أين العالم «المتمدّن» من جرائم الصهاينة الفظيعة؟
} عمر عبد القادر غندور*
شاهد العالم «المتمدّن» بلا مبالاة المقبرة المستحدثة في ساحة مستشفى الشفاء في غزة، حيث أعدمت «إسرائيل» 400 شهيد وجريح دفنتهم «الدولة» التي تحظى برعاية العالم الغربي «المتمدّن» وهي المقبرة الأولى المعلن عنها!
ويبدو واضحاً من بعض الجثث أنّ إصابات كانت قد لحقت بهم قبل أن تقتحم قوات الجيش الصهيوني وتجهز عليهم وتدفنهم وكأنهم أدوات ونفايات وحطام منازل. وقد نشر تلفزيون «الميادين» مشاهد المقبرة التي ظهرت فيها الأشلاء والجثث المقطّعة! وكان المرصد الأوروبي المتوسطي أشار إلى وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض او قتلى في مقابر جماعية عشوائية من ضحايا السجون والمعتقلات «الإسرائيلية».
ولا تزال المشاهد التي تبثها وسائل الإعلام الغربية «المتمدّنة» ماثلة أمام أعيننا ونحن نشاهد استنفاراً لقوى أمنية قطعت الطرقات لإنقاذ هرّة أو كلب سقط في حفرة للمجاري! وكيف تهلل الجماهير فرحاً بإنقاذ هرّة أو كلب أو أيّ مخلوق ضائع بينما قتل آلاف الفلسطينيين من بني البشر ينتزعهم الصهاينة من أسرّتهم في المستشفيات والمعتقلات ويقتلونهم بدم بارد ويدفنونهم أحياء فيما العالم يتفرّج ويتأسّف في أحسن الحالات! ويواصل دعمه بالسلاح وأحدث التقنيات والأموال لشذاذ الآفاق في فلسطين المذبوحة!
نحن نعلم وأيضاً يعلم الغرب الذي يمدّ «إسرائيل» بأسباب البقاء (حتى الآن) انّ النزعة اليهودية المتطرفة كشعب مختار حلّت فيه قداسة الإله، بينما الأغيار و»الغوييم» من غير اليهود وهم الشعوب المسيحية والإسلامية التي تقع خارج دائرة القداسة، وهؤلاء في نظر التلموديين مجرد مخلوقات ساقطة يجب على اليهودي ان يستخدمهم كعبيد وأُجراء لا كرامة لهم!
وتقول الباحثة «الإسرائيلية» يتسكا هارتي في حديث الى هيئة الإذاعة الإسرائيلية «كان» انّ تقليد بصق اليهود على المسيحيين تعود جذوره الى القرون الوسطى، وكان مبرّره آنذاك الانتقام من الاضطهاد الذي مارسه رجال الدين المسيحيون ضدّ اليهود في أوروبا، وهو أسلوب رجال الدين ضدّ اليهود في أوروبا وهو سلوك يتبعه الأطفال والشبان والرجال والنساء من اليهود الذين أمطروا المسيحيين خلال مرورهم من أمام حائط المبكى في القدس المقدسة عند المسيحيين والمسلمين كونها حاضنة كنيسة المهد ومسرى رسول الله إلى المسجد الأقصى المبارك.
وما يمارسه الجيش الصهيوني في غزة وكلّ فلسطين هو «فعل قناعة دينية» للمنحرفين والخارجين على رسالة موسى تصديقاً لقوله تعالى: «لَقَد أَخَذنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسرَاءِيلَ وَأَرسَلنَا إِلَيهِم رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُم رَسُولُ بِمَا لَا تَهوَى أَنفُسُهُم فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقاتُلُونَ (70) المائدة».
ليس بالضرورة ان يكون كلّ اليهود على شاكلة هؤلاء المتعصّبين والمنحرفين عن نهج موسى بدليل قوله تعالى: «وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) الاعراف»، ومن هؤلاء اليهود أولئك الذين نظموا أو شاركوا في تظاهرات شاجبة مندّدة بجرائم وخزي الصهاينة في فلسطين.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي