«الطائفية تقتل حاملها قبل أن تقتل الآخر» (سعاده)

‭}‬ جابر جابر

تلهج الأحاديث بكلّ الذين تلتقيهم بعبارة «تنذكر ما تنعاد»…
والمفارقة أننا نتذكر ومرّ الذكرى محفور في عميق العظام،
محفور على طيّات الشرايين
على جرح من فقد يده أو قدمه أو عينه،
على ذكر من فقدوا بكاملهم،
في مجازر جمعتهم وصبغتهم بألوان مطيّفة،
محفورة على المعابر
على الشظايا.
في البناء في الحناجر،
محفورة على شوارع بلد هشّ
على فقدان الحياة،
على ضياع القوت والغذاء والصحة ،
على ضياع الحلم،
محفورة على حصار قاتم،
على صواعق تنتحل ربطات عنق،
على قوم فواجر،
محفورة وكأنها القانون،
كأنها الحرف،
كأنها آلام وُجدت دون قيامة،
وجدت لتُعاش
لتتكرّر لنموت معها ميتات وميتات
لنحيا القبور في الأنفاس،
ضبضوا مواسم موتكم
إنه زمن الانتخابات
ااعيدوا المواقع
الصواعق المدافع
في بلد قد مات
امشوا جنازات
ذللوا ذيول خيباتكم
واذكروهم اسمعوهم أعيدوهم
فقد اعتدتم الموت ذاته،
إنما رفقاً بالجملة
غيّروها،
فأنتم تذكرون جيداً
تتألّمون جيداً…
تموتون
وتحرصون على نفس الأداء لـ «تنعاد»…