العزلة الدولية للكيان… لولا التطبيع!
عندما صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18-12-2023، أي قبل خمسة شهور لصالح قرار لوقف شامل لإطلاق النار في غزة، بغالبية 153 دولة وامتناع 23 دولة عن التصويت ومعارضة 10 دول، بينها أميركا وكيان الاحتلال وثماني دول صغيرة بعضها جزر منحتها أميركا الاستقلال وصفة دولة مستقلة لكسب أصواتهم في مثل هذه الحالات، رفض الكثير من الكتاب والمحللين العرب، إضافة لكتاب يعبرون عن وجهة نظر كيان الاحتلال والحكومات الغربية، وصف ما جرى بالعزلة الدولية لكيان الاحتلال، وحجتهم أن الميل الدولي العام بصورة طبيعية عند اندلاع أي حرب، وبسبب ويلات الحروب، هو الانحياز لكل دعوة إلى وقفها.
أمس، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار بمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بغالبية 143 دولة ومعارضة 9 دول وامتناع 25 عن التصويت، عادت إلى الذاكرة فوراً صورة تصويت 18-12-2023 لتظهر المقارنة درجة تشابه في النتائج الى حدّ التطابق، مع فوارق بسيطة، ليُطرح السؤال من جديد، هل دخل كيان الاحتلال مرحلة العزلة الدولية؟
في شوارع العالم تجريم واضح للكيان، وحملات يقودها طلاب العالم لمقاطعة الكيان ووقف الاستثمارات في شركاته، ووقف التعاون مع مؤسساته، وحركة المقاطعة الاقتصادية تحقق نتائج مبهرة تعرّض الشركات الداعمة للكيان، لأزمات تصل بعضها حد التهديد بالإفلاس، وينتقل بعضها من التباهي بدعمه للكيان إلى التبرؤ من هذا الدعم وتقديم الاعتذار من الشعب الفلسطيني، طلباً لاستعادة بعض المفقود من الأرباح، بينما تخرج دول غير عربية وغير إسلامية لتعلن قطع علاقاتها بالكيان، وتقود دول غير عربية وغير إسلامية مسارات مساءلة قانونيّة متعددة للكيان وقادته، أبرزها دعوى كل من جنوب أفريقيا ضد الكيان ونيكارغوا ضد ألمانيا لمواصلتها بيع السلاح لجيش الاحتلال وإعلانها مساندة الكيان في مقابل دعوى جنوب أفريقيا.
التصويت الجديد يحسم الجدل حول حالة العزلة التي دخلها الكيان منذ طوفان الأقصى. فالعنوان المطروح للتصويت يتّصل بأصل الحق الفلسطيني بدولة، ورغم المعارضة الأميركية للتصويت تقف 143 دولة تؤيده، ولولا التطبيع العربي مع الكيان لكان العدد أكبر بكثير، حيث تقول العديد من الدول أتريدون منا أن نكون عرباً أكثر من العرب أنفسهم؟
التعليق السياسي