200 يوم على الطوفان والكيان يغرق… والتسونامي الإيراني يجتاح قوة الردع/ استقالة رئيس المخابرات العسكرية تنذر بدومينو تفكّك المؤسسة الأمنية والعسكرية/ الضفة تشتعل والمقاومة العراقيّة تستأنف ضرب الأميركيين… ومرحلة جديدة
كتب المحرّر السياسيّ
لم يمر بخيال أحد احتمال أن ندخل في حرب مئتي يوم وأكثر، والعدّاد يسجل المزيد، وتكون قوى المقاومة في غزة قادرة على مواصلة القتال بينما جيش الاحتلال المصنّف بين الأقوى عالمياً، يلهث وراءها ويتهالك، ويعجز عن تحقيق صورة نصر واحدة. ويحدث هذا بعد أن نفذت المقاومة عملاً تاريخياً بحجم طوفان الأقصى الذي أسقط قدرة الدرع وصورة الجيش الذي لا يُقهر. ورغم قسوة المشاهد التي تأتي عن معاناة أهل غزة وما لحق بمساكنهم ومنشآتهم من دمار وما لحقهم من تشريد وقتل وتجويع، وحجم الخسائر البشريّة في صفوفهم خصوصاً من النساء والأطفال، فإن هذه التضحيات التي يقدمها أهل غزة، وهم يفتخرون بها علامة على قرارهم المساند لمقاومتهم حتى تحقيق النصر أو الاستشهاد، كما يصرّحون، فيسقطون خطط الاحتلال لتحويلهم قوة ضغط على المقاومة بفعل الدماء والدمار. لكن هذا الدمار والقتل بقيا الإنجاز الوحيد لجيش الاحتلال، وقد بلغت الآثار المترتبة على صورة جيش الاحتلال بسببها صورة الجيش القاتل المجرم، كما تردّد كل شوارع العالم، وفي مقدمتها الشارع الأميركي. وكان من نتائج هذه الصورة سقوط السرديّة الصهيونية للقضية الفلسطينية وتفوّق السردية الفلسطينية عليها عالمياً.
الطوفان الذي أغرق الكيان ولا يزال دفع بقياداته المتهوّرة إلى التحرش بإيران أملاً بحرب أميركية إيرانية يربطون بها مصير حربهم، فكان التسونامي الإيراني الذي أكمل مفاعيل الطوفان وأطاح بما بقي من قوة الرد، ليس لدى الكيان فقط، بل لدى راعيه الأميركيّ، الذي كان اللاعب المحوريّ في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانيّة التي استهدفت الكيان، ودخلت المنطقة مع التسونامي ومفاعيل الطوفان مرحلة جديدة، معلنة سقوط الزمن الإسرائيلي في المنطقة.
من أول تداعيات الطوفان والتسونامي على داخل الكيان، في ظل الانشقاقات والتشتت والضياع والهجرة المعاكسة وسقوط الثقة بالجيش والأمن، بل بالقدرة على البقاء، جاءت استقالة رئيس المخابرات العسكرية الجنرال أهارون هاليفا، الذي فشل في توقع الطوفان، وتوقّع نجاح عملية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق دون رد إيراني. وتتحدث وسائل الإعلام في الكيان عن توقعات بتدحرج استقالات في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وصولاً الى مطالبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاستقالة باعتباره المسؤول الأول، وفقاً لصلاحياته عن كل إخفاق.
في جبهات المواجهة سجّلت تحوّلات توحي ببداية مرحلة جديدة، حيث خرجت الضفة الغربية إلى تصعيد عملياتها وخوض الاشتباك المفتوح مع قطعان المستوطنين، وقدّم مخيم نور شمس نموذجاً معبراً عن هذا التحوّل، فيما أعلنت المقاومة العراقيّة العودة الى عملياتها ضد قوات الاحتلال الأميركي بعدما علقتها لشهرين، إفساحاً في المجال للتفاوض الذي تجريه الحكومة العراقية مع قيادة القوات الأميركية. وفي بيان لكتائب حزب الله إعلان فشل زيارة رئيس الحكومة العراقي الى واشنطن في الحصول على التزام أميركي جدي بالانسحاب، وكانت عمليات أول أمس على القواعد الأميركية في حقل العمر في شرق سورية إشارة إلى وضع القرار موضع التنفيذ.
يفترض أن يجتمع سفراء مجموعة الخماسية قبل ظهر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة لوضعه في محصلة لقاءاتهم مع القوى السياسية. وتشير أوساط اللجنة إلى أنه لا يمكن الحديث حتى الساعة عن تقدّم في الملف الرئاسي، معتبرة أن اللقاءات تمحورت حول الوضع في البلد وكيفية مقاربة كل مكوّن للاستحقاق الرئاسيّ ربطاً بهواجسه، ولذلك فإن الجهد يجب أن ينصبّ على تبديد الهواجس، والحوار بين المكوّنات السياسية، وإن كان شكل الحوار لا يزال محل جدل.
وفيما الملف الرئاسي لا يزال يدور في حلقة مُفرغة لا تزال زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محل متابعة سياسية، وتقول مصادر متابعة إن اتفاقاً حصل خلال لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس ميقاتي على أن يرسل الاقتراح الفرنسي الجديد في الأيام المقبلة الى لبنان عبر ورقة فرنسية.
ووفق المعلومات، فإن هذا الورقة سوف تستند أكثر الى اتفاقية الهدنة وتفاهم نيسان والقرار الدولي 1701. وهنا تعتبر أوساط سياسية لـ”البناء” أن فرنسا تحاول كسب تأييد لورقتها الجديدة من مكونات أساسية في البلد لا سيما حزب الله. مع ذلك ترى الاوساط نفسها أن الورقة الفرنسية الجديدة تعتريها ثغرة تتصل بمدى التنسيق مع الإدارة الأميركية في هذا الشأن، لا سيما أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الذي يحتمل أن يزور لبنان لساعات، لا يزال يمسك بهذا الملف ويعتبر أن معالجة ملف الجنوب تتطلب تسوية كاملة متكاملة ويبدي اقتناعاً أن هذا الملف لا يمكن فصله عن ملف غزة.
وفيما يطرح انتشار الجيش في الجنوب من ضمن تنفيذ القرار الدولي 1701، فإن هذا الأمر يتطلب وفق مصادر متابعة لـ”البناء” انتشاراً لأكثر من 10000 عنصر من الجيش في الجنوب ضمن منطقة جنوب نهر الليطاني. وهذا يعني أن المؤسسة العسكرية تحتاج إلى تجنيد أكثر من 6000 جندي جديد. وهذا يتطلب دعماً من فرنسا والدول الصديقة والمجتمع الدولي وإلا ستبقى الأمور على ما هي عليه.
واجتمع رئيس الحكومة مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في السراي، وجرى عرض لنتائج الزيارة التي قام بها إلى فرنسا واجتماعه مع الرئيس الفرنسي. كما استقبل الرئيس ميقاتي نائب رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية هارفي سميث، الذي زار عين التينة أيضاً، بحضور السفير البريطاني هاميش كويل الذي يقوم بجولة في المنطقة. وجرى البحث في الوضع في جنوب لبنان وضرورة العمل على خفض التوتر ووقف إطلاق النار… أيضاً، استقبل الرئيس بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة قائد الجيش العماد جوزف عون العائد من باريس أيضاً، بحضور رئيس الأركان اللواء حسان عودة حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما الأمنية والميدانية منها.
وعشيّة المؤتمر الذي سيُعقد في بروكسل حول النزوح أواخر الشهر المقبل، يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضيّة الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وجال مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسّع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد، على القيادات اللبنانية فالتقى الرئيس بري، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وغادر عين التينة من دون الإدلاء بتصريح متوجهاً إلى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون، كما زار الوفد أيضاً السراي واجتمع مع الرئيس ميقاتي الذي أكد أن “على الاتحاد الأوروبي أن يغيّر سياسته في ما يتعلّق بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وأن تكون المساعدة موجّهة لتحقيق عودتهم الى بلادهم”.
وتؤكد مصادر سياسية لـ”البناء” أن رئيس الحكومة يسعى جاهداً لإحداث خرق في مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في أواخر شهر أيار المقبل، مشيرة إلى أن الضغط الأساسي الذي يراهن عليه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هو أن تتغير مقاربة الاتحاد الأوروبيّ حول المناطق الآمنة في سورية وان يعلن الاتحاد الأوروبي أن هناك مناطق كبيرة في سورية أصبحت آمنة وفق المعايير التي تعتمد لهذه المناطق، واعتبرت المصادر أن هذا الأمر لو حصل من شأنه ان ينهي تذرع مفوضية اللاجئين بأن لا مناطق آمنة في سورية وأن تقدّم المساعدات المالية للسوريين في بلدهم.
وليس بعيداً، استمعت لجنة الدفاع إلى المدير العام للأمن العام بالإنابة الذي طالب “بإحياء مذكرة التفاهم مع UNHCR عام 2003، ما يسمح لنا بتطبيق القوانين اللبنانية وعدم التنازع مع القوانين الدوليّة. واستمعت الى مدير المخابرات في الجيش ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللذين أكدا للجنة “أن الأمن في البلد ما زال ممسوكاً رغم كل الجرائم الخطيرة التي حصلت وستحصل”.
وغادر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين في الإدارة الأميركية للبحث في سبل تقديم المساعدة لقوى الأمن الداخلي لتعزيز المهام المنوطة بها.
ودعا رئيس مجلس النواب الى جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس لدرس اقتراحي القانونين المعجلين المكررين المدرجين على جدول الأعمال: 1- إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدّم من النائب جهاد الصمد. 2- اقتراح قانون معجّل مكرّر رامي إلى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوّعين المثبتين في الدفاع المدني.
وكشف الوزير السابق الياس المر أن “المحكمة الدولية أصدرت قراراً ظنياً بأن أفراداً من حزب الله حاولوا اغتيالي علماً أنني لا أثق بهذه المحكمة”. وأردف “لا أنصح النائب ميشال المر بالتحالف مع رئيس حزب القوات سمير جعجع، ولا أوافق على هذا التحالف كما أنني لا أثق برئيس حزب الكتائب سامي الجميل، أما التيار الوطني الحر فلا مشكلة لديّ معه”.
وأكد أن الوزير الراحل ميشال المر والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كانا بمثابة إخوة، فلا أعتقد أن إبن حافظ الأسد يقوم بتفجير إبن ميشال المر.
وأوضح بأن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو “الزعيم” رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والبلد بحاجة لزعيم وليس لرئيس فقط ومفهوم الزعيم هو الشهامة والجرأة والاستمرار بالتحالف، وهذه الصفات هي صفات سليمان فرنجية الذي يستطيع أن يقول لا حتى لحلفائه، واللواء الياس البيسري هو الأوفى ولديه قدرات عسكرية وأمنية كبيرة، ولكن هناك اتفاق بيننا أنه طالما فرنجية هو المرشّح نحن ندعمه ولن نتخلى عنه.