وفودٌ زارت السفارة الإيرانية مباركة بعمليّة «الوعد الصادق»
أماني: إذا أخطأ العدوّ الحسابَ سيكونُ ردُّنا أقوى وأسرع وأوسع
الحسنية: الردّ الإيراني أرسى معادلة جديدة مرتكزها الردّ المضاعف على أيّ عدوان صهيوني
استقبلَ سفيرُ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان مجتبى أماني، في مقر السفارة الإيرانيّة في بئر حسن، وفوداً مبارِكة بعمليّة «الوعد الصادق» التي استهدَفت الكيان الصهيونيّ، حيث التقى الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة والإسلاميّة والفصائل الفلسطينيّة، وقد مثّل الحزب السوري القومي الاجتماعي وفد برئاسة نائب رئيس الحزب – رئيس مجلس العمُد وائل الحسنية، وعميدي الداخلية والإعلام رامي قمر ومعن حمية.
وقالَ أماني «لقد ردّت إيران على جريمة الكيان الصهيونيّ باستهداف سفارتها في دمشق، ولم نسمع من المنظّمات الدولية أيَّ كلام أو تصريح استنكاراً لما فعله هذا الكيان غير الشرعيّ، لقد اتخذنا قرارَنا وبعد دراسات قرّرنا إطلاق المسيّرات والصواريخ بأهدافً محدَّدة ودقيقة».
أضاف «إسرائيل وجبهة الاستكبار حاولا منع وصول هذه المسيَّرات والصواريخ إلى أجواء فلسطين المحتلّة وأقاموا حملة دعائيّة لهذا الغرض، لكنَّ مسيَّراتنا وصواريخنا وصلت إلى سماء فلسطين المحتلّة، ما سبَّب فرحةً كبيرة لدى الشعب الفلسطينيّ في الضفّة وغزّة والخليل وكلّ فلسطينيي الداخل والشعوب الأخرى».
وأكّدَ أنَّ «المنطقة ستكون في أمان أكثر من بعد عمليّة الوعد الصادق»، لافتاً إلى أنَّ «ما حصلَ هو انتصارٌ حقيقيّ له تأثيراته بعضها نعلمه وبعضها الآخر لا نعلمه، وهذا التأثير مهم جدّاً»، وقال «إسرائيل في حربها على غزّة لم تصل بعد ستة أشهر إلى أيّ نتيجة، والآن هذا الهجوم سيضعها في مكان مأزق أكبر».
وتابعَ «الكيان الصهيونيّ يتحدّث عن ردّ، هم جرّبونا ونحن جربناهم، لقد فهمنا أنّه إذا توحَّدت 10 دول مع الكيان الصهيونيّ بكلّ قدراتهم وإمكاناتهم لمنع صواريخنا من الوصول إلى هدفها لكنها وصلت، وهذا يفيدنا بالردّ على أيّ اعتداء آخر. وهنا نقول إنّه إذا أخطأ الكيان الصهيونيّ الحسابَ، فإنَّ ردّنا عليه سيكون هذه المرّة أقوى وأسرع وأوسع».
وختم «هناك حربٌ نفسيّة إسرائيليّة ضدَّ دول المنطقة بما فيها لبنان، فإسرائيل تريد أن تغيّر جوَّ الفرح والنصر إلى جو اليأس والخوف وانعدام الأمن. لكن في لبنان هناك هذه المعادلة الثلاثيّة الذهبية المؤلّفة من الشعب والجيش والمقاومة التي تحمي البلد، وإنَّ استدراج لبنان إلى الحرب هو مخطّط صهيونيّ يُريد تخويف الشعب اللبنانيّ وشعوب المنطقة».
نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ـ رئيس مجلس العمُد وائل الحسنية، أكد أنّ الردّ الإيراني على الهجوم الصهيوني الغادر الذي استهدف قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، واستشهاد عدد من قادة الحرس الثوري، هو ردّ مشروع، وقد أرسى معادلة جديدة، مرتكزها الردّ المضاعف على أيّ عدوان صهيوني يستهدف مقرات أو قادة ايرانيين، وتأكيد على اسناد مقاومة شعبنا ضدّ الاحتلال والإرهاب.
وحيا الحسنية الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرشداً ورئيساً وقيادة وشعباً وحرساً ثورياً، مؤكداً أننا نحفظ لإيران وقوفها إلى جانب فلسطين ومقاومة شعبنا، في حين أنّ معظم الأنظمة العربية تخلت عن فلسطين وتقف متفرّجة على إبادة أهلنا في غزة والضفة وكلّ فلسطين.
وأكد التمسك بخيار المقاومة سبيلاً لردع العدوانية الصهيونية.
بدوره، قال الوزير السابق محمود قماطي «المعتدى عليه يحترم القانون الدوليّ، ويعطي خبراً عن موعده بالردّ قبل أيّام وقبل ساعات احتراماً للقانون الدوليّ، العالم المتغطرِس يقفُ إلى جانب المعتدي، من يحترم القانون يقف العالم ضدَّه أما من يخترق وينتهكُ كلَّ شيء والإنسانيّة يقف هذا العالم المتغطرِس إلى جانبه».
وتابعَ «اليوم الانقلاب الحقيقيّ الذي حصل أنّ في غزّة رأوا أنَّ هناك دولة تدعمهم بالمواجهة العسكريّة وقد شاهدنا فرحة الشعب الفلسطينيّ. إن عصراً جديداً قد افتُتح وقد افتَتحت الجمهوريّة الإسلاميّة مواجهات جديدة. هنيئاً للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، حكومةً وشعباً وقيادة».
من جهّته، أشارَ عضو المكتب السياسيّ في حركة «أمل» محمد جباوي إلى كلمة الرئيس نبيه برّي الذي قال «إنَّ تأنيبكم للكيان الصهيونيّ في ردّكم على عدوانه إنمّا غيّرَ قواعدَ الاشتباك في المنطقة، حيثُ إنَّ هذه المعادلة الجديدة لا بدَّ ستفرض منهجيّة قويّة للمستقبل القريب بإتجاه تحرير إنساننا وأوطاننا وفلسطيننا».
وقال ممثّل حركة «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي «نحنُ كفلسطينيين نقدّر هذه الخطوة ونأمل أن تشكّلَ دفعاً لمعركة طوفان الأقصى، بما يؤدّي إلى وقف العدوان ضمن شروط المقاومة ونبني عليها وصولاً إلى التحرير»، معتبراً «أنَّ هذه الضربة الإيرانيّة نقلتنا نقلةً نوعيّةً في الصراع مع العدوّ».
أمّا الوزير السابق وئام وهّاب، فأكّدَ أنَّ إيران نقلت الصراع إلى مكان غير مسبوق وأصبح وضعُ الكيان «الإسرائيليّ» على المُفترَق.
أضاف «قبل الضربة غير ما بعدها، الواقع الجديد لا يستطيع أحدٌ تغييره وإذا تغيّر سيتغيّر لمنحى إيجابيّ. أصبحت إسرائيل أمام خيارين: الأول أن تستسلم للواقع والثاني أن تذهبَ للجنون أكثر والنتيجة واحدة في الخيارين».
بدوره، قال منسّق «جبهة العمل الإسلاميّ» الشيخ زهير جعيد «شكراً إيران ليس فقط من هذه الضربة. شكراً لإيران من لحظة انتصار الثورة، عندما أتى الحرس الثوريّ ليقدّم الدعمَ لشباب حزب الله. كلّنا أصبحنا فلسطينيي الدم والانتماء باسم أطفال غزّة ونسائها وشيوخها الذين رأينا الفرحة بعيونهم منذ 7 أكتوبر ويزغردون فرحاً في التبريك بالردّ الإيرانيّ على العدوان».
من جهّته، قال رئيس مجلس الأمناء في «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ غازي حنينة «كان الردّ المزلزل لإيران في ليلة الأحد الماضي، عندما انطلقت الصواريخ والمسيّرات بإتجاه الأراضي الفلسطينيّة المحتلة لتسجل في تاريخ القضيّة الفلسطينيّة ومنذ تأسيس الكيان أنّه لأول مرّة تتساقط الصواريخ في أرض فلسطين المحتلّة، في داخل الكيان وتزلزل أركانه، وعادت الوحدة بأكبر وبأهمّ تجلياتها. إنَّ هذا المكسب هو الطريق الوحيد بإتجاه تحرير كامل فلسطين، الوحدة هي طريق التحرير، والعدو لن يألوَ جهداً في القابل من الأيّام، في العمل على ضرب هذه الوحدة».