أخيرة

نافذة ضوء

في وقفة العزّ لا في غيرها الأملُ

‭}‬ يوسف المسمار*
قـد عادت الروحُ من وهـجِ انتفاضتكم
يا أشـجـعَ الناس مـنـذُ انـتابـنـا الخَـبَـلُ
صُـنـتُـم فلسطيـن، أنـقـذتـم كـرامتـنـا
رغم الصعوبات، ما زلتم ولم تـزلوا
كُـنـتُـم حُـماة لـروحٍ ما انـثـنت أبــداً
للقهـرِ والهـولِ مهما اجتاحها الشللُ
أيـقـظـتُـمُ العـزمَ في إنسـانـنـا فـغـدا
لا يَـقـبـلُ العـيشَ بالإذلال ِ أو يَســَلُ
عَـلّـمـتُـمُ الناسَ أنَّ الحــقَّ مُـنـتـصـِرٌ
بالحَـزم والجـدِّ مهما اشتدت الحِـيَـلُ
غـيـَّـرتـمُ الحـالَ في شـعـبٍ تُـمـَزّقـُـهُ
مَـذاهبُ الحقـد، والأطيافُ والمـلـَلُ
أكـدتـُــمُ القــولَ بالأفـعــال وحـدُكـُـمُ
في عالـم العـُرْب حيثُ انهارتِ المُـثـُـلُ
نــوَّرتـُــمُ الـدربَ قــرآنــاً يُـعـانـقـُـهُ
إنجيـلُ منْ ظـَلَّ رغم الصـلـب يشـتعـِلُ
واجـَهتـُــمُ المـوتَ أحـراراً بـمفـردكـم
وكـــادَ لـبـنـــانَ بالخــذلانِ يَـنـجـَبـِـلُ
فاسـتـَنـفـَـرَ العـزُّ في بـيـروت هـيـبـتَّـهُ
وصـاح يا قـُدسُ أهـلُ العـز ما انخـَذلوا
لـبـيـكِ يا قـُـدس قــد هـَـبـَّـت مُـقـاومـة ٌ
في أرض لبنان كالإعصـار تَـعتـَمـِـلُ
هـبـَّت كـما النار في أوكـار عسكـرهـم
فـزالَ عـنـَّـا وعـن تـاريـخـنـا الخـَـجـل
عـُـدنـا إلى الشمسِ في لبنـان نَحـمـلهـا
مـشـعـال عـز ٍكـما أجــدادنـا حـَـمـَـلوا
لا نـرهـبُ المـوتَ إن كانـت دوافعُهُ
تـُـفـضي الى العـزّ مهما سـاءت السُـبـُل
بيـروت يا قـدسُ ما زالت كما بدأت
بالحُـبِّ والفكـرِ والتحـريـرِ تـنشــَغــِلُ
تُـقاومُ الجـورَ، لا تَـخـشـى عسـاكـرَه
لو أغرقـوا الكونَ بالإرهابِ واحتـفـلـوا
لـبـنــانُ لـبـنــانُ حـيٌّ في مُــقـاومــةٍ
لا يَسـلـمُ الحــقُّ إن غـابـت ويكـتـمـلُ
قـيـامـة ُ الـقـدس في بـغـداد مـكـمـنهـا
وعــزُّ لبـنـان في بـغـداد مُـنصـقــلُ
بـغـدادُ بـغـدادُ قـد ثـارت مُـهاجـمـةً
فـعـاد للـنـاس في إقـدامـهــا الأمـلُ
بـغـدادُ بـغـدادُ قـد كانت وما بـرحت
أرض البطـولات بالأمجـاد تغـتسلُ
مـنهـا أتى الفـجـرُ يا عـمـَّان فانتفضي
في وحـدة الشـام مجـدُ العـُرب يُـؤتـَمـلُ
لا عــزّ للعـُـرب إن ظـلـّـَت قـبائـلُـهُـم
حيـرى وسكـرى على الأنساب تقـتـتـلُ
مـاذا دهـاهـم فصاروا كـلهـم جُـثـثـاً
يَـنسلُ، يَـنسابُ في أعـراقـها الشـلـلُ
قـرآنهـم صـار مـذمـومـاً ومُحـتـقــراً
إنجيلهم صـار في الساحات يُبتذلُ
نـبـيّـهُـم صــار مـرذولاً ومـهـزَلـــة ً
مسيحُهُم صار مجهـولاً وقد جـهـِـلـوا
ياعُربُ يا عـُربُ ما معنى عروبتكـم
إن حـلَّ فـيهـا وفي أبنائها الخـَبَـلُ؟!
يا عُـربُ يا عـُربُ ما معـنى ديانـتكـم
إن أصبح الكفرُ ثوب الدين ينـتحـِلُ؟!
يا عـُربُ ياعـُربُ هل شحـَّت بصائركم
ورؤيـة القـدس ما عـادت لها تصـِلُ؟!
يا عـُربُ يا عـُربُ هل صُمـَّت مسامعكم
عن غـزو بيروت فانهرتم ولم تـزلوا؟!
يا عـُربُ يا عـُربُ هل ماتت ضمائركم
فكنتمُ السُــمّ في بـغـداد يـنهـمـلُ؟!
يا عـُربُ يا عـُربُ خـُـذلانٌ عـُـروبـتـكـم
ما دامَ للـويـلِ حـكّــامٌ بـهـا حـَمـَلــوا
عـُـروبة الحــقِّ أطـفـالٌ حـجـارتُـهـم
لآلئُ العــز فـيـهـا يَـعـمـرُ الأمــلُ
عـُـروبـة ُ الخـيـر فـتـيـانٌ جماجمهـم
كـواكـِب المجد فيها حـَلـَّقـوا وعـَلـوا
عـُـروبـة العـدل أبـطـالٌ عـقـيـدتهـم
حـَربٌ على الظـُـلـم لا جبنٌ ولا دَجـلُ
ما قـيـمـة ُ الناس إن ماتـت ضمائرُهُـم
أو حـَلَّ فيهم خـُمـولُ القهـرِ والكـَسلُ؟!
قـد بـاركَ الله ُ من بالـعــزِّ ســـيـرتُـهُ
لا باركَ الله ُ من بالظـُـلـم يـشـتـَـغــِلُ
عـُـروبـة ُ الـذُلّ لا نـرضى بـهـا أبـداً
ما دامَ لـلعــز أنـفــاسٌ لـنـا تـَصـِـل ُ
مـا مـارَسَ الـــذُلَّ إلا كـاذبٌ قـَــذرٌ
أو مارَسَ العــزَّ إلا صـادقٌ بـَـطــَلُ
عـُـروبـة ُ العــزّ أجـيــالٌ مُـزوبـعـَة ٌ
بالـنور والـنـار حتى تـرتـقي المُـثـُـلُ
قـد أعـلـنَ العـقـلُ للتـاريـخ حـكـمـتـَه:
في وقـفـةِ العـز لا في غـيـرها الأمـلُ

*المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرازيلية
من ديوان: «قطرات من نور».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى