اليمن والعراق وأوراق جديدة

رغم الغارات الأميركية البريطانية خلال أربعة شهور على مناطق مختلفة في اليمن واستهداف مواقع الجيش وأنصار الله، يواصل اليمن مهامه المحددة منذ اليوم بمنع السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال من عبور مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وبين أمس وأول أمس تمّ استهداف سفينتين تجاريتين أميركية واسرائيلية ومدمرة أمريكية حربية.
في المحيط الهندي بدأ أنصار الله والجيش اليمني عمليات مدروسة قبل أكثر من شهر من إعلان قائد حركة أنصار السيد عبد الملك الحوثي عن ضمّ مسار المحيط الهندي الى رأس الرجاء الصالح إلى منطقة العمليات، لكن السيد الحوثي بشر أمس بأوراق جديدة لم يكشف عنها بعد، منها توسيع نطاق العمليات في المحيط الهندي، ومن بعد كلمته أعلن الناطق العسكري اليمني عن استهداف ميناء أمّ الرشراش (إيلات) بمجموعة من الطائرات المُسيّرة، بينما لم تستبعد مصادر غربية أن يقدم اليمن في توقيت متقدّم من مواصلة الحرب على خطوات أكثر إيلاماً للغرب، إذا فشلت مساعي وقف الحرب على غزة وذهبت حكومة بنيامين نتنياهو الى المزيد من التصعيد وما فيه من قتل وتدمير وتجويع.
يخشى الأوروبيون بعد فشل محاولات ضبط حراك اليمن المساند لغزة، أن تصبح المعادلة اليمنية عقاب أوروبا مقابل صمتها عن عقاب الكيان المفروض على غزة، واعتماد معادلة الحصار مقابل الحصار، وأوروبا تعتمد بصورة شبه حصرية على موارد الطاقة الواردة من المنطقة عبر البحر الأحمر، وإذا قرّر اليمن منع ناقلات النفط من عبور البحر الأحمر سوف يكون على أوروبا الاستعداد لأيام صيف حارة وشتاء بارد، بينما سوف يكون العالم الاستعداد لبلوغ سعر برميل النفط بضعة مئات من الدولارات.
مثل اليمن يستعدّ العراق لوضع جدول أعمال في البحر المتوسط، حيث أعلنت المقاومة العراقية أنها سوف تستهدف منصات النفط والغاز العائدة لكيان الاحتلال في البحر المتوسط، وأنها سوف تقفل موانئها على هذا البحر، وقد سبق للمقاومة العراقية أن أعلنت عن استهداف منصة غاز مقابل حيفا، كما أعلنت عن استهداف مرفأ اسدود.
تعطيل الملاحة في البحرين المتوسط والأحمر قد يكون من تداعيات تصاعد الحرب على غزة، وسوف يعني ذلك أنّ أوروبا سوف تنعزل عن الشرق ويبقى أمامها ممر مكلف وصعب عبر الأطلسي مع بريطانيا وأميركا، ما لم تبادر لاتخاذ مواقف حاسمة بوقف تسليح كيان الاحتلال لإثبات عدم شراكتها بالجرائم التي يرتكبها، خصوصاً عندما تصبح سفن الدول التي تسلح الكيان مستهدفة.

التعليق السياسي