انطلاق فعاليات مهرجان الأورغن والموسيقى في سورية
انطلقت فعاليات «مهرجان الأورغن والموسيقى في سورية» على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون وذلك بالتعاون مع رهبانية اللاتين «حراسة الأرض المقدسة».
«ارتجالات» هو عنوان العرض الذي يقدم لأول مرة على خشبة مسرح الأوبرا، تعانقت من خلاله الإيقاعات مع أنغام عازف الأورغن والبيانو الإيطالي ماريو مارياني الذي جسّد فيها تخيلاته وأفكاره الموسيقية في حوارية مختلفة بين الأورغن والآلات الإيقاعية مع عازفي الإيقاع عمران أبو يحيى وشفيق ياغي وخلقت على وقعها لوحات راقصة قدّمها الراقصون بإشراف رهف الجابر بشكل حيّ على خشبة المسرح.
وسطع نجم عازف البيانو والأورغن الإيطالي مارياني كواحد من أهم المؤلفين الموسيقيين في عالم الموسيقى التصويرية للمسرح والسينما والتلفزيون ليستحق جائزة أوسكار ماركيجيانو عام 2014 لأفضل موسيقى ويعرف بنهجه الانتقائي والمثير فيتصوّر الآلة الموسيقية كاوركسترا تتحلّى بكيمياء غير اعتياديّة يندمج بها الملحن والعازف معاً.
ولم يقتصر إبداع مارياني على التأليف الموسيقي والعزف فقط بل استطاع في عام 2011 بناء مسرح خشبي صغير في قلب الغابة لإقامة مهرجان «ليبروديل مونتي نيرون» للاستدامة البيئية جمع فيه فنانين عالميين إلى جانب المحاضرات وورشات عمل ومشاريع وإصدار عدة ألبومات موسيقية خاصة به.
يُشار إلى أن مهرجان الأورغن الذي يُقام بنسخته الخامسة لهذا العام على مدى أربع حفلات بمشاركة عازفين لهم شهرة عالمية واسعة الطيف يعكس صورة حقيقيّة عن تمكّن الموسيقيين السوريين من امتلاك أدواتهم واستثمارها بحرفية وإتقان للاحتكاك مع موسيقيين على مستوى عالمي، بالرغم من اختيار برامج موسيقية منوعة وصعبة.
يذكر أن آلة الأورغن التي تعد كنزاً من كنوز دار الأسد هي آلة موسيقية تحتوي على أنابيب من المعدن والخشب ومضخة هواء توجد فيها عدة لوحات مفاتيح تختلف من آلة إلى أخرى فتتراوح بين لوحتين أو خمس لوحات مفاتيح حسب العصور التي مرّت بها، إضافة إلى هذه اللوحات توجد لوحة مفاتيح تسمى بالبدالات وتعزف بالأقدام أما الأنابيب المعدنية والخشبية فتختلف أقطارها وأطوالها من آلة إلى أخرى، ووظيفتها إخراج الصوت من فتحة في أسفل الأنبوب، وكل أنبوب يعطي انطباعاً لحنياً معيناً، وهناك ما يُدعى «الستوبات» يقوم من خلالها العازف بتغيير اللون اللحني للموسيقى، حسب طابع القطعة الموسيقية والعصر الذي كتبت خلاله، حيث ازدهرت موسيقى الأورغن في عصر الباروك ما بين عامي 1600 و1750 وكانت تستخدم للموسيقى الدينيّة في الكنائس.