قوة الردع لحماية لبنان ومنع الحرب عليه وتحسين شروط خوضها إذا فرضها جنون جيش الاحتلال وقادته السياسيين والعسكريين، واعتبرت أن ما قامت به المقاومة في الجنوب هو نصف حرب، وما يريده الأميركي هو اللاحرب للتفرّغ لحرب غزة ثم الاستدارة لحرب لبنان، وما يلوّح به الإسرائيلي هو حرب كاملة لأن نصف الحرب تستنزف جيشه ومستوطنيه وتعقد فرص النصر على غزة، ودعوت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من موقع الصداقة إلى التمعّن في الفرق بين الحرب واللاحرب ونصف الحرب، والانتباه إلى أن خيار نصف الحرب الذي تبني عليه المقاومة استراتيجيتها هو الأمثل للبنان. وتمنيت عليه في ظل الخلاف حول تقييم الحرب التأكيد المستمرّ على عدم السماح للعدو أن يصطاد في مياه الخلاف، والتشديد على أن شنّ الحرب على لبنان سيجعل جبهته الداخلية متماسكة في وجه الحرب.
أمس، تحدّث النائب باسيل بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار الوطني الحر في شؤون كثيرة، وعرض للوضع في الجنوب، ومما قاله:
موقفنا هو أيضًا تأكيد على أن جبهتنا الداخلية لن تكون ضعيفة كما يتمنى العدو الإسرائيلي اذا اراد شن حرب علينا، ولكنها تكون ضعيفة إذا فرّطنا بقوتنا الداخلية بضرب الدولة والمؤسسات والشراكة والوحدة الوطنية.
كل ما نفعله هنا هو المطالبة بتنفيذ الـ 1701 من خلال قرار دولي جديد يؤكّد عليه. وحقّنا أن نطالب بوقف إطلاق النار. وهذا لا يضعف لبنان ولا المقاومة، لا بل يمنع أي تراجع لهما. ولمن أراد أن ينصحنا وينعتنا بالصديق، فهو صديق فعلاً، وعلينا تقييم لاحقاً منافع نصف الحرب وعلينا أن نتحاور طبعاً ودائماً، ولكن يا ليت صار الحوار والنقاش أو يصير من أصحاب العلاقة.
أتوجّه بالتحية والشكر للنائب باسيل، لأنه من بين قلة من السياسيين الذين يقرأون، ويتقبّلون النقد والاختلاف، ويتفاعلون علناً مع ما يكتب وينشر من موقع الصداقة والحرص، خصوصاً عندما يكون من موقع الاختلاف، والتفاعل بالطريقة التي صدرت في كلام رئيس التيار الوطني الحر تفتح الباب للحوار لتقييم خيار نصف الحرب، مع الأمل الدائم بلسان كل الحريصين على العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ويرون فيها جسراً نادراً للعبور بين الطوائف، أن يكون هذا الحوار بينهما في أقرب أجل ممكن، وهما الأقدر على معرفة نقاط الضعف ونقاط القوة في العلاقة التي جمعتهما والتي يأمل كل حريص ومخلص أن تستعيد عافيتها.