الذين أصابتهم الهيستيريا من مشهد الجامعات الأميركيّة
المنطقيّ أن يُصاب قادة كيان الاحتلال بالذعر من مشهد انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية وقد رأوا بأمّ العين كيف أن هؤلاء الطلاب قد تمكنوا من كشف كل الخداع والأكاذيب التي قام على أساسها كيان الاحتلال. كما اكتشفوا حجم التغول الذي أتيح لهذا الكيان لينهب المقدرات الأميركية، من مقدرات الخزينة الأميركية الى مقدرات الجامعات الأميركية وصولاً لوضع اليد على ابتكارات الطلاب العلمية والتقنية. كما اكتشفوا كذب الرواية والسردية وحجم الإجرام والتوحش.
المنطقي أيضاً أن يهبّ قادة وصناع القرار ليقفوا وقفة رجل واحد يدافعون عن الكيان ويموّلونه ويرسلون له السلاح، ويتصدّون لأبنائهم من طلاب الجامعات ويطلقون عليهم رجال الشرطة بكل وحشية مترفعين عن كل مقتضيات التنافس الانتخابي، رغم حراجة اللحظة الانتخابية، فيضعون كل خلافاتهم وتنافسهم جانباً ليتحركوا موحّدين لنصرة الكيان ولو بوجه انتفاضة أبنائهم في جامعات النخبة الأميركية.
اللامنطقي هو ما رأيناه وسمعناه من بعض اللبنانيين والعرب الذين صعقهم مشهد طلاب جامعات النخبة الأميركيّة، وهم يلوّحون بأعلام حزب الله، ويدافعون عن قوات القسام وحركات المقاومة، حتى أن بعضهم لم يستطع أن يكبح انفعالاته وأحفاده، وهم يتخذون أميركا مثالاً ومرجعاً، وطلاب جامعاتها قدوة يجب أن يحذو حذوها طلابنا، فتلعثموا، وتساءلوا ماذا عساهم يقولون لطلابنا، ارفعوا أعلام حزب الله والقسام ولوّحوا بها، وإن قيل لكم إن هؤلاء ارهابيين فردوا على القائل كما ردّ طلاب جامعات النخبة الأميركية، إنها أعلام حركات تحرّر مشروعة؟
بدلاً من أن يعيد هؤلاء التفكير بموقعهم الخطأ، وأفكارهم المشوّهة، صاروا يتحدثون عن إشارات دنوّ الساعة، حيث رفع أعلام حزب الله يعني أن الكون يسير بصورة خاطئة، فما أتفه مَن يوجّه لهؤلاء سؤالاً من نوع هل أصبح حزب الله غيفارا العالم الجديد؟ المضحك أن هؤلاء لم يستوعبوا بعد أن ما يسألونه هو الجواب، نعم أصبح حزب الله عنوان حركات التحرر العالمية، وصار علمه رمز التمرّد على الهيمنة الإمبريالية، كما هي صورة تشي غيفارا، لكم أن تفتخروا أنه من بلادكم، وإن استعصى عليكم الأمر، فأن تخرسوا خير لكم.
التعليق السياسي