السفير الروسي أكد أنّ العقوبات الغربية غير الشرعية على سورية عقبة رئيسية في وجه الحلول / روداكوف لـ «البناء»: مستعدون دائماً لمساعدة لبنان وندعو أصدقاءنا اللبنانيين إلى حلول وسط / الأولوية في غزة لوقف النار ومعالجة معاناة المدنيين وروسيا تبذل جهوداً مكثقة لهذه الغاية
ـ أكدت الانتخابات الأخيرة أنّ نسبة التأييد الشعبي للرئيس بوتين عالية جداً والروس المقيمون في لبنان أعطوه 95 % من الأصوات
ـ الاقتصاد الوطني الروسي يملك إمكانات نمو لا تنضب وبلادنا تتمتع بموارد بشرية قوية وطبيعية غنية
ـ دول الجنوب والشرق العالمي تسعى لتحقيق المساواة وترفض النظام الاستعماري الذي تفرضه عليها مجموعة ضيقة من الدول الغربية
ـ أسباب وجوهر المشكلة في أوكرانيا لم تخضع لأيّ تغييرات وواشنطن لا تزال ترفض الاستجابة لمطالب الأمن القومي المشروعة لروسيا
ـ نأمل أن يحظى الزخم الذي أُعطيَ في موسكو للمصالحة بين الفلسطينيين بمزيد من التطور ونحن نساعد أصدقاءنا الفلسطينيين في هذا المجال
ـ نشيد بالقيادة الإيرانية الحكيمة التي تحاول عدم الاستسلام للعديد من الاستفزازات ومنع جولة أخرى من المواجهة المسلحة
حاوره: رمزي عبد الخالق
لا شكّ أنّ جمهورية روسيا الاتحادية، ورغم كلّ المصاعب والتحديات، حقّقت الكثير من الإنجازات في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى الداخلي أو الدولي، ولذلك شكلت ولا تزال نقطة جذب واهتمام من مختلف دول العالم، منها دول صديقة تنشد وتهتمّ بتطوير العلاقات مع دولة عظمى بحجم روسيا الاتحادية، ومنها خصوم وأعداء يواصلون مساعيهم لاستهداف روسيا سياسياً واقتصادياً وأمنياً وغير ذلك…
عن هذه المسائل وغيرها كان لـ «البناء» حوار مطوّل مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، تناول كلّ القضايا سواء على المستوى الداخلي في روسيا والانتخابات الرئاسية الأخيرة التي حقق فيها الرئيس فلاديمير بوتين نتائج باهرة، وكذلك مآلات الحرب في أوكرانيا، أو على الصعيدين الدولي والإقليمي، والعدوان الإسرائيلي على غزة وفلسطين واشتعال جبهات المساندة ووصول الأمور إلى حافة المواجهة الكبرى مع الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والردّ الإيراني الكبير الذي وضع حداً لغطرسة «إسرائيل» ومَن معها.
وقد أجاب السفير روداكوف بشكل مفصّل عن كلّ التساؤلات، وفي ما يلي وقائع الحوار:
التأييد الشعبي للرئيس بوتين نسبته عالية جداً
- بعد فوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية رئاسية خامسة، هل من الممكن الحديث عن أولويات محدّدة خلال السنوات الستّ المقبلة… في السياسة والاقتصاد والتسلّح والقضايا الاستراتيجية في مواجهة الناتو وغير ذلك…؟
ـ في الفترة المقبلة ستظلّ أولويات التنمية في روسيا على حالها. إنّ الروس يدعمون بحزم وبشكل لا لبس فيه، المسار الذي يتمّ اتباعه تحت قيادة رئيسنا بوتين في السياسة الداخلية كما في السياسة الخارجية.
ونتائج الانتخابات الأخيرة تتحدّث عن نفسها. فقد بلغت نسبة المشاركة 77.5%. وحصل المرشح فلاديمير بوتين على 87.3 % من الأصوات. وهنا أودّ الإشارة إلى أنّ الروس المقيمين في لبنان أعطوه 95 % من الأصوات. وحتى منافسي الرئيس بوتين في السباق الرئاسي أعلنوا دعمهم لسياساته بشكل عام. كلّ هذا يشهد على الدرجة العالية من تماسك ووحدة الشعب الروسي.
أما الأولويات الرئيسية لروسيا فتتمثل في الاهتمام برفاهية مواطنينا، وتعزيز الاقتصاد الوطني والدفاع، وتثبيت القيم التقليدية. كما تهدف جهود السياسة الخارجية، كما كان من قبل، إلى خلق ظروف مواتية للتنمية الداخلية للدولة.
بطبيعة الحال، في هذه المرحلة من تطوّر العلاقات الدولية، تكتسب مهمة ضمان أمن الروس، أينما كانوا، أهمية خاصة. يجب أن يُفهم الأمن على أنه حماية جسدية وضمان الامتثال لجميع الحقوق والمصالح القانونية للمواطنين الروس، بما في ذلك الحق في استخدام لغتهم الأمّ، وتطوير علومنا وثقافتنا، وكذلك الحق في الحفاظ على الحقيقة التاريخية للإنجازات المجيدة لبلدنا.
روسيا تستمرّ في تعزيز قوّتها
- في خطابه الأخير تحدث الرئيس بوتين عن إنجازات كبيرة عززت الاقتصاد الروسي رغم الحرب في أوكرانيا، وقد تمكّنت روسيا من تجاوز ألمانيا لتصبح صاحبة الاقتصاد رقم 1 في أوروبا ورقم 4 في العالم… هل ترون الإمكانية متاحة لتجاوز اليابان أيضاً واحتلال الموقع الثالث عالمياً بعد الصين والولايات المتحدة؟
ـ ما زال الاقتصاد الوطني الروسي يملك إمكانات نمو لا تنضب. فبلادنا تتمتع بموارد بشرية قوية وطبيعية غنية. إنّ علومنا وتعليمنا متطوّران للغاية. إلى جانب كلّ هذا، وجود القيادة الحكيمة وبعيدة النظر على مستوى الدولة، يوفر أساساً قوياً لأكثر التوقعات جرأة في ما يتعلق بآفاق النمو الاقتصادي في روسيا.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ هذا التطور، الواثق الخطوات، الذي تشهده روسيا يحدث بالتزامن مع العقوبات غير المسبوقة التي يفرضها الغرب الجماعي علينا منذ أكثر من عامين. لقد حذرنا دائماً من أنّ هذه التدابير غير المشروعة للضغط الاقتصادي والسياسي سيكون لها تأثير عكس النتيجة المرجوة. فالأمور تزداد سوءاً بالنسبة لأولئك الذين يفرضون مثل هذه القيود. وسوف تستمرّ روسيا في تعزيز قوتها.
ليسأل الأميركيون أنفسهم…
- كذلك حققت روسيا قفزات نوعية في السياسة الدولية، واستطاعت أن تضع مداميك صلبة لقيام نظام عالمي جديدة متعدد القطبية، خاصة في ظلّ نشاط منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس الآخذة بالتوسّع، والسؤال الى متى ستكابر الولايات المتحدة الأميركية في تجاهل هذه الوقائع المستجدة؟
ـ سؤال بليغ وجيّد. هل يسأل الأميركيون أنفسهم هذا السؤال؟ في رأيي، الأمر يستحقّ ذلك.
في نهاية المطاف، إنّ الاتجاه نحو بناء نظام متعدّد الأقطاب في العلاقات الدولية، هو عملية موضوعية، يتطوّر من تلقاء نفسه، بغضّ النظر عن الرغبة الأنانية لشخص ما، أو على العكس من ذلك، إحجام ذلك الشخص. كما تسعى دول الجنوب والشرق العالمي إلى تحقيق المساواة وترفض النظام الاستعماري الذي تفرضه عليها مجموعة ضيقة من الدول الغربية.
ومن المفارقة القول إنّ محاولات الدول الغربية لوقف أو احتواء هذه الديناميكية تؤدّي إلى نتيجة عكسية. إنّ عملية تشكيل عالم عادل متعدّد الأقطاب تتسارع الآن.
- إلى أيّ مدى يصحّ القول إنّ روسيا استفادت من عملية «طوفان الأقصى» ومن العدوان الصهيوني الهمجي على غزة وفلسطين، وما تشهده ساحات المنطقة من لبنان وسورية إلى العراق واليمن… وهل انّ انشغال أو تورّط الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بهذه الأحداث جعل روسيا قادرة على الحسم بسرعة أكبر في أوكرانيا؟
ـ لقد اجتذبت الأحداث في الشرق الأوسط بعض اهتمام وسائل الإعلام الدولية. إلا أنه، لا داعي للقول إنّ روسيا استفادت من ذلك بأيّ شكل من الأشكال.
إنّ الغرب الجماعي يشنّ حرباً هجينة واسعة النطاق ضدّ روسيا. أحد اتجاهاتها هو عدوان المعلومات الإعلامية. وفي هذا الصدد، تنفق وسائل الإعلام الغربية الآن جزءاً من وقتها في الدعاية حول قضايا الشرق الأوسط، وهو ما يعود بالنفع على الأميركيين.
في الوقت نفسه، لم تخضع أسباب وجوهر المشكلة التي نشأت في أوكرانيا لأيّ تغييرات. فحلف شمال الأطلسي يواصل تقدّمه شرقاً. وترفض واشنطن تماماً الاستجابة لمطالب الأمن القومي المشروعة لروسيا. وفي الغرب، ومن دون أيّ مبرّر، يحاولون خلق صورة العدو من روسيا المحبة للسلام، ويلقون باللائمة على بلدنا وبشكل عشوائي، كلّ المشاكل التي يواجهها العالم.
الأولوية لوقف النار في غزة
- صحيح أنّ روسيا والصين استخدمتا الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار أميركي ضدّ غزة والفلسطينييين، لكن ما هو ردّكم على مَن يقول إنّ بإمكان روسيا والصين أن تقوما بدور أكبر وأكثر حسماً، على الأقلّ في الضغط على «إسرائيل» وأميركا لرفع الحصار ومنع تجويع أبناء غزة؟
ـ تلعب روسيا تقليدياً دوراً مهماً في تحقيق الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وفي الواقع، نحن نسعى جاهدين من أجل مشاركة أكثر نشاطاً وفعالية في حلّ الصراع الفلسطيني ـ «الإسرائيلي».
لا يوجد حلّ قوي لهذه المشكلة. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، ومن خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بسلام وأمن مع «إسرائيل».
الأولوية الآن في غزة يجب أن تكون لوقف إطلاق النار الفوري والدائم ومعالجة معاناة المدنيين. وتحقيقاً لهذه الغاية، تبذل روسيا جهوداً دولية مكثفة. نحن نقدّم المساعدات الإنسانية بانتظام لتحسين وضع الملايين من الفلسطينيين.
لكن الضخ المستمرّ للأسلحة إلى «إسرائيل» من قِبل الولايات المتحدة لا يساهم بأيّ حال من الأحوال في تهدئة الأعمال العدائية. علاوة على ذلك، فإنّ العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وهم مواطنون من الدول الغربية، بدأوا يموتون بالفعل بسبب الأسلحة الأميركية المستخدمة في غزة.
للتغلب على الانقسام الفلسطيني الداخلي
- ترعى موسكو حواراً فلسطينياً ـ فلسطينياً في هذه المرحلة، وقد ظهر إلى العلن خلال الأيام الماضية الخلاف بين حركتي فتح وحماس على لسان أكثر من مسؤول في الحركتين، هل يمكن اعتبار التصريحات العلنية الخلافية تعلية للسقوف لتحصيل بعض المطالب على طاولة المفاوضات؟ أم محاولة من جهات أخرى للتخريب على الدور الروسي الإيجابي؟
ـ إنّ تسوية المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال حوار سياسي شامل. والشرط الأساسي للوصول الى ذلك هو التغلب على الانقسام الفلسطيني الداخلي على قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية.
ومن أجل مساعدة أصدقائنا الفلسطينيين في هذا المجال، تمّ عقد اجتماع لـ 14 منظمة فلسطينية في روسيا في الفترة من 29 شباط/ فبراير إلى 1 آذار/ مارس، والذي توّج باعتماد بيان توافقي.
نأمل أن يحظى الزخم الذي أُعطيَ في موسكو لعملية المصالحة بين الفلسطينيين بمزيد من التطور. كما ندعو الأطراف الفلسطينية إلى الامتناع عن الخطابات غير البناءة وعدم الاستسلام للاستفزازات الخارجية.
ومن جانبنا، نحن على استعداد لمواصلة المساهمة في الجهود الرامية إلى تعزيز التسوية الشاملة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس قانوني دولي معروف.
جاهزون دائماً لمساعدة لبنان
- قدّمت روسيا أكثر من عرض لمساعدة لبنان في تنفيذ بعض المشاريع الحيوية لكن هناك مَن عرقل هذا الأمر نتيجة بعض الضغوط الخارجية وربما الخلافات الداخلية، هل هناك جديد في هذا المجال؟
ـ إنّ روسيا تظل دائماً على استعداد لتقديم يد العون والمساعدة لأصدقائنا اللبنانيين.
وفي هذه المرحلة، نواصل تقديم المنح الدراسية المجانية لتعليم الشباب اللبناني في الجامعات الروسية. ويجري النظر في مسألة زيادة الحصة المخصصة للبنان.
أما بالنسبة لمواصلة تطوير شراكاتنا الثنائية ذات المنفعة المتبادلة، فإنّ تكثيف عمل اللجنة الحكومية الروسية اللبنانية للتعاون التجاري والاقتصادي يمكن أن يساهم في تحقيق هذا الهدف.
لكن من الواضح أنّ الأزمة التي طال أمدها للسلطة التنفيذية المحلية – أيّ غياب رئيس وحكومة مفوضة – تقيّد إمكانيات تطوير علاقاتنا التجارية. نتمنّى أن يتمكن اللبنانيون من التعامل بسرعة مع هذه المهمة، الأمر الذي سيسمح لنا بتحقيق جدول أعمالنا الثنائي بشكل هادف وموضوعي.
على اللبنانيين اختيار رئيس دولتهم
- هل يمكن أن يكون لروسيا دور مساعد في تسهيل توصّل اللبنانيين إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية؟
ـ انطلاقا من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، إننا نعتبر مهمة انتخاب رئيس لبنان أمراً مطروحاً حصراً على الأجندة اللبنانية الداخلية. وعلى اللبنانيين أنفسهم، ومن دون تدخل خارجي، أن يقرّروا اختيار رئيس جديد للدولة.
وبطبيعة الحال، مع كلّ هذا، لا يمكن لروسيا أن تقف موقف المتفرّج وتظلّ مراقباً غير مبالٍ بالأزمة السياسية والاقتصادية التي تجتاح لبنان. نحن نتواصل بشكل فعّال مع كافة القوى السياسية اللبنانية. ونحن ندعوهم إلى التماسك على برنامج وطني والالتزام الصارم بالمبادئ المنصوص عليها في أسس الدولة اللبنانية الحديثة.
نواصل مساعدة سورية في مكافحة الإرهاب
- ما هي الآفاق المنتظرة بالنسبة لسورية في الولاية الرئاسية الجديدة للرئيس بوتين، خاصة أنّ الدور الروسي له تأثير كبير على مجريات الأحداث، لا سيما في دعم سورية في حربها وانتصارها ضدّ الإرهاب..
ـ لروسيا دور حاسم في إنقاذ سورية من هجوم الإرهاب الدولي ومنع داعش من التقدّم نحو لبنان. نحن نواصل تقديم المساعدة للسوريين في مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من الإرهابيين يختبئون ويستجمعون قواهم في الأراضي السورية التي تحتلها الوحدات العسكرية الأميركية بشكل غير قانوني.
نحن لا نتوانى عن جهودنا للقضاء على الدمار الاقتصادي في الجمهورية العربية السورية، وكذلك لحلّ مشكلة اللاجئين السوريين. لكن العقوبات الغربية غير الشرعية المفروضة على دمشق تظلّ العقبة الرئيسية في هذا المسار.
أصدقاء للجميع في لبنان
- كيف تنظرون الى العلاقة مع الأحزاب القومية والوطنية وفي طليعتها الحزب السوري القومي الاجتماعي المنتشر في لبنان وسورية وكيانات بلاد الشام، وهل هناك آلية لتعزيز هذه العلاقات التاريخية؟
ـ نحن نحافظ على اتصالات وثيقة ومليئة بالثقة مع قيادة كافة الأحزاب السياسية اللبنانية الرئيسية. ليس لدينا أي استثناءات لهذه القاعدة. نحن لا نحاول أن نكون أصدقاء مع شخص ضد آخر، كما تفعل الدول الغربية في لبنان.
نحن مقتنعون بضرورة الحفاظ على توازن المصالح بين القوى السياسية اللبنانية دون تهميش أيّ منها. ولحلّ القضايا المطروحة على الأجندة الوطنية، ندعو أصدقاءنا اللبنانيين إلى البحث عن حلول وسط على أساس وطني، دون السماح بالتدخل الخارجي. وهذا مهمّ بشكل خاص الآن، للتغلب على المرحلة الحالية الحساسة والصعبة في حياة البلاد.
الهجوم الإرهابي في موسكو
- شهدت موسكو اعتداء إجرامياً من قبل إحدى المجموعات الإرهابية التي أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا خلال هجوم على إحدى الحفلات الموسيقية… ماذا لديكم من جديد بشأن هذا الاعتداء؟ خاصة أنّ الكرملين أعلن عن اعتقال منفذي الهجوم؟
ـ تمّ اعتقال جميع مرتكبي الهجوم الإرهابي في مركز كروكوس للتسوّق، بالإضافة إلى شركائهم المباشرين، وهم الآن يقدّمون الأدلة.
لقد ثبت الآن أنّ نظام زيلينسكي في كييف ورعاته الغربيين يقفون وراء هذا الهجوم الإرهابي الرهيب. كما تمّ تأكيد حقيقة تمويل الإرهابيين من قبل الأوكرانيين. بعد الهجوم، حاول المجرمون الاختباء في أراضي أوكرانيا، حيث كان من المتوقع أن يقوموا بإعداد «نافذة» لعبور حدودنا بشكل غير قانوني.
التحقيق مستمر. إنّ جميع المتورّطين في الهجوم الإرهابي سوف ينالون العقوبة القاسية التي يستحقونها.
نُشيد بحكمة القيادة الإيرانية
- أدانت موسكو بوضوح العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والذي أدّى إلى استشهاد عدد من قادة وضباط الحرس الثوري الإيراني… وتعيش المنطقة اليوم أجواء الردّ الإيراني ضدّ الكيان الإسرائيلي وربما تصاعد الردود بين الجانبين… ماذا تقولون في هذا المجال؟
ـ لقد اجتاحت موجة من العنف منطقة الشرق الأوسط، نتيجة لسلسلة من التدخلات الوحشية للولايات المتحدة. ولا أحد يستطيع التنبّؤ بعواقب المزيد من التصعيد.
إنّ روسيا تحث جميع الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس. وهنا يجب أن نشيد بالقيادة الإيرانية الحكيمة، التي تحاول، قدر الإمكان، عدم الاستسلام للعديد من الاستفزازات، وتبذل قصارى جهدها لمنع جولة أخرى من المواجهة المسلحة.
ومرة أخرى نكرّر موقف روسيا الثابت بأنّ السلام في الشرق الأوسط مستحيل دون إنشاء دولة فلسطينية كاملة تعيش في سلام وأمن مع «إسرائيل».
- جدّدت وزارة الخارجية الروسية قبل أيام تحذير الرعايا الروس من زيارة بعض الدول في الشرق الأوسط ومنها لبنان، هل هو تجديد روتيني لتحذيرات سابقة أم أنّ للأمر علاقة بالتطورات الراهنة في المنطقة؟
كلاهما صحيح. في الواقع، لا تزال سارية التوصية التي تمّ الإعراب عنها سابقاً، بالامتناع عن السفر إلى المناطق المتضرّرة من المواجهات العسكرية. وعلى صعيد الإجراءات الإدارية التي اتخذتها وزارة الخارجية الروسية، لم يحدث أيّ جديد.
مع ذلك، لا يمكن تجاهل العوامل الجديدة. فالعمل العدواني غير المسبوق كان الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق. إنّ تصرفات «إسرائيل»، بدعم من الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى، تواصل بالفعل تفاقم الوضع المتفجر في منطقة الشرق الأوسط.