مواقف أشادَت بعمليّة «الوعد الصادق» الإيرانيّة النوعيّة ضدَّ الكيان الغاصب: تؤسِّسُ لمرحلةٍ جديدة على مستوى القضيّة الفلسطينيّة والصراع مع العدوّ
أشادَت أحزاب وقوى وطنيّة وقوميّة بعمليّة «الوعد الصادق» الإيرانيّة التي أغرَقت الكيان الصهيونيّ الغاصب في فلسطين المحتلّة بمئات المسيّرات والصواريخ ليل أول من أمس، ردّاً على العدوان «الإسرائيليّ» الوحشّي على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق، مؤكّدةً أنَّ الأهدافَ السياسيّة والإستراتيجيّة بعيدة المدى لهذا التطوّر الكبير، ستظهرُ تباعاً ومع الوقت وسوف تؤسِّس لمرحلةٍ جديدة على مستوى القضيّة الفلسطينيّة والصراع مع العدوّ.
وفي هذا السياق، أكّدَ النائب ملحم الحجيري أنَّ «الردَّ الإيرانيّ، وبكلِّ حزمٍ وجرأة، واستهداف الكيان الغاصب بمئات المسيّرات والصواريخ، هو تطوّرٌ تاريخيٌ وإستراتيجيٌّ، ليس فقط لأنّه وجّهَ صفعةً موجعة للعدوّ، إنّما أيضاً لأنَّه حدثٌ مفصليٌّ أطاحَ قواعدَ اشتباكٍ كانت قائمة وأسَّسَ لمرحلةٍ جديدةٍ من الصراع مع هذا العدوّ».
وتوجّهَ حزبُ الله بـ”التبريك والتهنئة لقيادة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وشعبها المجاهد على الهجوم النوعيّ وغير المسبوق باستهداف كيان العدوّ الظالم والمعتدي”، مشيداً بـ”القرار الشُجاع والحكيم بالردِّ الحازمِ على العدوان الصهيونيّ على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق”.
ورأى في بيان أنَّ “الجمهوريّة الإسلاميّة مارسَت حقّها الطبيعيّ والقانونيّ بالرغم من التهديد والتهويل والضغوط، ونفّذت وعدَها الصادق بشجاعةٍ منقطعة النظير وحكمةٍ كبيرةٍ متعالية وتقديرٍ رفيع للموقف على مستوى المنطقة برمّتها، بل وعلى مستوى العالم”.
وأكّدَ أنَّ “العمليّة حقّقت أهدافها العسكريّة المحدَّدة بدقّة، على الرغم من مشاركة الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين وأدواتها الإقليميين في ردِّ الهجوم الصاعق، غيرَ أنَّ الأهدافَ السياسيّة والإستراتيجيّة بعيدة المدى لهذا التطوّر الكبير، ستظهر تباعاً ومع الوقت وسوف تؤسِّس لمرحلةٍ جديدة على مستوى القضيّة الفلسطينيّة برمّتها وعلى مستوى الصراع التاريخيّ مع هذا العدوّ في طريق الانتصار الحتميّ لأمّتنا وللشعب الفلسطينيّ المقاوم والمظلوم”.
بدوره، رأى المنسِّق العام لـ”تجمُّع اللجان والروابط الشعبيّة” معن بشّور، أنَّ “إيران قد التزمت بوعد قادتها، وعلى رأسهم الإمام علي خامنئيّ بالردِّ على جريمة اغتيال قادة الحرس الثوريّ الإيرانيّ في القنصليّة الإيرانيّة في المزّة بدمشق، ولقد جاءت هذه العمليّة التي قام بها حرس الثورة الإيرانيّ لتردَّ أيضاً على كلَّ محاولات التشكيك بقدرة إيران، ناهيكَ برغبتها بالردِّ على الكيان الصهيونيّ”.
واعتبر أنّه “مهما حاولت تلّ أبيب، ومعها واشنطن، التقليل من نتائج هذه العمليّة، فإنَّ أحداً لا يستطيعُ أن ينكرَ أنَّ العمليّة العسكريّة الإيرانيّة قد أغرَقت أجواءَ الكيان بالمسيَّرات والصواريخ لساعاتٍ عدّة، وأنَّها أثارت ذعراً ورعباً في قلوب أهل الكيان الغاصب، وأنَّها نجحَت في الوصولِ إلى أهدافها، ولا سيّما تلك المتصلة بجريمة المزّة في دمشق، ولقد أثبتَت هذه العمليّة أنَّ الجمهوريّة الإسلاميّة نجحَت، رغم ما تعرّضَت له من حصار وحروب وفتن على مدى 45 عاماً، في بناء ترسانة عسكريّة مهمّة ومتطوّرة”.
وشدّدَ على أنَّ “عمليّة الوعد الصادق قد أطلقت معادلة جديدة في الصراع بين الجمهوريّة الإسلاميّة والكيان الصهيونيّ تقومُ على أنَّ الردَّ على أيّ اعتداء صهيونيّ على إيران سيأتي من داخل الجمهوريّة الإسلاميّة وليس عبرَ حلفاء طهران في محور المقاومة”.
ورأى أنّ عمليّة الوعد الصادق الإيرانيّة التاريخيّة أتَت استكمالاً لعمليّة طوفان الأقصى التاريخيّة “وينبغي استثمار إيجابيّاتها لصالح وقف حرب الإبادة الجماعيّة على الأهل في غزّة وعموم فلسطين، ولتحرير القدس والأقصى وسائر المقدَّسات في أرضنا المحتلّة والتي كان لمرور الصواريخ والمسيّرات الإيرانيّة فوقَ القدس المحتلّة دلالة رمزيّة ومعنويّة كبيرة. فألفُ تحيّة لعمليّة الوعد الصادق وقادتها وفرسانها، والنصر حتميّ للأمّة”.
وأكّدَ نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الشيخ علي الخطيب، أنَّ “الردَّ الإيرانيَّ على العدوان الإسرائيليّ على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق حقٌّ طبيعيٌّ لإيران التي أثبتت أنّها دولة قويّة غير مرتهَنة لا تفرّط في حقوقها، تدافع بعزّة وقوّة عن كرامة الأمّة وشعوبها، وسيادتها الوطنيّة مهما بلغت التضحيات”، آملاً أن يتعظّ قادة الكيان الصهيونيّ، “فهم جسمٌ غريبٌ في هذه المنطقة ولا مستقبل لهم فيها”.
من جهّته، رأى المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنَّ “إسرائيل العظَمة باتت تحت أقدامِ إيران والحقيقة الثابتة إستراتيجيّاً الآن هي أنّ كرامةَ شعوب وكيانات الشرق الأوسط بما في ذلك فلسطين، تبدأ من طهران، فقط من طهران”.
أضافَ “كمفتاحٍ ثابتٍ للشرق الأوسط الجديد أقول: مع الحساب الإيرانيّ المدوّي بدقائق فقط بدا الكيان الصهيونيّ مجرّد نمر من ورق فيما انكشف الجيش الأميركيّ والجيوش الأوروبيّة المرابطة عن أسوأ فشل في تاريخها، وبدَت حكومة واشنطن الإرهابيّة وغالبيّة العواصم الأوروبيّة وبعض الدول العربيّة التي شاركت بأنظمة دفاعها المستميت عن تلّ أبيب مجرّد جثث متحلّلة عفا عليها الزمان، فقط إيران بدَت مركز قوّة الشرق الأوسط الجديد، ومعها بدَت إسرائيل وأمنها تحت أقدام إيران”.
ورأى “المؤتمرُ الشعبيّ اللبنانيّ” أنَّ “مستقبل الكيان المصطَنع الذي يعيش على الدعم الأميركيّ والغربيّ العنصريّ اللامحدود، سيكون قاتماً بلا أدنى شكّ، وأنَّ ما تشهده فلسطين والمنطقة من مقاومة باسلة في غزّة ولبنان وساحات أخرى إقليميّة ودوليّة، سيؤسِّس لعصرٍ جديدٍ لن يكونَ فيه القرار للهيمنة الأميركيّة ولا للإجرام الصهيونيّ، وأنَّ نظريّة الأمن التي قام عليها الكيان الصهيونيّ العام 1948 انتهت إلى غير رجعة، ما يضعُ استمرار هذا الكيان الغريب عن المنطقة وأهلها على طريق الزوال الحتميّ”.
وباركَ رئيس حركة “الإصلاح والوحدة” الشيخ الدكتور ماهر عبد الرزّاق، عمليّة “الوعد الصادق” وقال “كانت ليلة مباركة من ليالي الفخر والاعتزاز الذي يدق فيها الكيان الصهيونيّ ويمطر بالصواريخ والمسيّرات”. ودعا كلّ الدول العربيّة والإسلاميّة إلى “رصِّ الصفوف والعمل مع الجمهوريّة الإسلاميّة لمواجهة أعداء الأمّة والوقوف في وجه الإجرام الصهيونيّ والأميركيّ ونصرة قضايا الأمّة المحقّة، ومنها غزّة وتحرير القدس وكلّ فلسطين”.
وحيّت القيادة المشتركة لـ”الحزب الديمقراطيّ الشعبيّ” و”حزب العمل الاشتراكيّ العربيّ – لبنان”، في بيان، قيادة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وشعبها وقوّاتها المسلّحة على “القرار الجريء والفعل الثوريّ بضرب العمق الصهيونيّ ومنشآته العسكريّة الإستراتيجيّة”، معتبرةً أنَّ “الصمودَ الأسطوريّ الفلسطينيّ وإسنادَ جبهات المقاومة في لبنان والعراق واليمن والضربة الإستراتيجيّة الإيرانيّة، أرسيا معادلات جديدة في الصراع العربيّ الصهيونيّ لمصلحة قوى المقاومة، وكشفا هشاشة الكيان وفقدانه قدرة الردع وعجزه عن حماية نفسه ما استدعى تدخّلَ الولايات المتحدة الأميركيّة والغرب الأطلسيّ في السابع من أكتوبر للدفاع عنه وحمايته ومنع سقوطه”.
بدورها، باركت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون “الإسرائيليّة” يحيى سكاف عمليّة “الوعد الصادق”، معتبرةً أنَّ “التاريخَ سيكتبُ بأحرفٍ من العزّ والفخر عن صواريخ ومسيّرات الجمهوريّة الإسلاميّة التي قطعت ملايين الأمتار لتصل إلى فلسطين المحتلّة، أما من أطلقَ صواريخَ العار التي خرجت من بعض الدول العربيّة لتصدَّ المسيّرات و الصواريخ الإيرانيّة لمنعها من الوصول إلى الكيان الصهيونيّ، فهؤلاء إلى مزابل التاريخ”.
وأكّدَت اللجنة أنَّ “ما حصلَ هو جزءٌ من الحرب المفتوحة مع الكيان الصهيونيّ وداعميه، الذين وقفوا بالأمس إلى جانبه بمواجهة محور المقاومة الذي سيزدادُ كلّ أطرافه إصراراً أكثر من أيّ وقت على التمسّك بتحقيق الانتصار وهزيمة المشروع الأميركيّ – الصهيونيّ في المنطقة”.