لا يُؤمَنُ الشريرُ مهما استعـذرا
يوسف المسمار*
لا تـنـتـظـر من فاسدٍ خيـراً ولا
تأمن لمن بالشـرِّ عـاشَ مُفـاخـرا
فمنَ المحـالِ الخـيـرُ ممن شــرُّهُ
مُـتـأصـلٌ والســوءُ فـيـهِ تجـذّرا
ما صَــدّقَ الشـرّيــرَ إلا جـاهـلٌ
بغبائـهِ المَـثَـلُ الحـكيـمُ تَـقَـرّرا
إنَّ الغـبيَ لـو اهـتـدى فـغـبـاؤهُ
ما كـان إلا للحـقـيـقـةِ مُـنـكِـرا
فالشرُّ خُبث ٌ في النفوسِ مُعشّشٌ
لا يُـؤمنُ الشريرُ مهما استعـذرا
لا تَـحـمـلُ الأعـذارُ إلا خـدعـةً
من صَدّقَ التبريرَ سارَ القهقرى
الشــرُّ أشـرارٌ تـفـاقـمَ غَـدرُهم
من هادنَ الأشرارَ كان الأغدرا
أبـنـاءُ أمتـنـا الجـهـالى غَـشّهـم
مُكرُ الأعادي فارتضوا ما يُزدرى
داءُ البــلاهــةِ داؤنـــا وبـلاؤنــا
هل شعبنا عرفَ الحقيقة أو درى؟!
هل أدرك الخطـرَ العظيم بجهلـهِ
معنى التخاذل، واهتدى وتدبّرا؟!
هل ثـارَ يَجـتـثُ الفســادَ وأهـلَـهُ
ويصدُّ طغيـانَ الغـزاةِ مُحـرّرا؟!
هل حـطّـمَ الأوهـام بالعـقـلِ الذي
ما كان إلاّ، حيثُ كان، الثائـرا؟!
هل دمَّـرا التـقـليـدَ بالفـكـرِ الـذي
ما كـان إلاَّ مُـبـدعاً مُـتَـطـوّرا؟!
هل غـيّـرَ التاريـخَ يـوم تـآمـرت
دولُ الفسـادِ لكي يكـونَ مُبعـثَـرا؟!
هل طاردَ الأشـرارَ حتى يرعـوي
بالحقِ من زرعَ المثالبَ وافـترى؟!
هل خاضَ معركةَ الحياةِ فأدركت
كـلُّ الطوائـف ِ للرقيّ المَعـبَـرا؟!
هل أشـعـلَ الـدنـيـا ليـبـقى عالياً
مشعالُ مَن أهلَ البسطةِ حَضَّرا؟!
لا عُـذر للشعبِ العـظيـمِ اذا كَـبا
إلاَّ النهوضُ على البطولةِ للذُرى
جيل البطولةِ بالبُطولةِ وحـدها
سَحَـقَ الفسادَ وكـلَّ شـرٍّ دَمَّـرا
وبنى الحيـاةَ عـزيـزةً وكـريـمة ً
واخـتـطَ للأجـيالِ نَهجـاً خَـيّـرا
فـتبـلورت فيه الإصالـة ُ وثبـة ً
فَـوّارةً بالعـزِّ تُصلحُ ما اهتـرى
لتعيدَ للشعبِ الجـريـحِ حُـقوقَـه
من كل مغتصبٍ طغى وتبخترا
يا أيهـا الأحـرارُ أنـتـم وحـدكم
جيلُ البطولة فاسحقوا المتجبّرا
ما هـادنَ الأشــرارَ إلاّ شـرُّهـم
شـرُّ البليةِ أن نُـراعي المُـنـكـرا
فمع انتفاضةِ شعبِنا قد برعمت
زيـتـونـة ٌ جـيـلُ التخاذلِ كَسَّرا
ومع المقاومةِ التي قـد حرّرت
لبـنانَ عـدنـا مـارداً مُـتحـرّرا
ومع العراق نعودُ صيّاداً يطاردُ
كلَّ من نهبَ الشعـوبَ وأفـقـرا
وبشامنا التاريـخُ عـادَ مزهزهاً
يُغـني الحياة بُـطـولـة ً ومنائـرا
لا تأمنوا الأشرارَ مهما راوغوا
فالشـرُّ في الشـرّيـرِ لن يتغـيّـرا
لو كان في الأشرارِخيرٌ ما ارتضوا
واستنكروا الخيرَ الذي فيهم سرى
فليفهـم الأخـيـارُ أن مصيـرَهـم
لن يستـقـيـمَ إذا الفسادُ استكبـرا
دولُ الطغـاةِ من الصلاحِ زوالها
وبغـيـر ذلك فالـدنــا لن تَـعـمرا
إنّ الصراع هـو المُـقَـدّسُ وحـدهُ
لبني الفضائل إن أرادوا الأخيَرا
وسواء عاشوا أم قضوا واستشهدوا
فَـهُـمُ المنـارُ ونُـورهُـم لن يُـقهـرا
إنّ الطـريـقَ طـويـلـة ُ لـكنـّهــا
بجهـادنا صارت وتبقى الأقصرا
أرقى العـقـائـد في الحياة بطولة ٌ
خَطّت وما زالت تَخطُّ الأعصرا
إنّ البـطـولـة َ لـيـلُـنـا ونهارُنـا
وبهـا نَـعـيشُ تـألـقاً وتَعَـبـقـُـرا
صوتُ البُـطـولـةِ يستحثُ إباءنـا
كان الإباءُ وسوف يبقى الأنصرا
*المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرازيلية.