مقالات وآراء

أهمية ودلالات العملية المركبة في عرب العرامشة…

‬ رنا العفيف

اختيار التوقيت من قبل قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان بالهجوم المركب في عرب العرامشة، تأكيد واضح وصريح لرسالة سياسية وعسكرية وأمنية واستخبارية، لقيادة الاحتلال، ما أهمية هذه العملية من الناحية التكتيكية وما هي الطائرات الانقضاضية التي استخدمت في الهجوم؟
في عملية نوعية ودقيقة وحساسة لحزب الله ضدّ قيادة الاستطلاع العسكرية في الجليل الغربي، هجوم بالصواريخ والمُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة وإصابته إصابة مباشرة ووقوع أفراده بين قتيل وجريح،
اللافت في هذه العملية المركبة هو طريقة التنفيذ ونتائجها والإصابات التي حصلت وهي في تزايد، بالإضافة إلى ما يتمّ الحديث عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية بقولهم الأخطر منذ اندلاع الحرب والأبرز تفوّقاً في العنوان لهذه العملية هو العنوان الذي يحمل في طياته جوهر التفوّق العسكري والتكنلوجي لحزب الله، في سياق السردية نفسها حصل تطوراً استثنائياً في جنوب لبنان إذ ماهية هذه الخطوة في القفزة العسكرية تكمن في أهميتها من حيث التكتيك والتخطيط والكشف في معادلة الردع الاستراتيجي لحزب الله عن مواقع سرية للكيان كان يظنّ أنها محمية ويصعب على حزب الله اكتشافها، لا سيما أنّ العملية حصلت في منطقة حدودية مع لبنان لا تبعد ربما مئات الأمتار تقريباً، تمّ استهداف مركز قيادة الاستطلاع العسكري وهو مركز مستحدث، الأمر اللافت على كافة الأصعدة والذي بدأ يتكرّر في المرحلة الأخيرة من خلال الرصد والمتابعة وملاحقة الأهداف بشكل كامل ومنسق، وبالتالي نجحت المقاومة الإسلامية بهذا الأمر باقتدار يصعب على الكيان فكّ أيّ شيفرة عسكرية يستخدمها حزب الله في عملياته الموجهة ضدّ الاحتلال بالعموم.
أهمية العملية النوعية في التكتيك، هي أنها مركبة، ماذا يعني ذلك عسكرياً؟ تمّ استخدام صواريخ بركان بالإضافة إلى صواريخ موجهة على الكاميرا وطائرة مُسيّرة أبابيل، هذه المُسيّرة يمكن أن تحمل 45 كيلو غرام من المتفجرات وقد تكون طائرة ذات طابع عسكري تتجسّد بجسم واحد انتحاري ومُسيّر على اعتبار أنها مجهزة بكاميرا كهرضوئية تبث إلى محطة أرضية في الوقت الفعلي، أيّ قبل تنفيذ عملياتها، الميزة العسكرية في هذا الأمر هي أنه من النوادر أن تكون هناك مُسيّرات انقضاضية انتحارية وفي ذات الوقت تستعمل للرصد وتقنياتها عالية إذ تستعمل باتجاهين في نفس الوقت المحدّد للهدف وأغلب المُسيرات الانقضاضية اليوم التي بحوزة الترسانة العسكرية لحزب الله هي عنصر مفاجئ ستكون للإسرائيلي، اليوم المُسيّرة أبابيل دخلت قد يظهر لاحقاً مُسيّرة بعنوان آخر لها اختصاص معيّن وقد تكون مماثلة للمُسيّرة أبابيل ولكن بشكل متطور أكثر لطالما تحركت جبهة القطاع الغربي وبالتالي ترجمة هذا الإستهداف من الناحية الجيوسساسية والجيو استراتيجية وعسكرياً وأمنياً يكمن في خطورة ما هو آتٍ، إذ هذا الاستهداف النوعي هو نقطة مفصلية بعنوان عريض بالخط الأحمر على الإسرائيليين أن يقرأوه جيداً، لا سيما أنّ هذا يأتي ضمن سياق الضربة الإيرانية التاريخية وهــي لا تقــلّ أهمــية من الناحية العسكرية من حيث الهدف وهو نقــطة ارتكاز رئيسية أساسية لإدارة الجبهة وهنا نتكلم عن اســتطلاع ذات طابع عسكري عادة تكون في الخطوط الأمامية، بمعنى التكــتيك العسكري الاستطلاع العسكري له مهمات دفاعــية كما وأيضاً هجومية، جاءت اليوم هذه العملية لكي تضرب نقطة ارتكاز الإدارة العسكرية لهذا العدو وعلى هذه الجبهة وسط القطاع الغربي ويمكن ربطها في الميدان من ناحية خسارة الردع الاستراتيجي لهذا الكيان…
طبعاً تمّ استهداف المبنى والتجمعات عند إخلاء الجرحى والإصابات حتى اللحظة المعطيات عند وسائل الاعلام الإسرائيلية تتكلم عن أكثر من 18 إصابة في هذه العملية، هناك تعتيم إعلامي ولكن سيتحدث العدو عن الخسائر لاحقاً، وبالتالي بكلّ تأكيد لهذه العملية أهميتها من حيث طبيعة الحساسية إذ ستشكل منعطفاً مفصلياً وتحديداً على هذه الجبهة في القطاع الغربي بشكل مباشر، أتت في خضمّ عمليات الاغتيال التي نفذها الكيان الفاشي والنازي في المرحلة الأخيرة داخل العمق اللبناني،
وفي المحصلة هذه العملية قد تكون بداية تحوّل جديد إذ يأتي استكمالاً للإنجاز التاريخي التي حققته إيران في الضربة العسكرية رداً على العدوان الإسرائيلي على قنصليتها بدمشق نظراً للخطورة التي تكمن في استهداف المقاومة لمقر استخباري مستحدث واكتشافه من قبل المقاومة الإسلامية في لبنان، ما يشي بأنّ قدرات حزب الله عالية وبكامل اللياقة الجهوزية مع الرصد الدقيق هذا من جانب…
أيضاً التطور العسكري له بعد أمني واسع الطيف من ناحية استخدام الصواريخ والمُسيّرات وهو عملياً وفعلياً رسالة واضحة للقدرات العسكرية مع دخول مُسيّرة جديدة في المعركة تحمل اسم «الماس» وهي أكثر تطوراً وحداثة لها مهمات عسكرية جيو استخبارية في تنفيذ أيّ هدف والإسرائيلي من الإشارة يفهم وإنْ لم يفهم عليه أن يضع في حساباته ما ينتظره إنْ حاول التصعيد على جبهة الجنوب لمجرد محاولته في مسألة الردّ على ما تعرّض له من ضربة عسكرية أصابت في مقتل، أيّ حطم صورة الجيش الذي لا يُقهر يمكن بالتالي القول إنّ ردع القرار التي حطمته طهران بمهاجمة «إسرائيل» وخسارته للردع الاستراتيجي بدأ ملامحه يظهر بشكل جلي على الصعيد السياسي والعسكري وكأنّ الأمر يبدو أنّ ما بعد الضربة الإيرانية ليس كما قبلها ضمن نتائج معركة طوفان الأقصى وسط حرب الإبادة الإسرائيلية وصمود المقاومة الفلسطينية مقابل ذلك، والمفاجآت تتوارد لدى فصائل المقاومة على الصعيد التفوّق العسكري في سياق هذه الحرب لها فعالية وتغطية في اختيار الهدف ما لم يكن لها وظائف متعددة في آن واحد والمضمون في هذا الأمر يبعث رسائل جمة للإسرائيلي الذي كان يعتبر أنّ أماكنه العسكرية محصّنة جيداً ومحمية إلا أنّ حقيقة الأمر والواقع أنها اليوم غير محمية بواسطة هذه الصواريخ والترسانة العسكرية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى