أخيرة

دبوس

هذه الكينونة الشرّيرة

نفس الدم الحسيني الذي طفق يروي نبتة الخير والفضيلة والشهادة والنهج المحمّدي، هو نفس الدم الذي يتدفّق مدراراً في أرض غزة وفلسطين ولبنان وسورية واليمن والعراق وإيران ليروي شجرة التحرر والانعتاق من نير كلّ هؤلاء القتلة الفاجرين السارقين من صهاينة وغرب وأعراب…
نفس الدم الذي أهرق في كربلاء، يهرق الآن في بقاع العرب والمسلمين بغزارة، وكما تفتقت الإنسانية بعد مزيج من الدم والزمن والآهات والعذابات الإنسانية عن عشرات الملايين تجدهم يتقاطرون كل عام ليشمّوا رائحة الدم الحسيني الطيبة، ويتلمّسوا ويتطيّبوا بالعبق الحسيني الفيّاض، بينما لا يؤتى على ذكر قاتله اليزيد إلّا لعناً وازدراءً واشمئزازاً، بل انه لا يعرف أين يقبع ذلك الجدث الآثم المثخن بالخطيئة والآثام، أين الثرى من الثريّا، وأيّ مرتبة يتبوّأها الإمام العظيم، وأيّ مرتبة يتقمّصها الدّعي ابن الدّعي؟
تلك هي نواميس الكون الخيّرة، وتلك هي قوانين الخير السرمدية، الإمعان في التوحّش والرغبة في الإلغاء والتجبّر اللامتناهي لن يترتب عليه إلّا الزوال لمرتكبيه، كينونة «بني إسرائيل» هي كينونة راسخة ثابتة في شرّيّتها، وفي إنكارها للآخر وعتيّها وانعزالها ومنذ أربعة آلاف عام، لم تتزحزح أبداً عن مروقها وعصيانها نمط الخير والرشاد، «بنو إسرائيل» أو يعقوب كانوا اثني عشر ولداً، إثنان منهما صالحان، يوسف النبي وشقيقه بنيامين، أما البقية فكانوا قتلةً كفرةً مجرمين سادرين في الإفك والعدوان…
هؤلاء هم «بني إسرائيل»، عشرة من اثني عشر هم قتلة للأنبياء، صادّون لأمر الله، خارجون عن طاعته، مرتكبون لكلّ الكبائر وهم كذلك ليوم يبعثون، عشرة من إثني عشر، أيّ ما نسبته 83% هم ضدّ الخير، ونقيض للتدفّق الخيّر للانسانية، ايّ ما يربو على ثلاثة أرباعهم، وثلاثة أرباعهم الآن في الكيان المصطنع هم مع الإبادة، ومع الدم، والقتل، ولن يرعووا حتى يأتيهم الردّ الماحق بإنهاء كيانهم من شأفته، وإرسالهم الى مهاوي الزوال، ثلاثة أرباع هذه الكينونة مع نتنياهو وغالانت وهاليفي وبن غفير وسموتريتش، في مملكة الحيوان، أكثر المجاميع الحيوانية تعرّضاً للانقراض هي أكثرها دمويّةً وعدوانيّةً وتكدّساً وامتلاءً، نواميس كونية تنسحب أيضاً على مملكة الإنسان الحيوانية.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى