الحرب على غزة… سبعة أشهر مضت هل نحن أمام سبعة أخرى؟
} يوسف هزيمة*
دخل العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة شهره الثامن منهياً بذلك سبعة أشهر ثقال على الشعب الفلسطيني، ولا سيما الغزّي، حاصداً أكثر من 120 ألفاً بين شهيد وجريح. ولئن كانت الشهور المنصرمة تلك ثقالاً، فإنها لم تزد الغزيين إلا صلابة وعزيمة وصموداً والتفافاً حول مقاومتهم التي أبدت صموداً أسطورياً قلّ مثيله عبر التاريخ، وهي التي منعت العدو “الإسرائيلي” من تحقيق أهدافه.
لقد وضع كيان الاحتلال “الإسرائيلي” منذ اللحظة الأولى لعدوانه رداً على عملية طوفان الأقصى، أهدافاً ليس أقلها سحق المقاومة واستعادة أسراه بقوة السلاح، أضِف إليها تهجير الغزيين. لم يستطع العدو تحقيق أيّ من هذه الأهداف رغم الدعم الذي تلقاه ويتلقاه، وخاصة من الولايات المتحدة الأميركية، التي أدرك قادتها السياسيون والعسكريون منذ انتهاء الشهر الأول على العدوان أن مهمة تحقيق الأهداف الصهيونية باتت صعبة، حتى إذا انتهى الشهر السابع بل قبله بأسابيع تأكد الأميركيون أن أهداف ربيبتهم “إسرائيل” باتت بحكم المؤكد من المستحيلات في ظلّ استمرار المقاومة الفلسطينية بعملياتها ومعها إطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، بل وأبعد من ذلك.
منذ أيام قليلة انتهت الأشهر السبعة ولا يزال الإسرائيلي يراوح مكانه ومع ذلك هو مستمرّ في حربه، وقد بدأ فصلاً جديدا من هذه الحرب في رفح، فيما هو يدرك ومعه الراعي الأميركي انّ هجومه على رفح لن تكون نتائجه الا كنتائج سابقيه في غزة وخان يونس وغيرهما، وهو المزيد من الخيبة والتقهقر. وقدا رأينا جنوده يسقطون بكمائن المقاومة في مشهد يعيد الذاكرة إلى ما حدث لجنوده، في الأشهر الأولى، وما زال يحدث، في مدينتي غزة وخان يونس وغيرهما. وكأنّ ما يجري حاليا في رفح أعاد المشهد إلى الأيام الأولى للحرب منذ حوالى سبعة أشهر، مع فارق ان الدعم الدولي الذي حظي به العدو إبان الأيام الأولى للحرب لم يعد متوفرا، اللهم الا الأميركي، الذي وانْ كان يدرك انّ مواصلة الحرب من جانب “إسرائيل” عامة ونتنياهو بشكل خاص، لن يستطيع أن يحقق اي مكسب للصهاينة، إلا أنّ الأميركي الذي أدرك ذلك منذ نهاية الشهر الأول للحرب يعزّ عليه ان يسلّم بوقفها، ولو أعلن عن رعايته لمشاريع هدنة أو مسودات لاتفاق (النص المصري القطري الأخير الذي رعاه ووافقت عليه حماس). الأميركي الموقن بـ استحالة تحقيق نصر لا يمكنه ان يقبل بوقف لإطلاق النار لأنّ ذلك يعني النصر الذي لا لبس فيه والهزيمة المدوية لكيان الاحتلال.
اذن الى اين تتجه الأحداث بعد مضي الشهور السبعة والدخول في الشهر الثامن وفي ظلّ عدم تحقيق أيّ هدف من أهداف الإسرائيلي.
واذا كان مفهوماً انّ نتنياهو يرفض أيّ وقف لإطلاق النار لأنّ معناه هزيمته خاصة وهزيمة الكيان عامة، لكن الأمر الغير مفهوم هو دعم الإدارة الأميركية وتحديداً بادين، ولو أعلن خلاف ذلك، لمواصلة الحرب، وهذه المرة من بوابة رفح!
قد تكون السطور السابقة حملت بعض إجابة على السؤال في انّ الأميركي لن يقبل هزيمة مدوية لشريكه الإسرائيلي، وهو ايّ الأميركي لعله يبحث عن بعض نصر، هو يسمّيه، ما يحفظ بعض ماء وجه الإسرائيلي.
ومن الآن حتى تحقيق ذلك ولن يتحقق ذلك، يبدو أنّ الرئيس الأميركي سيستمرّ بتغطية الحملة الإسرائيلية والحرب الصهيونية على القطاع طالما هو في الرئاسة، وهذا يعني انّ غزة أمام سبعة شهور جديدة من القتال الذي لن يحقق إلا الصمود والنصر ولا خيار لغزة إلا ذلك…
*كاتب لبناني