معايدات للعمّال في عيدهم وتمنيات بتحسّن الأوضاع برّي: لنعمل جميعاً لنعيدَ الوطنَ أكثرَ تألّقاً ووحدة
يحتفلُ لبنانُ والعالم اليومَ بعيدِ العمّال والعمل العالميّ وبالمناسَبة صدرت تهانٍ للعمّال اللبنانيين وتمنياتٌ بنيلهم حقوقهم واستعادة بلدهم عافيتَه.
وفي هذا الإطار، توجّه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بالتهنئة من عمّال لبنان قائلاً «العيد الحقيقيّ أن نعمل جميعاً لكيّ نُعيد للعمّال الوطن الذي افتدوه بعرقهم ودمهم وأرواحهم، وطناً أكثر تألّقاً وتماسكاً ووحدةً، وطناً للعدالة والمساواة وقيامة المؤسَّسات».
وأضاف «التحية في الأول من أيّار للعمّال والفلاّحين الذين يعانقون ترابَ الجنوب وتبغه وليمونه وتينه وزيتونه، صموداً وشهادةً من أجل عزّة وكرامة وقوّة لبنان وإنسانِه».
وهنّأ رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة النائب د. فريد البستاني عمّال لبنان بعيدهم موجّهاً «التحيّة لكلّ من عمل وقدّم التضحيات، لأجل تراب الوطن وكينونته ووجوده والحفاظ على مميّزاته، ليكون العيد الحقيقي في انبعاثه من جديد ونهوض مؤسَّساته وقيام دولته الضامنة والعادلة ونيل حقوق أبنائه».
وللمناسبَة توجهت «رابطةُ الشَّغيلة»، برئاسة أمينها العام الوزير والنائب السّابق زاهر الخطيب، إلى عُمّالِ وشغّيلة لبنان والعالم العربيّ والعالم ولاسيّما عمّال فلسطين الذين يواجهون حرب الإبادة الصهيونيّة الأميركيّة في قطاع غزّة، بالتهنئة مَعَ حلولِ عيد العمّال العالميّ الذّي يأتي هذا العام «في ظلِّ ازدياد حدَّةِ الأزمات الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والمعيشيّة القاسيّة، التي أثقلت كاهلَ المواطنين نتيجة السّياسات الرأسماليّة النيوليبراليّة المتوحّشة التي انتُهجت ولازالت، منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، وأدّت إلى إغراق لبنان والعديد من الدول الخاضعة للتبعيّة والهيمنة الأميركيّة بالديون وفوائدها المرهِقة، والّتسبُّبِ بإفلاس لبنان واللبنانيين وخسارةِ ودائِعِهم، في أكبر عمليّة احتيال شاركت فيها المصارفُ وحاكمُ مصرف لبنان وأطرافٌ من الطّبقةِ السّياسيّة الفاسدة، ما فاقمَ من الانهيار الاقتصاديّ، وتراجعِ قيمةِ العملةِ الوطنيّة والقُدرة الشرائيّة للمواطنين، وزادَ من الفقر والحرمان ومن البطالة وتراجُعِ فرَصِ العمل، وانسحاقِ الطّبقات الوسطى والصغرى والشّعبيّة، مُقابِلَ استفحالِ ثراءِ قلّةٍ مترفةٍ راكمت الثّروات عن طريقِ عقدِ الصّفقات المشبوهة وجنيِ الفوائدِ المرتفعة على سندات الدّين، والهندسات الماليّة، وسياسات الاحتكار، والاستغلال البشع لقوّة عمل الشغيلة والعمّال، الذين باتوا يعانون من شظفِ العيش، وضيقِ الحياةِ الإنسانيّة على أصعِدةِ التّعليم والرِّعايةِ الصحيّة والاجتماعيّة».
وأكّدت «أنّ الخروج من الوضع المأسويّ يفترضُ رؤية برنامجيّه لطالما طرحناها تفصيلاً في أدبيّاتنا، نطرحُ أبرز عناوينها كما يلي:
1 ـ دعوة القوى الحيّة في الوطن إلى المزيدِ من النضال السياسيّ والجماهيريّ المشروع لِإحداث تغييرٍ حقيقيٍّ في السياساتِ الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة الرَّيعيّة، لمصلحة اعتماد سياسات اقتصاديّة تقومُ على دعم الإنتاج الوطنيّ الصّناعيّ والزِّراعيّ والسّياحيّ والمعرفيّ وإرساء أسس دولة المواطَنة.
2 ـ جمهوريّة اجتماعيّة تضعُ حدّاً للهيمنة الأميركيّة وتقومُ على الرعاية الاجتماعيّة والصحيّة وسواها، واستردادِ سائر مؤسَّسات الدولة التي تجرى تخصيصُها، ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المهرّبة إلى الخارج والأموالِ والحقوقِ المنهوبة والتوجُّه شرقاً، بَدءًا مــن الانفتاح على سورية وإعادة العلاقات المميّزةِ موضوعيّاً معها إلى طبيعتها بالحدودِ المشترَكة وذاتيّاً بأواصر العلاقة القوميةِ وصلات القربى، بما يحقّق مصلحة البلدين في التكامل ونحن في البدء وفي النهاية شعبٌ واحدٌ مكرّسٌ بدستورنا اللبنانيّ».
وأكّدَت «أنَّ العُمّال والشّغيلة وسائر الفئات الشعبيّة الفقيرة، مدعوون إلى وعيِ خطورة ما تقومُ به أطرافٌ من الطّبقة السّياسيّة الفاسدة، من استغلالٍ للغرائزِ الطائفيّة والمذهبيّة لمواصلةِ الدّفاع عن سيطرتها على مفاصل السُّلطة وعرقلةِ الحلولِ الانقاذيّة للأزمة ومنع محاربة الفساد وإجراء التّدقيق الماليّ الجنائيّ واستردادِ الأموالِ المهرَّبة إلى الخارج، والأموالِ والحقوق المنهوبةِ عبر عقودِ التّلزيمات بالتراضي، كما تَعَملُ أطرافُ هذه الطّبقة الفاسدة على التناغم مع الضّغط الاقتصاديّ والماليّ الأميركيّ الغربيّ.
ودعَت إلى «اعتمادِ سياساتٍ تقومُ على التنميّة الاقتصاديّة والعدالة الاجتماعيّة، ورفض الخضوع للهيّمنة الأميركيّة الغربيّة، والتَّمسُّك بالمعادلة الماسيّة (جيش وشعب ومقاومة) التي حرَّرَتِ الأرضَ وحمَتِ الشعب، والتي تُساندُ اليومَ قطاعَ غزّة ومقاومته الباسلة في مواجهة حرب الإبادة والاعتداءات والتهديدات والأطماع الصهيونيّة.
من جهّته، اتصلَ عميدُ المجلس العام المارونيّ الوزير السابق وديع الخازن برئيس الاتحاد العماليّ العام بشارة الأسمر مهنّئاً بعيد العمّال ومتمنّياً أن «تحملَ لهم الأيّام والسنوات أحوالاً أفضلَ على كلِّ المستويات خصوصاً المعيشيّة منها». وأثنى على «دور العمّال المركزيّ في قيام المجتمعات وبناء الحضارات، وأهميّة أن ينصرفَ المسؤولون إلى توفير كامل حقوق العمّال، وتأمين الضمانات اللازمة التي تكفلُ لهم العيشَ الكريم»، آملاً أن «يكونَ لبنان في العيد المُقبل قد استعاد عافيته، وعادت فيه الأمور إلى السكّة الصحيحة كي تسلك طريقها نحو تعزيز الوحدة الوطنيّة وترسيخ الأمن والاستقرار».
ووجّهَ نائبُ رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالةَ «تهنئة وتبريك إلى عمّال لبنان في عيدهم»، آملاً أن تعودَ «هذه المناسبة على عمّال لبنان بتحسين أوضاعهم ونيل حقوقهم وقد استعاد لبنان عافيته واستقراره السياسيّ والاقتصاديّ والمعيشيّ، وعادَ النازحون إلى ارضهم وبيوتهم في الجنوب، وأن يندحرَ الاحتلال الصهيونيّ عن فلسطين ولبنان وسورية».
وعايد الخبير المالي والاقتصادي أحمد بهجة العمال في عيدهم وقال: يحلّ عيد العمّال هذا العام في وقتٍ يخوض فيه عمّال وعاملات لبنان أشرس المعارك لتحصيل لقمة عيشهم واسترداد حقوقهم وأموالهم والصمود في ظلّ الظّروف الصعبة التي نعاني منها.
عمال لبنان هم خميرة الوطن. تحمّلوا وصبروا في الماضي، واليوم يواجهون تحديات خطيرة تريد انتزاع مكتسباتهم، بينما الدولة تحاول حماية نفسها من الانهيار.
واعتبر أنّ العيد يفقد معناه هذه السنة، في ظل انعدام الاستقرار الوظيفي والمالي للعمال. ومع ذلك، عيد العمل محطة لتجديد الالتزام مع عمال لبنان للوقوف بجانبهم ودعم مطالبهم والتزام قضاياهم والدفاع عن حقوقهم.
وختم بتوجيه تحيّة تقدير لجهود العمال، مؤكداً أنّ كلّنا أمل بأن تتحقّق العدالة الاجتماعيّة لضمان حقوقكم وتحسين أوضاعكم.