بيرم من بغداد: نرّدُ الصاعَ صاعيْن للعدوّ الصهيونيّ ونُدافعُ عن وجودِنا
رأى وزيرُ العملِ في حكومة تصريفِ الأعمال مصطفى بيرم، في كلمة له خلالَ ترؤسه جلسات وفود الحكومات العربيّة في “مؤتمر العمل العربيّ” في بغداد، أنَّ “مجرّدَ اجتماعنا اليوم، ومجرّد الحفاظ على أن نلتقي هو أمرٌ مهمّ” للأمّة ولشعوبها فكيفَ لو كانت هناك مُخرجات مهمّة جدّاً ومفيدة لاجتماعنا تنعكسُ على أرض الواقع وتلبّي متطلبّات شعوبنا التي تتطلّع إلى أيّ اجتماع على أن يكون مثمراً؟
وأضافَ “نحنُ باجتماعنا هنا لسنا منفصلين عن الواقع ولسنا بعيدين عن الأوجاع التي تتعرّض لها شعوب أمّتنا، وعندما ينظرُ مواطن عربيّ إلى مسؤولين عرب، وزراء وقادة، يجتمعون ولا يتحسّسون الوجع يشعر بالانفصال عنهم، بل يشعرُ بأنَّهم في ناحية أخرى من العالم، ونحنُ نجتمعُ هنا وآلة القتل الصهيونيّة مستمرّة في غزّة، فهل أصبح الضحايا أرقاماً وهل أصبحنا فقط نعدُّ الأرقام في غزّة”.
وتابعَ “ولا ننسى أيضاً الاعتداءات الصهيونيّة المستمرّة على جنوب لبنان، حيث تهجّرَ أكثرُ من مئة ألف لبنانيّ جنوبيّ من بيوتهم، ودُمِّرت آلاف الوحدات السكنيّة، كما طالَ التدميرُ 3 آلاف منشأة للعمّال في جنوب لبنان”.
وقال “صحيحٌ أنّنا في لبنان نردُّ الصاعَ صاعين وهجّرنا المستوطنين الصهاينة من الشمال الفلسطينيّ، وهذه سابقة تحصلُ لأولِ مرّة منذ 75 عاماً، فهذا التوازن وهذا الردع يجعلنا محترَمين في العالم، فعندما تكون ضعيفاً وتتعرّضُ لاعتداء أو ظلمٍ ما، فكلُّ ما قد تحصل عليه من العالم هو القليل من الشفقة لأنّ الناس في داخلهم لا يحترمون الضعفاء، لذلك آلينا أن نُدافع عن أنفسنا وعن حقّنا ووجودنا”.
وأشارَ إلى “أنَّنا في السابق، كنّا نسمعُ عن الإبادات بعد حصولها، لكنّنا وللمرة الأولى في التاريخ الإنسانيّ نشاهدها مباشرةً على الهواء، وهذا يعني أنَّ الصهاينة لا يأبهون لكلّ ضمائر العالم ولا بحقوق الإنسان، ولا بكلّ ما سميَّ بقرارات الشرعيّة الدوليّة التي لم تُطبَّق إلا علينا، بينما عندما تصل إليهم فإنّها تسقط جميعها”.
ورأى “أنَّ ما يجري هو رسالةٌ لنا جميعاً مفادها أنَّنا إنْ لم نُدافع عن أنفسنا لن يُدافعَ عنّا أحدٌ ولن يسألَ عنّا أحدٌ، والرايات التي تُدافع عن الحقّ والحريّة والنضال تصبح أيقونة في كلّ العالم، ومقاومونا الأبطال في جنوب لبنان يقصفون المواقع العسكريّة الصهيونيّة المقامة على أرضنا المحتلّة، لكنّ الصهاينة ولأنّهم جبناء يقصفون منازل المدنيين، وقد دمّروا آلاف الوحدات السكنيّة في جنوب لبنان، لكن مقاومتنا تردُّ لهم الصاعَ صاعين”.
وأضافَ “لقد نصرنا غزّة، على مدار سبعة أشهر، ليس بالكلام، على أهميّة الكلام، لكنّنا نصرناها بالدماء والأرواح وبالشهداء وببيوتنا المدمَّرة، ولا نُريدُ شيئاً لأنَّنا نحترمُ إنسانيّتنا”.
واعتبرَ “أن غزَة فضحَت العالمَ وأسقطَت كلّ حقوق الإنسان التي كان الغرب يتبجح بها علينا وينظّر”.
وكانَ بيرم انتُخبَ انتخب رئيساً لفريق الحكومات في “مؤتمر العمل العربيّ” بدورته الخمسين الذي تستضيفه بغداد للمرّة الثانية على التوالي، بعد انتخابه في الدورة التاسعة والأربعين التي استضافتها القاهرة.