لقاء في دار الندوة بمناسبة صدور كتاب «طوفان الأقصى والزمن الآخر» وتكريم المساهمين في إنجازه
بمناسبة صدور المنتج الأدبي والشعري الغزير بعنوان “طوفان الأقصى والزمن الآخر” الذي جمعه وقدم له الشاعر عمر شبلي ويحوي كتابات وقصائد ودراسات سياسية وفكرية وثقافية ل “26” مبدعاً ومبدعة من الكتّاب والشعراء والباحثين في لبنان، انعقد في “دار الندوة” في بيروت لقاء أدبي شعري تمجيداً لطوفان الأقصى بدعوة من “دار الندوة” ومؤسسة القدس الدولية والملتقى الثقافي الاجتماعي في البقاع.
حضر اللقاء ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي، النائب ملحم الحجيري، وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية وشخصيات أدبية وثقافية وسياسية بارزة من مختلف المناطق اللبنانية.
افتتح اللقاء الدكتور هاني سليمان فأكد أن “طوفان الأقصى والزمن الآخر” نتاج أدبي غني من لبنان إلى الأمة، وهو على ما اعتقد أول محصول نبت في طمي الطوفان في العالم العربي، علّ بركته تنبؤنا بأمثاله في مجالات الإبداع كافة وعلى امتداد الأرض العربية.
ثم تحدث مدير عام مؤسسة القدس الدولية ياسين حمود فقال: نلتقي في حضرة طوفان الأقصى لنؤكد أن هذا الحدث العظيم المبارك لم يكن حدثاً عسكرياً مرغت فيه المقاومة الفلسطينية أنف جيش الاحتلال الصهيوني بالتراب فقط، بل هو حدث سياسي أعاد للقضية الفلسطينية حضورها العالمي سياسياً. وهو حدث إنساني أبرز للعالم بأسره أروع القصص الإنسانية الفلسطينية التي كتبت بدموع الأمهات، وأناتِ الأطفال ودماء الشهداء. طوفان الأقصى زيادة على ذلك، حدث أدبي عميق أعطى للحق معنى، وأطلق خيالات الناس في فضاءات الحرية والإنسانية. وحرض الأقلام والقرائح والعواطف والعقول والقلوب على بذل جهود أكبر لاستكشاف معاني الشهادة والتضحية، والعلاقات القديمة المتجددة بين الأرض والإنسان، بين حب الحياة وطلب الشهادة، بين الشهادة والولادة.
الأمين العام السابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور الياس زغيب قال: الأدب ابن بيئته تأثراً وتأثيراً ، ومعرفتنا العميقة بكل من المفكرين والأدباء المكرّمين وما يتحلون به من طول باع في البحث والأدب، وصلابة موقف، وحس وطني صادق، ونصرة للقضايا الإنسانية المحقة، فلا تجعل هذا الحبر المقدّس غريباً عن أقلامهم. فهذا هو لبنان على الرغم من الجراح زند يقاوم، وقلم يؤبّد البطولات ويلهمها، وباخرة تمخر عباب الخوف على اسم المطران الخالد هيلاريون كبوجي محملة بمؤونة المحبة، تُسلم باليمين من دون أن تعلم اليسرى، ولا ترى من فوق على قارعة الإذلال. فإسناد غزة قولاً وفعلاً لا يكون إلا بما يليق بكرامة شعبها ونضال أبنائها وقدسية دماء الشهداء. قلناها مراراً لا نبتة تعيش خارج ترابها، وهذا الكيان الغاصب المزروع عنوة في تراب فلسطين الطاهر لن تكتب له الحياة، وقد بدأت هزائمه تتوالى ليعود الحق لأصحابه، وليعود أبناء الأرض إلى أرضهم.
كما كانت كلمات لكل من الدكتورة هاله أبو حمدان والأديبة دلال الحلبي وقصيدة للشاعر طارق آل ناصر الدين.
شبلي
الكلمة الأخيرة كانت للشاعر عمر شبلي حيث قال: سميته “طوفان الأقصى والزمن الآخر” مع أقلام مؤمنة وصادقة فيما كتبت، لأن الكيان الغاصب لم يعد كما كان قبل طوفان الأقصى، لقد تخلخلت بنية هذا الكيان، وصار بحاجة إلى قوى خارجية تحميه، وبدأ يضمر ويزول شعاره الذي كان يقول “حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل”. لقد عجز في غزة والضفة، وانقلب حلمه عليه، وصارت مساحة غزة بسعة جغرافية العالم العربي كله، وبدأت المقاومة توجه له الضربات القاتلة في فلسطين ولبنان واليمن، نعم المقاومة قتلت في الكيان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون. وخرج الشعب في البلدان العربية من أنفاق حكامه وبدأ يحفر أنفاق الصمود، ولا بد أن ينتصر. ونحن سنعمل مع أقلام مؤمنة بانتصار فلسطين على إصدار الجزء الثاني من طوفان الأقصى والزمن الأخر.
وفي نهاية اللقاء قدّم عضوا مجلس إدارة الدار معن بشور وخليل بركات ورئيسة المنتدى القومي العربي بالوكالة د. نشأت الخطيب ومنسق المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزّة د. هاني سليمان دروع شكر وتقدير للمبدعين اللبنانيين الذين أغنوا هذا الإرث الأدبي لالتزامهم العميق بقضية فلسطين ونصرتها وحريتها.