طيور أبابيل في سماء فلسطين ووجوه مُكفهرّة على بعض الشاشات!
} محمود شرقاوي*
لم تكن ليلة السبت ـ الأحد من نهاية الاسبوع كغيرها من الليالي.
فهذه الليلة لم تضِئها مفرقعات بكين بمناسبة حلول رأس السنة.
ولم تكن شاشات التلفزة مزدحمة بالمهرّجين الذين ملأوا قنواتها منذ ايام بالعنتريات، ومن خلفهم أجساد تصفّق لفارس ونديم ووليد بأن اطمئِنّوا فالمارد لن يردّ .
لقد كانت هذه الليلة ليلة لرجالات طوفان الأحرار الذين أخذوا على عاتقهم انّ للميدان رجالاً إذا ما أرادوا أراد…
لم يكن أصغر العقلاء ناكراً بأنّ إيران سوف تردّ… والردّ سوف يكون منطلقاً من أرض الجمهورية الإسلامية، لكن الخلاف كان على أين وكيف ومتى؟
ومن على شاشات التلفزة المتنوّعة في لبنان كان بعض “أزلام إسرائيل” يعرفون في قرارة أنفسهم أنّ الردّ آتٍ، ولكن ربما بدعواتهم لصنمهم يستجيب لهم بإعراضها عن الردّ، ولم يتركوا شاشة أو زاوية على الهواء إلا بخسوا ووهنوا لكلام القيادات في إيران عن حتمية الردّ.
ومما لا شك في يقينه أنّ إيران لم ولن ترى ما هو دون «إسرائيل» وأميركا في منازلتها هذه، إلا أنّ البلاء كان متربصاً على شاشاتنا في لبنان وكأننا نعاقَب لمجرد وجودنا مع هذه الطبقة التي وللأسف لا ترى أبعد من شاطئ بحرنا المتوسط.
فـ بنداء يا رسول الله/ يا رسول الله .
كانت هذه الليلة مزيّنة بأجمل الطيور كطيور أبابيل التي حلّقت من هناك، من أرض غريب الغرباء لتشعل سماء القدس بالعزة والكرامة.
هذه الكرامة التي فُقدت لدى البعض، منذ زمن طويل منذ تخلى من يدّعي العروبة عن أرض فلسطين.
زهزهت الصواريخ ورقصت في السماء وأشعلت حصون الأعداء في الارض المغتصبة على وقع زغردات أمهات الشهداء وتكبيرات المقاومين وتهليل أيتام فلسطين .
لقد كان لهذه الصواريخ مفعول مزدوج، فبينما كانت الأهازيج والأفراح تتعالى بين أحرار الأمة، كانت هذه الصواريخ نفسها تنزل كالحمم على قلوب «أزلام إسرائيل» ممن يدّعون الإنسانيه والعروبة الزائفة!
وما لا يمكنني نكرانه أنا نفسي حيث لم أتمالك نفسي من نوبات الضحك المتتالية على زعيق أصحاب الوجوه المكفهرّة ونعيقهم وكلامهم عن هذه الليلة التي شبّهوها بالمسرحية…!
نعم هي مسرحية كتلك التي كان نجمها الفنان عادل إمام، هي مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»،
ومما لا شك فيه بعد هذا العز الذي زيّن سماءنا ليل السبت ـ الأحد، أقول لهؤلاء الأقزام: ليس أمامكم إلا حلّ واحد، هو الذهاب الى الأمم المتحدة للشكوى هناك على استعمال هذا المارد الشجاع لسماء بلدنا في قصفه لربيبتكم «إسرائيل» لعلّ الشكوى مع البكاء تنفعكم…
*ناشط إعلامي