العدو يتخبّط والردّ آتٍ…
} منجد شريف
أنهى العدوان الإسرائيلي على غزة شهره السادس، وهو ما زال يتخبّط حتى الآن في وحول غزة، من أجل تسجيل أيّ تقدّم على ساحة المواجهة عسى أن يمحو من ذاكرة مستوطنيه وصمة العار التي مُني بها في السابع من تشرين الأول الماضي.
وعوض عن أن يكون الميدان هو الساحة الطبيعية للحرب، ذهب العدوان الإسرائيلي إلى ما هو أبعد وفيه خرق لكلّ الأعراف والتقاليد الديبلوماسية، والمعاهدات الدولية، فكان أن ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، في عمل جبان يندرج ضمن حال التخبّط الذي يعيشه الكيان المؤقت، متوخياً من تلك الأعمال الجبانة جرّ المنطقة إلى حرب كبرى علّها تخرجه من قمقم الخسارة المعنوية الكبيرة التي مُني بها منذ طوفان الأقصى وحتى اليوم.
في حين أنّ المقاومة على اختلاف جبهاتها لا تزال متماسكة ومتراصة ولم تعطه الفرصة بأن يخرج ولو بإنجاز بسيط يستطيع من خلاله بث الأمل والثقة والطمأنينة في صفوف مستوطنيه الذين غادروا المستوطنات من الشمال ومن الجنوب، ولم يعودوا إليها حتى الآن، هذا عدا عن المأزق الكبير الذي يواجهه في الشارع الإسرائيلي عند عائلات الأسرى، وما يقومون به من تحركات وتظاهرات داعية إلى استقالة الحكومة ومحاسبة نتنياهو، بعدما باءت كلّ المفاوضات لإطلاق سراحهم بالفشل، وقتل منهم العديد بسبب الضربات الهستيرية على قطاع غزة، في سابقة لا مثيل لها، وهي إنْ دلت على شيء فإنها تدلّ على فقدان ذلك الكيان صوابه وسيطرته في الالتزام بقواعد الاشتباك، فجعل من غزة وجنوب لبنان وسورية، ساحة واحدة يكيل فيها كلّ ما تنطوي عليه عقيدة القتل والتدمير في الحجر والبشر، دون أيّ مانع أو رادع، بل وحدها زنود المقاومين من مختلف الجبهات تدكّ تحصيناته وعسكره، وتحقق الإصابات المؤكدة في صفوف عديده وعتاده، وهو ما لا يعلنه أمام الرأي العام خوفاً من تفكك جبهته الداخلية.
الحرب لا تزال مستمرة، والحساب مع العدو مفتوح ليدفع ثمن كلّ اعتداءاته، بعدما أمعن في توسيع رقعة الاشتباك والذهاب إلى الأمام في استفزازاته، وهذا ما يتمّ العمل عليه، من أجل ثنيه عن استباحة الأرواح والممتلكات، وردّه عن غيّه وضلاله، وبالتأكيد سيكون الردّ حاسماً ويعيد تحجيم ذلك العدو المختال، ومن يقف وراءه، وهذا ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات ومفاجآت…