«معاداة السامية» اختراع صهيوني!
} عمر عبد القادر غندور*
قال السيناتور الأميركي عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز رداً عل ادّعاء رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إنّ الاحتجاجات في الجامعات الأميركية مدفوعة بمعاداة السامية! وقال ساندرز: انّ ما تفعله حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة هو أمر غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديثة، وقد قتل خلال الأشهر الستة والنصف الماضية 33 ألف فلسطيني وأصيب بجروح 77 ألفا ثلثهم من النساء والأطفال!
ولتعريف المعاداة للسامية هي التحيّز ضدّ الشعب اليهودي. ويقول غوغل انّ هذه المعاداة موجودة منذ قرون، ويمكن تعريف معاداة الصهيونية بشكل عام على أنها معارضة لوجود «دولة إسرائيل»،
مفهوم «العداء للسامية» مفهوم يهودي صهيوني معناه الحرفي «ضدّ السامية» ويُترجم أحياناً الى العربية بـ «المعاداة للسامية»، أما الساميون فالمقصود بهم حرفياً سلالة سام بن نوح، وهو أيضاً مصطلح توراتي حيث تقسم الأجناس البشرية الى ثلاثة أقسام هي:
1 ـ الساميون، وينتسبون الى سام بن نوح، وعادة ما يُشار بهم الى الشعوب الساكنة في شبه الجزيرة العربية وهي بلاد ما بين النهرين (العراق القديم) وفي المنطقة السورية (سكان سورية ولبنان وفلسطين) وانّ كانت التوراة قد أخرجت الكنعانيين من أسرة الساميين وضمّتهم الى الحاميين كنوع من الانتقام منهم ولعنهم.
2 ـ الحاميون ويُنسبون الى حام بن نوح وهم أهل الشعوب الأفريقية بلونهم وملامحهم المعروفة.
3 ـ اليافثيون، ويُنسبون الى يافث بن نوح، وهم أهل الشعوب الهندو أوروبية الساكنة في منطقتي الشرق الأقصى واجزاء من الشرق الأدنى القديم (بلاد فارس) والشعوب الأوروبية وهو تقسيم عرقي على أساس اللون.
وفي معرض البحث يلاحَظ انّ مصطلح العداء للسامية يحتوي ضمناً على العديد من المغالطات التاريخية والاثنية، إذ انّ اليهود الأوروبيين الذين اخترعوا هذا المصطلح لا ينتمون الى الساميين، بل هم أوروبيون يعيشون في أوروبا منذ العام ٧٠ ميلادي بعد أن طرد الرومان اليهود وشتتوهم في كلّ بلاد العالم في ما يعرف بـ «الشتات اليهودي العام»، وقد تغيّرت الأوضاع العقلية والجسمانية لليهود الذين شتتوا في البلاد الأوروبية وفقدوا المواصفات العربية السامية وأصبحوا أوروبيين ودخل عدد كبير منهم الى المسيحية نتيجة الاضطهاد الكنسي المسيحي لليهود خلال فترة العصور الوسطى.
وبات واضحاً انّ مصطلح معاداة السامية: اختراع اقترحته الصهيونية العالمية بعد ما يُسمى بـ «المحرقة» التي نفذها الألمان بحق اليهود.
وفي مقابلة مع الحاخام اليهودي الأكبر يسر اويل ديفيد مع تلفزيون «الميادين» قال «انّ المخلصين لليهود يرفضون هذه التسمية «دولة إسرائيل» التي أوجدتها الصهيونية ووعد بلفور الانكليزي، والإجرام بحق اخواننا المسلمين العرب الذين عشنا في جوارهم مئات السنين، ثم جاءت الصهيونية لتدمّر علاقاتنا مع اخواننا العرب، حتى أننا كنا على أحسن علاقة وانسجام مع دولة الخلافة العثمانية، ومن المؤسف جداً ان تجعلنا الصهيونية مجرمين وقتلة للنساء والأطفال كما يحصل في غزة والضفة الغربية، مما استدعى إدانة محكمة العدل الدولية وسائر الشعوب الأميركية والأوروبية والأفريقية والآسيوية للمجازر والإبادة العرقية في فلسطين، بينما عاش أجدادنا مئات السنين مع مواطنينا العرب والمسلمين في أحسن حال، بينما نحن عبيد مخلصين لله ونبيّنا موسى وندعو اليهود في فلسطين لعدم الالتحاق بجيش «إسرائيل» الذي لا شرعية له ولا ثقة لنا بـ «إسرائيل» القائمة على الظلم والعدوان وحتما هي زائلة بذن الله.
وفي أبشع صور الانحياز الأميركي اللامحدود للكيان الصهيوني ما ذكره موقع «اكسيوس» الأميركي انّ اعضاء في الكونغرس الأميركي حذروا المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة اسرائيليين بتهم تتعلق بالمجازر والتطهير العرقي الذي يمارسه كيان الاحتلال في غزة، وانّ ايّ إصدار لمذكرات اعتقال سيقابل بانتقام أميركي !
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» انّ المحكمة الجنائية الدولية تستعدّ لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي.
ويسود اعتقاد لدى النخب الأميركية والجامعات العلمية في الولايات المتحدة وانكلترا وفرنسا انّ ما حصل في غزة يفوق بقسوته ما يُحكى عن المحرقة في ألمانيا، وهو ما يشكل اعتداء فاضحاً بحقّ القيم الإنسانية التي باتت مهددة في الدول التي تدّعي الحرص على هذه القيم والدفاع عنها…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي